فيما اتفق الجانبان السوري والايراني على ان"اجراء انتخابات حرة ونزيهة في لبنان في موعدها المقرر أمر ايجابي"، قالت مصادر ايرانية ان الرئيس السوري بشار الأسد حذر من"مساعي الاعداء لنشر فتنة"في لبنان. جاء ذلك خلال محادثات خرازي امس مع الرئيس بشار الاسد ومع نظيره السوري فاروق الشرع التي"تركزت في مجملها على الوضع في لبنان"، ذلك قبل ساعات من وصول المبعوث الدولي تيري رود لارسن الى دمشق ل"تسلم الجدول الزمني بالانسحاب الكامل للقوات العسكرية والأمنية السورية من لبنان". وكان الأسد استبق وصول لارسن بعد ظهر امس باستقبال قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان ل"البحث في العلاقات الاخوية بين الجيشين والتنسيق بينهما". ومن المقرر ان يعقد الشرع ولارسن ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في فندق"ميريديان"لتلخيص نتائج محادثات المبعوث الدولي وموعد انسحاب ما تبقى من القوات السورية، لتضمين ذلك في تقرير الأمين العام كوفي أنان في شأن تنفيذ القرار الرقم 1559 في 19 الجاري. ونقلت مصادر ايرانية ل"الحياة"عن الاسد قوله خلال لقائه خرازي"عزم سورية الانسحاب من لبنان من اجل المساعدة في حفظ الاستقرار في المنطقة، وخصوصاً في لبنان"، وانه"حذر من ان اعداء لبنان يسعون الى استثمار الظروف الحالية لنشر الفتنة"، الأمر الذي يستدعي"استمرار التشاور"بين دمشق وطهران لمواجهة التحديات. وبعد لقائه الشرع لمدة ساعتين، أعلن خرازي ان التطورات"الاقليمية تثير القلق لدينا جميعاً"وان سورية وايران"تتعاملان بحكمة"مع هذه التطورات، خصوصاً اللاحقة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال وزير الخارجية الايراني:"ان البعض يريد الاصطياد في الماء العكر ولا يريد الخير للبنان بل يسعى الى الوصول الى غاياته وأهدافه"، من دون ان يحدد هذه الاهداف. وفيما أكد خرازي ان"السلم الأهلي في لبنان تم الوصول اليه بفضل الوحدة بين جميع اللبنانيين"، وأشار الى"دور القيادة اللبنانية الواعي والحكيم في الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية"، قالت مصادر رسمية سورية ان"الوفاق الوطني بين اللبنانيين وعدم التدخل الاجنبي في شؤونهم كفيلان بخروج لبنان من الازمة الحالية". وبحسب المعلومات المتوافرة ل"الحياة"، فإن محادثات خرازي مع المسؤولين السوريين تضمنت"تحليلاً عاماً للوضع في الشرق الأوسط والسياسات الاميركية والاوروبية"، إذ يلاحظ مراقبون سوريون"مدى مماشاة اوروبا السياسة الاميركية"من دون ان يعني ذلك"اليأس من تغيير في السياسة الاوروبية، لكن لا بد من جهد مكثف". وكان متوقعاً ان تتناول المحادثات العلاقات بين باريسودمشق باعتبار ان خرازي سيشارك في لقاء خاتمي وشيراك. وبدا وزير الخارجية الايراني امس"مهتماً"بمعرفة وضع العلاقات السورية ? الفرنسية الحالي و"احتمالات كسر الجمود". وباعتبار ان الوضع اللبناني"شغل الحيز الاكبر"من المحادثات السورية ? الايرانية، فإن الطرفين يريان ان"اجراء انتخابات حرة ونزيهة في موعدها المقرر أمر ايجابي لتقرير مستقبل لبنان"في ما يعتبر رداً على كلام المعارضة اللبنانية من ان دمشق تسعى الى تأجيل الانتخابات.