إطلاق 80 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الأمير محمد بن سلمان    انطلاق المؤتمر الدولي لأكاديميات الشرطة    السعودية الأولى خليجياً وعربياً في مؤشر الأداء الإحصائي    «الجناح السعودي».. ينطلق في «الصين الدولي للطيران والفضاء»    وزير الخارجية: حل الدولتين السبيل الأوحد لتحقيق السلام    «الرابطة» تُرحِّب بقرارات القمّة العربية والإسلامية    رئيس بولندا يشكر خادم الحرمين وولي العهد    الفرج يقود الأخضر أمام «الكنغر»    إسناد التغذية والنقل ل«جودة الخدمات» بإدارات التعليم    «التقني»: إلغاء إجازة الشتاء وتقديم نهاية العام    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة.. نشروا مقاطع منافية لأخلاقيات المهنة    وزير الداخلية يرعى حفل جامعة نايف وتخريج 259 طالباً وطالبة    5 مشاهير عالميين أصيبوا بالسكري    في بيتنا شخص «حلاه زايد».. باقة حب صحية ل«أصدقاء السكري»    ماذا لو نقص الحديد في جسمك ؟    المملكة تحذر من خطورة تصريحات مسؤول إسرائيلي بشأن فرض سيادة الاحتلال على الضفة الغربية    الأهلي يطرح تذاكر مواجهته أمام الوحدة في دوري روشن    غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت    الذهب يستقر قرب أدنى مستوى في شهر مع انتعاش الدولار    سعود بن نايف يستقبل أمين «بر الشرقية»    أمير الرياض يستعرض إنجازات «صحية تطوع الزلفي»    أمير القصيم يطلق مبادرة الاستزراع    تطوير وتوحيد الأسماء الجغرافية في الوطن العربي    الاتفاق يعلن اقالة المدير الرياضي ودين هولدين مساعد جيرارد    مقتل ضابط إسرائيلي وأربعة جنود في معارك بشمال غزة    نقلة نوعية غير مسبوقة في خدمة فحص المركبات    استعادة التنوع الأحيائي في محمية الأمير محمد بن سلمان    "الحج المركزية" تناقش موسم العمرة وخطط الحج    رحب بتوقيع" وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين".. مجلس الوزراء: القمة العربية والإسلامية تعزز العمل المشترك لوقف الحرب على غزة    فوبيا السيارات الكهربائية    «نأتي إليك» تقدم خدماتها ب20 موقعًا    مجلس الوزراء يجدد التأكيد على وقوف المملكة إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان    ولادة أول جراء من نمس مستنسخ    الأخضر يحتاج إلى وقفة الجميع    المنتخب السوداني يسعى لحسم تأهله إلى أمم أفريقيا 2025    «طريق البخور».. رحلة التجارة القديمة في العُلا    السِير الذاتية وتابوهات المجتمع    أحمد محمود الذي عركته الصحافة    وفاء الأهلي المصري    للإعلام واحة    إضطهاد المرأة في اليمن    يسمونه وسخًا ويأكلونه    يأخذكم في رحلة من الملاعب إلى الكواليس.. نتفليكس تعلن عن المسلسل الوثائقي «الدوري السعودي»    «سامسونغ» تعتزم إطلاق خاتمها الذكي    «الغذاء»: الكركم يخفف أعراض التهاب المفاصل    التحذير من تسرب الأدوية من الأوعية الدموية    الرهان السعودي.. خيار الأمتين العربية والإسلامية    أسبوع معارض الطيران    جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة تطلق فعاليات اليوم العالمي للسكري    إطلاق 80 كائنا فطريا مهددا بالانقراض    نائب الرئيس الإيراني: العلاقات مع السعودية ضرورية ومهمة    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    اطلع على مشاريع المياه.. الأمير سعود بن نايف يستقبل أعضاء الشورى المعينين حديثاً    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دوست بلازي يشدد على "انكفاء الحزب بآليات تحددها الحكومة" ... ووزير الخارجية الالماني يلغي زيارته لدمشق . الاسد : المعركة الحقيقة بدأت ... وقوى 14 اذار منتج اسرائيلي . الجيش اللبناني ينشر غداً 3 ألوية في الجنوب وواشنطن تكرر تحذيرها لسورية وايران

