أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"أمس أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيزور دمشق الخميس المقبل، وأن مبعوثه لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن سيكون ضمن الوفد المرافق. في غضون ذلك، تسلم الرئيس بشار الأسد أمس رسالة من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد تتضمن نظرته لتطورات الوضع في لبنان وإطلاع سورية على رد طهران على سلة الاقتراحات التي قدمتها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا، في شأن الملف النووي. وكانت دمشق رفضت استقبال رود لارسن ضمن الفريق الدولي الذي زار الشرق الاوسط عقب اندلاع الأزمة اللبنانية، لأنها"لا تثق فيه"، ولأنه"غير موضوعي". لكنها عادت ووافقت على استقباله للقاء نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. غير أن الوفد عاد إلى نيويورك من دون زيارة دمشق، كما لم يطلب موعداً لزيارة سورية في جولته الأخيرة الاسبوع الماضي. وقالت المصادر"ليس هناك مانع من وجود رود لارسن، باعتبار أن المحادثات ستكون مع أنان". ونقل رسالة أحمدي نجاد إلى الأسد نائب وزير الخارجية الإيراني محمد رضا باقري، خلال محادثات تناولت التطورات في لبنان والمساعدات التي تنوي طهران تقديمها للمساهمة في إعادة الإعمار. وتضمن جدول زيارة باقري الذي عمل سفيراً في دمشق قبل تسلم حسن اختري هذا المنصب، لقاءات مع الاسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"أمس إن باقري"جدد للمسؤولين السوريين عزم إيران على المساهمة في إعادة الإعمار وبناء الجسور والمستشفيات في لبنان. وجدد الجانب السوري أن قطع الكهرباء عن لبنان لم يكن لأسباب سياسية". وتناولت المحادثات قضية نشر قوات دولية في جنوبلبنان، وأكدت دمشق معارضتها نشر قوات على الحدود اللبنانية - السورية، باعتبار أن الأخيرة"ليست بلداً معادياً للبنان، كما أن القرار 1701 لا يتضمن ذلك، لأن الجيش اللبناني قادر على القيام بهذه المهمة". وفي هذا السياق، قال وزير الاعلام السوري محسن بلال في تصريحات صحافية لدى زيارته البرتغال أول من أمس، إن الدعوة إلى نشر قوات"يونيفيل"بين سورية ولبنان هو"كفر، لأن شعبي البلدين أسرة واحدة يعيشان في بلدين مستقلين. ومن يريد فصلهما مخطئ وسيئ النيات"، مشيراً إلى أن أميركا وإسرائيل هما"اللتان خفضتا عدد قوات يونيفيل"من خمسة آلاف الى ثلاثة آلاف جندي بعد انسحاب جيش الدولة العبرية من جنوبلبنان العام 2000. في المقابل، أعرب المسؤولون السوريون خلال لقائهم باقري عن موافقتهم على نشر"يونيفيل"في جنوبلبنان، باعتبار أن ذلك يأتي في إطار"توسيع عديد هذه القوات ضمن مهمة محددة لا تشمل جمع سلاح حزب الله أو نزعه". ونفت المصادر أن تكون دمشق أبلغت وزير الخارجية التركي عبد الله غُل إقامة"محطة عسكرية"للقوات التركية المزمع نشرها في جنوبلبنان. وقالت إن"سورية وافقت على مرور القوات عبر أراضيها، وليس إقامة محطة عسكرية".