اكدت مصادر مطلعة في دمشق ل"الحياة"ان القاضي الالماني ديتليف ميليس ابلغ المستشار القانوني في الخارجية السورية الدكتور رياض الداودي، خلال لقائهما اول من امس في برشلونة، ان استجواب المسؤولين السوريين في لبنان لم يعد وارداً، وان الجانبين اتفقا على"استمرار التواصل"، فيما قالت مصادر المانية وعربية ل"الحياة"في برلين ان ميليس عرض على الجانب السوري اجراء الاستجوابات في مدينة كولونيا بعدما نال موافقة الخارجية الالمانية. راجع ص 6 و 7 في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة على التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ل"الحياة"في بيروت ان محققين دوليين استمعوا، خارج لبنان، الى إفادة شاهد سوري جديد. وكشفت المصادر ان الشاهد أدلى بمعلومات عن"مصدر المتفجرات التي استخدمت في عملية الاغتيال وكيفية انتقالها وتفخيخ الشاحنة، فضلا عما يملكه من معلومات عن اجتماعات سبقت الاغتيال". وفي دمشق، نقل الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان امس رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الرئيس بشار الاسد"تتعلق بالاوضاع في المنطقة والتطورات في العلاقات الثنائية بين البلدين". ويعتقد بأن المحادثات تناولت تطورات التحقيق في اغتيال الحريري. الى ذلك، قالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"امس ان الداودي وميليس اتفقا على"استمرار التواصل"بعدما ابلغ ميليس الداودي في لقائهما الرسمي في برشلونة ان اجراء الاستجوابات في لبنان"لم يعد وارداً". واوضحت ان الاتصالات المقبلة تستهدف"الاتفاق على مكان آخر"، وان"الامور ستأخذ وقتاً"في ضوء تمسك دمشق بحصول الاستجوابات في مقر قيادة"القوات الدولية لفك الاشتباك"بين سورية واسرائيل اندوف، واحتمال اقتراح ميليس خيارات في مدن أوروبية، لا تشمل مدينة كولونيا، كما قالت المصادر في دمشق. وعاد مساء امس الى دمشق، الداودي بعدما اجرى جلسة عمل رسمية واحدة استمرت نحو ساعتين مع القاضي ميليس في مدينة برشلونة الاسبانية الجمعة. واوضحت المصادر ان السفير احمد عرنوس حضر اللقاء ب"صفته الشخصية وليس الرسمية"كمعاون لوزير الخارجية فاروق الشرع. وقالت المصادر:"لم يتفق الداودي وميليس في شكل نهائي على مكان حصول الاستجوابات. كل طرف طرح وجهة نظره واتفقا على الاستمرار في التواصل"، قبل ان تشير الى ان"الاتصالات لم تنقطع اصلاً"بين الداودي وميليس، وان اجواء اللقاء الرسمي الاخير كانت"مريحة وليست سيئة"، مع إدراك دمشق ان"ضغوطا كبيرة تمارس عليه وانه صاحب القرار النهائي"في قبول الاقتراح الرسمي السوري. واكدت المصادر ان الداودي"اقترح رسميا حصول الاستجوابات في مقر قيادة"اندوف"في معسكر نبع الفوار بين دمشق والجولان المحتل"وانه"قدم حججاً قوية لاختيار دمشق هذا المكان. ونفت المصادر ذاتها علمها ان يكون ميليس اقترح على الداودي اجراء الاستجوابات في مدينة كولون الالمانية. لكن لم يعرف ما اذا كان اقترح مكانا آخر. وفي حال كان ميليس اقترح حصول كل الاستجوابات او بعضها في فيينا او جنيف وتحت الراية الدولية، فإن هذا الامر سيتطلب قراراً سياسياً من القيادة السورية التي ترى ان"اندوف هو المكان الافضل". وفي برلين، علمت"الحياة"من مصادر ألمانية وعربية مطلعة أن ميليس عرض على سورية استجواب المسؤولين السوريين في مدينة كولونيا، وأن دمشق تدرس حالياً العرض، واستدعت لهذا الغرض سفيرها في العاصمة الالمانية الدكتور حسين عمران. وسبق ذلك اجراء ميليس اتصالات مع الخارجية الالمانية لمعرفة مدى استعداد الحكومة الالمانية للموافقة على اجراء تحقيقات على أرضها مع مسؤولين سوريين كبار. وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة ان برلين وافقت على العرض، وأعطت ميليس اشارة خضراء لتقديمه الى دمشق واقتراح كولونيا كحل وسط يمكن أن تقبل به سورية. وعلى الأثر تم وضع السفير عمران في صورة العرض، فغادر الى دمشق من أجل التشاور والبحث في الترتيبات العملية في حال وافق المسؤولون السوريون عليه. وذكرت المصادر التي لم ترغب في كشف اسمها ان الخارجية الالمانية تواكب منذ البداية عمل ميليس وتغطي جزءاً كبيراً من نفقات لجنة التحقيق الدولية وتعير اهتماماً كبيراً لنجاح مهمتها. وأكد مصدر عربي مطلع أن رفض دمشق التحقيق مع المشتبه بهم في بيروت له"خلفية نفسية وليس تهربا من المسؤولية"، وأن"السوريين يريدون بدورهم معرفة الحقيقة في اغتيال الحريري لكي يتصافوا مع أنفسهم".