تحوّل لبنان امس الى ورشة إغاثية وتخطيطية وسياسية لمعالجة آثار الحرب الاسرائيلية المدمرة عليه، ولوصل ما انقطع بين أرجاء البلاد بفعل تدمير الجسور، وواصلت فرق الإنقاذ سحب مزيد من الجثث من تحت الانقاض، فيما تحركت اجهزة الدولة لدفع تعويضات للجرحى وأهالي الشهداء، بموازاة تلك التي أعلن الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله دفعها من قبل الحزب لأصحاب المنازل المتضررة او المهدمة. راجع ص 2 و3 و4 و5 و6 و7و8 و9
واعلن مسؤولون اسرائيليون ان سحب قواتهم من جنوب لبنان قد يتم بين اسبوع وعشرة ايام. ويتوجه الجيش اللبناني الى بدء انتشاره في الجنوب اعتبارا من يوم غد الخميس، حيث يعقد اجتماع مهم للدول المستعدة للمساهمة بالقوات في الأمم المتحدة وذلك بهدف البحث في"مفهوم العمليات"وتعريفها على مستوى عسكري، وأفادت مصادر مطلعة أن لدى دائرة حفظ السلام في الأمم المتحدة فكرة قيام الدول المستعدة للمساهمة ب15 ألف جندي إضافي ل"القوة الدولية المعززة"يونيفيل ب"الانتشار الذاتي"في الجنوب اللبناني، وذلك بهدف التعجيل في نشر القوة الدولية لتتولى مهماتها تجنباً لفراغ في الجنوب، وتجنباً لما تستغرقه"مذكرة التفاهم"التقليدية من وقت قبل ايفاد القوات الى ساحة العمليات.
خطاب الاسد
وفيما حذرت واشنطن سورية وايران"من تسريب أسلحة"لحزب الله"، معتبرة أن المجتمع الدولي"يراقب عن كثب هذه المسألة وأن الأطراف المسؤولة ستتحمل العواقب"، قال الرئيس السوري بشار الاسد امس ان"شرق اوسط جديدا ولد بفضل انجازات المقاومة"اللبنانية وان دعم دمشق لها مصدر"فخر وشرف". وحمل"قوى 14 آذار"مسؤولية"الدمار والخراب في لبنان"، قبل ان يصفها بانها"منتج اسرائيلي".
وقال الاسد في خطاب القاه امس امام مؤتمر اتحاد الصحافيين في سورية تركز في معظمه على لبنان، ان هناك"مخططا يمتد من القرار 1559 والقرار 1680 والقرار الاخير 1701 واغتيال الرئيس رفيق الحريري والحرب الاخيرة ودور هذه القوى اللبنانية ودور بعض القوى العربية"، معتبرا ان"المعركة الحقيقية بدأت الان بعد كشف المواقف والفرز الذي حصل"، مشددا على ضرورة تحويل"النصر العسكري الى ربح سياسي".
وانتقد الرئيس جاك شيراك، من دون ان يسميه، لعدم مطالبته بلجنة تحقيق بمجزرة قانا كما فعل بالنسبة الى اغتيال الحريري، واتهم الولايات المتحدة بانها حولت"مجلس الامن الامن الى مجلس لتقويض الامن من خلال قيامه باصدار قرار يلبي مطالب اسرائيل وينقذها من ورطتها على حساب لبنان وتدخله في الشؤون الداخلية". وزاد :"ان الحل يكون هو بان القرار الوطني هو دائما أعلى من أي قرار دولي حتى لو أدى هذا الموضوع الى القتال والحرب فلا خيار لنا".
وتفاعلت في الوسط السياسي اللبناني الاتهامات التي وجهها الرئيس الأسدالى"قوى 14 آذار". وقالت مصادر قيادة الأكثرية انها تدرس الخطاب تمهيداً للرد عليه خصوصاً انه يخوّن قادتها.
وبعد الخطاب مباشرة، الغى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير زيارة رسمية مقررة لدمشق، معتبرا ان الخطاب"ارسل رسال خاطئة ولا يلبي التحديات والمخاطر القائمة والمساهمة في تحقيق السلام". وقال مسؤول في الخارجية السورية ل"الحياة"امس ان سبب الغاء الزيارة كان"تباين الاراء في شأن تقويم القرار 1701 وتداعياته على لبنان".
