يصل وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس بعد ظهر اليوم الى دمشق في زيارة رسمية هي الأولى لوزير غربي الى العاصمة السورية منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري. وأعلن الممثل الأعلى للسياسة الأوروبية الخارجية خافيير سولانا في بروكسيل أمس أن موراتينوس يزور سورية بصفته موفداً للاتحاد الأوروبي للبحث في تطورات الوضع في لبنان. ومن المقرر ان يجتمع موراتينوس مع وزير الخارجية وليد المعلم قبل اقامة مأدبة عشاء رسمية، على ان يستقبله صباح غد الرئيس بشار الاسد. وأوضحت المصادر ان"هذا مؤشر الى تفكك جدار العزلة حول سورية بعد ارتفاع الاصوات بضرورة الحوار مع دمشق". وزادت:"كانت اميركا احتجت بشدة لأن موراتينوس توقف في مطار دمشق لتهنئة المعلم في بداية العام الجاري، كما انها ضغطت لتأجيل زيارته في منتصف نيسان ابريل. لكنه الآن يقوم بزيارة رسمية بالتزامن مع ارتفاع الاصوات الاميركية والاوروبية الداعية للحوار مع سورية". وكان موراتينوس آخر وزير غربي يزور دمشق، حيث كان موجودا مع وزير الخارجية آنذاك فاروق الشرع لدى اعلان اغتيال الحريري في 14 شباط فبراير 2005. من جهة ثانية، نقلت مصادر المانية ل"الحياة"عن وزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير قوله اول امس:"يجب ان يكون الهدف اشراك دمشق في شكل بناء"في المسار المتضمن نرع سلاح"حزب الله"، باعتبار ان اشراك سورية"يشكل امرا ايجابيا بالنسبة الى الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط"، مشيراً الى انه سيواصل الاتصال بالجانب السوري بهدف انجاز"موقف سوري بنّاء حيال العملية الهادفة الى ارساء الاستقرار"في الشرق الاوسط. وأوضحت مصادر المانية ان برلين"تتفهم اهتمام سورية بطرح موضوع الجولان، لكن هذا ليس واقعياً في الوقت الراهن ولا يمكن ان يكون في مقدم المحادثات. من الممكن تقديم حوافز اخرى الى سورية مثل تقوية العلاقات الاقتصادية والمساعدات وتوقيع اتفاق الشراكة ونقل التكنولوجيا، اضافة الى استعداد دول أوروبية لتعزيز العلاقات الثنائية". وقال مسؤولون سوريون ان المرحلة المتوسطة يجب ان تتضمن البحث عن تسوية شاملة وعادلة للصراع العربي - الاسرائيلي وحل المشكلة من جذورها على اساس القرارين 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام. وأوضحت المصادر السورية امس ان"دمشق ستحاول اقناع اسبانيا وايطاليا ودولاً اخرى بوجهة نظرها". وكان وزير الاعلام السوري محسن بلال زار روما ومدريد لهذا الغرض وبحث في طرح"رزمة متكاملة"لحل الازمة القائمة في لبنان والربط بين الانسحاب من مزارع شبعا والجولان السوري. واوضحت المصادر الديبلوماسية ان اطرافا اوروبية ترسل اشارات مختلفة الى سورية استعداداً للمرحلة اللاحقة لوقف اطلاق النار والتي تتضمن"البحث في ترتيبات المستقبل". ولوحظ تركيز الخطاب الرسمي السوري على الجولان في الفترة الاخيرة، إذ قال الرئيس بشار الاسد لمناسبة عيد الجيش امس ان"المعركة مستمرة ما دامت ارضنا محتلة وما دامت حقوقنا مستلبة"، مشيراً الى أن اسرائيل"قبل كل شيء هي من يحتل ارضنا العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان". وامس، قال رئيس البرلمان محمود الابرش:"ان المقاومة الشعبية قائمة في الجولان وهي تقوم بتنظيم نفسها. لدينا ارتباطات دولية في اشارة الى اتفاق فك الاشتباك في الجولان لكن هذه الارتباطات لا تمنع ان نرد في الوقت المناسب والشكل المناسب".