حذّرت إيران على لسان عرّاب ملفها النووي سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي حسن روحاني أمس، من أنها ربما تستأنف عمليات تتعلق بتخصيب اليورانيوم هذا الأسبوع، بعد فشل المحادثات مع الاتحاد الأوروبي التي أجريت في لندن الجمعة، في التوصل إلى اتفاق في شأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. ولفت روحاني إلى أن قرار طهران المستاءة من فشل المحادثات، يأتي رداً على"المماطلة الأوروبية"وتنفيذاً لأحد بنود الاقتراح الذي تقدمت به طهران إلى الجانب الأوروبي، والمتعلق بتخصيب جزئي لليورانيوم في مفاعل أصفهان، تمهيداً لتدوير الوقود النووي. وقال روحاني من مطار الإمام الخميني الذي جرى افتتاحه أمس:"ستقرر إيران ما إذا كانت ستستأنف برنامجها لتخصيب اليورانيوم هذا الأسبوع في طهران"بعد عودة المفاوضين الإيرانيين، مضيفاً أن"من غير المرجح أن نبدأ تخصيب اليورانيوم في ناتنز، لكن بعض الأنشطة ربما تستأنف الأسبوع المقبل في مجمع منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان". وشدد روحاني على أن"إيران ستكون مستعدة لمواصلة المفاوضات مع الأوروبيين إذا استأنفت جزءاً من أنشطة التخصيب". وحذر ثلاثي الاتحاد الأوروبي طهران من انه سيدعم المطالب الأميركية بعرض ملف إيران النووي على مجلس الأمن إذا استأنفت التخصيب. إلا أن روحاني قال إن خطوة بلاده هذه لن تتسبب برفع ملفها النووي إلى مجلس الأمن، إذ قال:"لا اعتقد بأن خيار رفع قضية إيران إلى مجلس الأمن مطروح". إظهار قوة من جهته، رأى ديبلوماسي بارز من الاتحاد الأوروبي أن إيران تأمل في تفادي مثل هذه المواجهة بعدم تماديها إلى حد استئناف التخصيب الفعلي لليورانيوم، وهي عملية يمكن توظيفها لإنتاج وقود مخصب بدرجة تسمح باستخدامه في صنع قنابل. وقال:"تعتقد طهران بأن استئناف العمل في أصفهان فقط سيكون كافياً لإظهار قوتها وغضبها لنا، ولكن ليس إلى الدرجة التي تدفعنا إلى عرض القضية على مجلس الأمن". وقال روحاني إن ثلاثي الاتحاد الأوروبي طلب المزيد من الوقت لدراسة الاقتراح الإيراني في شأن كيفية التأكيد للعالم أنها لا تطور أسلحة نووية، لافتاً إلى احتمال أن تعلن طهران تدريجاً عن جزء من الاقتراح، كما أشار إلى أن الطرح يضمن تدوير الوقود مع ضمانات بسلمية الاستخدام الإيراني. وقال:"بناء على الاقتراح الإيراني، ستكون جميع عمليات دورة الوقود النووي في إيران سلمية وسيقدم الاقتراح ضمانات من النواحي القانونية والسياسية، إيران مستعدة تماماً لتقديم تطمينات للعالم بأن برنامجها سلمي تماماً". وأكد ديبلوماسيون أن طهران اقترحت مواصلة عمليات دورة الوقود النووي بما في ذلك التخصيب ولكن في شكل تدريجي وتحت رقابة دولية مشددة. إلا أن الاتحاد الأوروبي وواشنطن يقولان إن الضمان الوحيد المقبول لعدم تطوير إيران قنابل نووية سيكون إلغاء أنشطة الوقود النووي ككل. وكانت ترددت أنباء عن اقتراح إيراني بالإفادة من خمسمئة إلى ألفي جهاز للطرد المركزي، فيما أشارت معلومات أخرى إلى أن إيران تطالب بتشغيل ثلاثين ألف جهاز من أصل 60 ألفاً، وهو حجم حاجة إيران لإنتاج الوقود النووي لمفاعل بوشهر. خيوط توافق ورأى محللون في تصريحات روحاني بعض ملامح التوافق المصحوب بما يشبه اللعبة الكبرى التي يمارس فيها الجانب الأوروبي محاولة المماطلة في انتظار إدخال التعديلات على معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل، والتي من شأنها أن تمنع إيران وغيرها من الدول التي لم تصل إلى مرحلة تدوير الوقود من التدوير في شكل مطلق، في وقت أشارت تصريحات روحاني إلى أن إيران بدأت بتنفيذ الاتفاق اللعبة من جانب واحد تمهيداً لفرض أمر واقع على الأوروبيين والمجتمع الدولي، توصلاً إلى الاعتراف بدخولها النادي النووي، أقله من الناحية القانونية، قبل الإعلان عن التعديلات المتوقعة على معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. خروج على اتفاق باريس وربما يعتبر استئناف عمليات تحويل اليورانيوم خروجاً على"اتفاق باريس"الذي وافقت إيران بموجبه في تشرين الثاني نوفمبر على تعليق جميع أنشطتها المتعلقة بالتخصيب، في مقابل بدء مفاوضات حول اتفاق تعاون تكنولوجي وتجاري وسياسي مع الاتحاد الأوروبي. وجاء في نص هذا الاتفاق"قررت إيران طوعاً، وبهدف تعزيز الثقة، المضي في تعليق كل الأنشطة المتعلقة بالتخصيب والتحويل وتوسيعه".