وفيما استمر تدفق النازحين اللبنانيين من المناطق التي لجأوا فيها، الى قراهم خصوصاً الجنوبية وسط ازدحام سير خانق بسبب الطرق التي قطعها العدوان الاسرائيلي، علمت"الحياة"ان الجيش سيباشر انتشاره جنوب نهر الليطاني غداً الخميس، بدخول ثلاثة ألوية هي السادس والعاشر والحادي عشر، لتنضم الى الألوية الثاني والثالث والثاني عشر، الموجودة في الجنوب والتي ستنتشر في عمقه. وسيضاف الى هذه الألوية فوجا مدرعات ومغاوير، في ظل وجود 3 أفواج احتياط تابعة للمدرعات والمغاوير والقوة المجوقلة.
ويصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، بالتزامن مع استمرار المشاورات والاتصالات بين كبار المسؤولين اللبنانيين و"حزب الله"حول الصيغة التي ستعتمد في التعاطي مع سلاح الحزب عند انتشار قوة"يونيفيل"المعززة جنوب الليطاني حتى"الخط الأزرق"، ما أدى الى عدم تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء من أجل اعطاء الأمر للجيش ببدء انتشاره الى اليوم او الغد، نظراً الى وجود نية لإعلان العديد من الاجراءات في سياق الورشة المفتوحة سياسياً وأمنياً وإعمارياً.
وقالت مصادر حكومية ل"الحياة"انه نظراً الى ارتباط الصيغة التي ستعتمد في شأن سلاح"حزب الله"بانتشار الجيش، وبانضمام القوات الدولية الى"يونيفيل"لتعزيزها وفق القرار الدولي الرقم 1701 سيكتمل الانسحاب الاسرائيلي بوصولها، فإن صيغة التعاطي مع سلاح الحزب التي حصل تقدم في بلورتها، يفترض ان ترضي جميع الاطراف، بما فيها الاطراف الدولية التي ستشارك في عداد"يونيفيل"والتي كانت فهمت ان منطقة عملياتها ستكون خالية من سلاح الحزب.
وفي وقت لم تستبعد اوساط مراقبة ان تدرس هذه الصيغة مع الوزير الفرنسي اليوم لطمأنة فرنسا ودول أخرى الى مصير سلاح الحزب، صرح الاخير قبل مغادرته باريس امس الى لارنكا بأن"الوقت يضيق"بالنسبة الى انتشار الجيش في الجنوب. وقال انه سيسعى خلال زيارته الى"التحقق من ان الوحدة الحكومية ستستمر وان يتمكن الجيش من الانتشار وان يتمتع لبنان بسيادته على أراضيه". واضاف:"اعتقد بأن كل شيء ممكن"حزب الله"سينكفئ ويسلم سلاحه بحسب آليات تحددها له الحكومة اللبنانية". وأكد بلازي استعداد بلاده للمشاركة في عديد"يونيفيل"التي يفترض من ان تضم 15 ألف عسكري وان هناك 1700 عسكري فرنسي متمركزين في سفن البحرية الفرنسية حول بيروت و200 عنصر حالياً ضمن"يونيفيل"، مشيراً الى ان القرار النهائي للرئيس جاك شيراك.
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان ماري غيهينو انه سيكون مرتاحاً في حال وصلت طلائع قوة"يونيفيل"المعززة في غضون 10 ايام، مشيراً الى مشاكل لوجستية ومؤكداً ان المشكلة الفعلية سياسية. وأوضح غيهينو ان القوة الدولية"لن تنزع سلاح"حزب الله"بالقوة مع انه يمكنها استخدام القوة".
