اسفرت محادثات الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع الرئيس بشار الاسد الى ظهور "تفهم" سوري وزوال "بعض الشكوك" تجاه تقرير لجنة جورج ميتشل وموافقة قمة الدول الثماني في جنوى على ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية. واجرى سولانا امس محادثات مع الرئيس الاسد في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع والمنسق الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس. كما اجتمع الشرع الى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط بن برادشو. وقالت مصادر رسمية ان الاسد بحث مع سولانا في "التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الاشهر القليلة الماضية واثر المبادرات التي سبق ان طرحت على عملية السلام ومواقف اسرائيل منها". ونقلت مصادر رسمية عن الاسد تشديده على "اهمية الدور الاوروبي وان يكون هذا الدور فاعلا على الاطراف كافة في المنطقة". وبعد اللقاء سئل الشرع عن موقف بلاده من ارسال المراقبين، فقال ان ذلك "يتوقف على قبول الفلسطينيين والشروط التي يمكن ان تساعد القضية الفلسطينية على تحقيق السلام العادل والشامل". لكن برادشو اعلن في تصريحات صحافية ان "ارسال مراقبين دوليين مستقلين الى الاراضي الفلسطينية المحتلة يمكن ان يلعب دوراً مفيداً في العودة الى المفاوضات وتحقيق السلام العادل"، لافتاً الى ان "الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ومجموعة الدول الثماني اصدروا بيانات اكدوا فيها ضرورة اتخاذ مثل هذه الخطوة". وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة" ان محادثات الاسد - سولانا تركزت على "تقرير ميتشل وان الجانب السوري طرح اسئلة كثيرة عنه في ضوء تباين موقفي الطرفين منه". وزادت ان السوريين "قلقون من ان يكون التقرير بديلاً من المرجعيات الاساسية لعملية السلام المتمثلة في مرجعية مؤتمر مدريد وقرارات مجلس الامن خصوصا وان التقرير لم يذكرها ابدا في النص، لكن سولانا الذي شارك في لجنة ميتشل اوضح ان التقرير ليس بديلاً من مرجعيات عملية السلام وانه خطوة اولى لاستعادة الهدوء والعودة الى المفاوضات على اساس 242 و338". وزادت المصادر ان المسؤول الاوروبي اكد للاسد ان "لا غموض اوروبيا تجاه ذلك، اي انه ليس البديل من مرجعية السلام"، واعربت عن قناعتها ان المحادثات ادت الى "تفهم سوري من دون ان يصل الى مستوى الدعم الكامل لذلك لانها تعتقد بأن كل مبادرة جديدة تقزم السابقة وتقابل برفض من قبل الاسرائيليين". وكان برادشو اعرب عن "القلق ازاء تدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وان عدم القيام بتحرك سريع يهدد بمزيد من التدهور"، مؤكداً ضرورة تحقيق السلام في الشرق الاوسط "في اطار القانون الدولي واحترام قراري الاممالمتحدة 242 و338". وتابعت المصادر الديبلوماسية ان سولانا ابلغ الاسد موقف الاتحاد الاوروبي من "ان الجولان ارض سورية" رداً على الاجراءات التي اتخذتها حكومة ارئيل شارون في الهضبة السورية المحتلة من توسيع للمستوطنات والاعلان ان "احتلال الجولان كان واحداً من اهم انجازات الحركة الصهيونية". الى ذلك، تناولت المحادثات قيام الاسد بزيارتين منفصلتين الى كل من بروكسيل ولندن للقاء رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وقالت المصادر ان سولانا "اراد بدء جولته في المنطقة من سورية تأكيداً لدعم الرئيس الاسد ودور سورية بعد الانطباع الايجابي الذي تركه الرئيس السوري في زياراته الاخيرة الى باريس وبرلين، اي اننا نريد تكثيف العلاقات مع سورية". وانتقل سولانا امس يرافقه موراتينوس من دمشق الى بيروت حيث اجتمعا مع الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وسيلتقي سولانا اليوم رئيس الحكومة رفيق الحريري قبل ان يغادر بيروت الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.