وفي وقت أكدت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة"ان صيغة التعاطي مع سلاح"حزب الله"وفقاً لقرار مجلس الامن مسألة على الحكومة اللبنانية ان تجد حلاً لها، لم يخرق الهدوء الأمني في جنوب لبنان لليوم الثاني على التوالي، الا اطلاق القوات الاسرائيلية النار على 5 مقاتلين من"حزب الله"أ ب. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان عشرة صواريخ اطلقت ليل الاثنين - الثلثاء على منطقة قريبة من مواقع يحتلها الجيش الاسرائيلي في الجنوب على رغم سريان وقف العمليات العدائية، ولم يعلن"حزب الله"مسؤوليته عن عمل كهذا ولا أي فريق آخر في لبنان. وعلى رغم إلقاء الجيش الاسرائيلي مناشير حذرت النازحين من العودة الى الجنوب قبل انتشار الجيش اللبناني والقوة الدولية فإن الطرقات الصعبة اختنقت بالسيارات التي أقلت هؤلاء حاملين أمتعتهم، منذ الخامسة فجر أمس، ومع اكتشاف 8 جثث في منزلين في بلدة الطيبة ورفع جثث اخرى من تحت الانقاض في قرى اخرى، اضطر بعض النازحين الذين وصلوا بلدة الخيام الى العودة منها لأنهم وجدوا منازلهم مدمرة بالكامل. وفرغ نصف المدارس التي أوت مهجرين في العاصمة بيروت، وبقي 25 في المئة من هؤلاء في النصف الباقي. ووزع بعض الناشطين خيماً على بعض النازحين العائدين الذين وجدوا منازلهم مدمرة، في حين باشر"حزب الله"دفع معونات مالية للمتضررين وأعلن السنيورة البدء فوراً بدفع تعويضات للجرحى وأهالي الشهداء، مؤكداً ان الدولة ستقوم بأقصى ما يمكنها ولن تتأخر في ذلك.
وقالت مصادر وزارية ان السنيورة كان طلب قبل وقف النار واثناء استمرار العمليات العسكرية التهيؤ لمعالجة آثار العدوان ولتأمين التعويضات عبر مجلس الجنوب وخطط إعادة بناء الجسور وطلب من عدد من الدول تأمين جسور ميكانيكية بديلة، وسيصل منها ثلاثة من فرنسا خلال ايام بعد ان وصلت طلائع فرقة هندسية لهذا الغرض تمهيداً لتركيبها. وأعلن السنيورة امس عن قبول هبات لإعادة بناء جسر الأولي الذي يربط بيروت بمدخل الجنوب في مدينة صيدا، من زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري وشقيقه بهاء، فيما تبرع رجل اعمال جنوبي ببناء جسرين آخرين على نهر الليطاني يربطان النبطية بمرجعيون. وسيتكفل رجل اعمال آخر ببناء جسرين دمرا على الطريق الدولي بين بيروت وشمال لبنان، فيما سيتبرع أحدهم بإصلاح مطار رفيق الحريري الدولي بهبات الى الدولة.
وأعربت مصادر وزارية عن استغرابها لتغييب الدولة في الإعلان عن تقديم المساعدات خصوصاً من"حزب الله"، وذكرت هذه المصادر ان تجاهل مؤسسات الدولة يناقض الدور الذي لعبته في موقفها السياسي المتشدد، الذي أدى في المفاوضات على قرار مجلس الامن الى انتزاع خطوات عدة مهمة أولها الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب الذي لم يكن وارداً في مشروع القرار الاول، والى إدخال قضية مزارع شبعا ضمن الحل الكامل للوضع في الجنوب، إضافة الى الغاء الفصل السابع من تفويض القوات الدولية التي ستأتي الى الجنوب وهذه انجازات مهمة لم يكن ممكناً حصولها لولا موقف الدولة اللبنانية. وأضافت المصادر:"ان التصرف كأن الدولة غير موجودة غير متناسب مع الدور الذي لعبته في وجه العدوان ومع الدور الذي ستلعبه مع إزالة آثاره لأنها ستتصرف على ان جميع الذين تضرروا وأصيبوا جراءه، أبناؤها الذين من واجبها رعايتهم. والدفاع عن سيادة البلد يكون بدعم جهود الحكومة لتقوية موقفها في التعاطي مع المجتمع الدولي في هذه الظروف خصوصاً ان استعادة الكثير مما خسره البلد تتطلب متابعة دقيقة وحثيثة مع الخارج.
الموقف الاسرائيلي
في اسرائيل قال رئيس الاركان الجنرال دان حالوتس، الذي قد يدفع منصبه ثمن"الفشل العسكري"في حسم الحرب سريعاً، ان الواقع الامني الجديد في لبنان سيتغير و"انه اذا ما سارت الامور على ما يرام وخرج الاتفاق المتعلق بالقرار الدولي لوقف النار الى حيز التنفيذ سيغادر آخر جندي اسرائيلي أرض لبنان خلال 10 أيام".
وتباينت ردود الفعل الرسمية على خطاب الرئيس بشار الأسد امس. ورأى وزير الدفاع عمير بيرتس انه تنبغي تهيئة الظروف لاجراء محادثات مع سورية. وقال ان كل حرب تؤسس فرصًا لعملية سياسية جديدة أوسع، وانه ينبغي اجراء حوار مع لبنان وتهيئة الظروف للحوار مع سورية. وأعرب عن أمله في أن يمكّن الوضع الجديد من تطبيق القرارات الدولية على الأرض. واشار الى ان وقف النار يبدو ثابتًا وان اسرائيل تصر على ان يكون بمقدور قوات"يونيفيل"ان تفرض الاتفاق في جنوب لبنان. لكن القناة الثانية للتفزيون الاسرائيلي نقلت عن وساط رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه لا يتفق مع وزير الدفاع رؤيته ان الحرب على لبنان تهيء الفرصة لعملية سياسية مع الفلسطينيين ومع سورية. وقالت ان اولمرت يعارض اجراء مفاوضات مع دمشق على خلفية ايوائها مقار"المنظمات الارهابية الفلسطينية"ودعمها"حزب الله بالسلاح". وأضافت ان رئيس الحكومة يرى أن سورية ليست راغبة في السلام انما تتحدث عنه لتخفف من الضغوط الدولية عليها ويحظر على اسرائيل ان تساهم في ذلك.
وأضافت القناة ان اسرائيل تنظر الى الرئيس الاسد على انه"شخصية ليست جدية... لكنه ايضاً غير متوقع ومن الصعب توقع خطواته". وأشار معلقون الى ان"تبدل لهجة الاسد"تدلل الى قناعته بأن رهانه على"حزب الله"وايران قد نجح وان سورية لن تقبل بسلام يأتي على حسابها.
وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني"ان سورية تقوم اليوم بدور إشكالي في المنطقة وعليها ان تقرر وجهتها". وأضافت" قلنا كل الوقت ان ليس لدينا نية بفتح جبهة مع سورية، وآمل انه مع مرور الوقت سيتغير وجه المنطقة". واشارت الى ان"على دمشق ان تعي ان لبنان يحلّق في اتجاهٍ آخر وانه لن يكون بوسع سورية ان تُبقي جبهات مفتوحة أمام اسرائيل".
الامم المتحدة
وفي نيويورك، أفادت مصادر مطلعة أن لدى دائرة حفظ السلام في الأمم المتحدة فكرة قيام الدول المستعدة للمساهمة ب15 ألف جندي إضافي ل"القوة الدولية المعززة"يونيفيل ب"الانتشار الذاتي"في الجنوب اللبناني، وذلك بهدف التعجيل في نشر القوة الدولية لتتولى مهماتها تجنباً لفراغ في الجنوب، وتجنباً لما تستغرقه"مذكرة التفاهم"التقليدية من وقت قبل ايفاد القوات الى ساحة العمليات.
ويعقد غداً الخميس اجتماع مهم للدول المستعدة للمساهمة بالقوات في الأمم المتحدة وذلك بهدف البحث في"مفهوم العمليات"وتعريفها على مستوى عسكري. وتنتظر الدول المستعدة للمساهمة بالقوات الموقف الفرنسي، علماً أن فرنسا مرشحة لقيادة هذه القوات.
وأكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس أن قوة"يونيفيل"تخضع الآن للولاية الجديدة التي أقرها مجلس الأمن بموجب القرار 1701. وأوضح أن"مهمات قوة يونيفيل هي مساعدة الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار 1559 ومساعدتها في بسط سلطتها كاملاً في جنوب لبنان". ورفض الخوض مع الصحافة في الأمم المتحدة بتفسيراتها أو تفسيرات آخرين للقرار، لا سيما تلك التي تعتبر ان القرار لا يحتوي نصاً عن تجريد"حزب الله"من السلاح. لكنه قال إن القرار"واضح أن تنفيذ القرار 1559 والذي يتضمن نزع سلاح الميليشيات، سيكون من مسؤولية الحكومة اللبنانية مع الدعم القوي من يونيفيل، وسنكون موجودين لمنح ذلك الدعم القوي، خصوصاً فور حصولنا على المزيد من القوات على الأرض".
وشدد دوجاريك أن من دروس الأزمة"أن من الضروري ايجاد تسوية سياسية لهذا الصراع"، وقال إن الأمم المتحدة لن تقدر أن تحدد موعد نشر القوات إلا بعد تسلم عروض الدول المساهمة، لكنه اعتبر أنه"ليس هناك فراغ"أمني في جنوب لبنان بل أن قوات يونيفيل ما تزال فاعلة". ويُذكر أن 28 دولة شاركت في اجتماع أول من أمس الاثنين للبحث في إمكان المساهمة بالقوات.
وأكد دوجاريك ان الأمين العام كوفي انان أجرى اتصالات هاتفية يوم الأحد الماضي مع كل من الرئيس السوري بشار الأسد والايراني محمود احمدي نجاد وذلك لحضهما على استخدام نفوذها"بصورة ايجابية وبصورة متماشية مع ما يطالب القرار 1701. وقالت مصادر مطلعة ان الاتصال الهاتفي مع أحمدي نجاد لم يكن موسعاً، لكنه"أجرى محادثات مطولة نسبياً مع الرئيس السوري"، فيما"بدأ حديثاً"مع الرئيس الايراني حول ما يتوقع القرار 1701 من هذين الطرفين المعنيين.
من جهته، اعتبر السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون ان"انسحاب القوات الاسرائيلية وتقدم القوات اللبنانية ويوينفيل ستنفذ بطريقة لا تسمح لحزب الله بإعادة اختراق جنوب لبنان. والسؤال عن سرعة حدوث ذلك يعتمد على انشاء قوات يوينفيل المعززة والمؤلفة من خمسة عشر ألفج ندي كما ينص القرار 1701 وعلى قرار الحكومة اللبنانية نشر خمسة عشر ألف جندي لبناني". ووصف بولتون عملية انشاء القوات المعززة ب"امتحان للأمانة العامة للأمم المتحدة". وزاد ان ظروف وكيفية"نشر القوات اللبنانية وقوات اليونيفيل وكيف سيستمر انسحاب القوات الاسرائيلية اللاحق هي أمور لا تزال تتبلور حالياً".
تحذير اميركي
وفي واشنطن، حذر مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش سورية وايران"من تسريب أسلحة"لحزب الله"معتبرا أن المجتمع الدولي"يراقب عن كثب هذه المسألة وأن الأطراف المسؤولة ستتحمل العواقب".
وقال ولش في لقاء صحافي أن لبنان"ليس بحاجة للرسالة الايرانية الممجدة للارهاب والتي سيثبت فشلها بعدما يزول الدخان"، وتحدث عن العمل على خلق"بيئة أمنية جدية في لبنان"لا تسمح بوجود"دويلات داخل الدولة أو بتسلل سلاح ومسلحين أجانب الى الأراضي اللبنانية". وأكد ولش ردا على سؤال ل"الحياة"أن المجتمع الدولي"يراقب عن كثب مسألة ارسال السلاح لحزب الله"، محذرا دمشق وطهران من هكذا خطوات"غير مسؤولة سيتحملان بالنتيجة عواقبها".
ورفض ولش فكرة الدخول مع سورية بمحادثات مباشرة، معتبرا أن واشنطن"لا ترى فائدة من الحديث مع السوريين الى أن يثبتوا أنهم مستعدون للمشاركة في دور بناء في لبنان". واستبعد حصول هذا الأمر في" المدى المنظور". وقال المسؤول الأميركي أن خطاب الرئيس الأسد ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد"محزنة واستغلالية"لناحية"وقوفهما على الركام واطلاق ادعاءاتهما بالحرص على مصلحة لبنان"، و"عدم تقديم أي حلول للأزمة".
وتعهد ولش تقديم"المساعدات المطلوبة عسكريا وانسانيا لدعم الشعب اللبناني"والتي ستتم مناقشتها في المؤتمر المقبل الذي ستستضيفه السويد، والعمل بأسرع وقت ممكن على ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب وتعزيز قوات"يونيفل".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.