أمير حائل يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة    وكيل إمارة المنطقة الشرقية يستقبل القنصل العام المصري    «حساب المواطن»: بدء تطبيق معايير القدرة المالية على المتقدمين والمؤهلين وتفعيل الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض يطلع على جهود إدارة تعليم المنطقة في تنفيذ مشروع التحول والحوكمة    مدير فرع وزارة الصحة بجازان يفتتح المخيم الصحي الشتوي التوعوي    311 طالبًا وطالبة من تعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة موهوب 2    ضيوف الملك يغادرون المدينة إلى مكة    د. الربيعة ل"الرياض": "التوائم الملتصقة" من دول الأزمات تخضع للرعاية السعودية    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    ترسية المشروع الاستثماري لتطوير كورنيش الحمراء بالدمام (الشاطئ الغربي)    السند يكرِّم المشاركين في مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي    حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    غربلة في قائمة الاخضر القادمة وانضمام جهاد والسالم والعثمان وابوالشامات    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    NHC تطلق 10 مشاريع عمرانية في وجهة الفرسان شمال شرق الرياض    وزير الصناعة في رحاب هيئة الصحفيين بمكة المكرمة    التدريب التقني ترصد 298 مخالفة تدريبية في النصف الأول من العام 2024 م    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    بمشاركة 480 خبيراً ومتحدثاً.. نائب أمير مكة يدشن «مؤتمر الابتكار في استدامة المياه»    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    انطلق بلا قيود    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    جينات وراثية وراء تناول الحلويات بشراهة    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحدث عن رابط بين القرارات الدولية 1559 و 1680 و1701 واغتيال الحريري . الأسد : ولادة شرق أوسط جديد بفضل انجازات المقاومة ... وأميركا حولت مجلس الأمن الى "تقويض الأمن" - قسم ثاني
نشر في الحياة يوم 16 - 08 - 2012

اليوم بعد خمسة اسابيع تقريبا اسرائيل تجاهد وتعاني لكي تحتل بضعة مئات من الامتار هنا وبضع من الامتار هناك وتحاول ان تصل لاقرب نقطة من الليطاني وهي ستة كيلومترات ولم تتمكن وانا متاكد لو ان هناك نبع لليطاني على الحدود الاسرائيلية الحدود الفلسطينية اللبنانية او كان هناك جدول لكانوا وضعوا قدمهم في المياه وقالوا لقد وصلنا الى الليطاني اصبحوا محل سخرية فقدوا مصداقيتهم وبالاساسات لا توجد لديهم هذه المصداقية يقولون احتلينا موقع ثم يقولوا قصفنا الموقع المفروض في العكس ان نقصف في الاول ثم نحتل على كل الاحوال ما يهمنا هو ما هو الفرق بين الحرب الاولى والثانية؟ او لماذا حقيقة في عام 1982 كانت هناك كانت الفجوة التقنية بين اسرائيل وبين الطرف الفلسطيني- اللبناني كانت اقل من الفجوة اليوم اسرائيل تضاعفت قوتها في هذه المراحل عدة مرات والفرق كبير بينها وبين المقاومة اليوم ولكن الفرق هو ارادة القتال الحقيقة.
في 1982 كان هناك مقاتلون فلسطينيون ولبنانيون اشداء وقاتلو افعلا، لكن هذا لا يكفى. ارادة القتال لدى بعض القياديين في 1982 لم تكن موجودة على الاطلاق. اما الان فهناك ارادة قتال موجودة لدى القاعدة ولدى القمة وهناك نضال شعبي ساعد هذه المقاومة على هذا النجاح. هذا فرق اساسي يجب ان نعرفه عن الفرق بين الحربين من الجوانب الاخرى الايجابية ايضا لهذه الحرب. انها عرت الوضع العربي بشكل كامل طبعا لو سالنا أي مواطن عربي قبل الحرب عن الوضع العربي سيقول ان الوضع العربي سيئ وهذا الكلام صحيح، لكن كان المواطن يرى الوضع العربي مع مساحيق تجميلية الان يراه صافيا من دون هذه المساحيق كما يراه تماما هذه الحرب منعت من استخدام هذه المساحيق لأنها فرزت المواقف بشمل كامل لم يكن هناك بالامكان لحلول وسط في مثل هذه الحرب اسقطت اصحاب انصاف المواقف او انصاف الرجال واسقطت كل المواقف المتاخرة يعني من كاتن ينتظر ميزان القوى ليرى اين تميل الكفة واين ترجح سقط وسقطت معه مواقفه فهذه اذا من الميزات المهمة جداً الآن بالنسبة لهذه المعارك لكل ما سبق اعتبرت هذه المعركة بالنسبة لاسرائيل معركة حياة او موت لانها تفقد اسرائيل هيبتها وتاثيرها لنعنوي علينا وبالتالي تفقد دورها التاريخي الذي انشات من اجله ووظيفتها بالنسبة الى الغرب لذلك بدا العمل الحثيث من اجل التعويض عن هزيمتها العسكرية وفشلها في تحقيق اهدافها على الارض باي انجازي سياسي دولي يبرر بقاء اسرائيل ودورها امام مواطنيها وقيادتها وحلفائها وكما هي العادة لم يجدوا الا مجلس الامن الذي حولته الولايات المتحدة من مجلس لحفظ الامن الى مجلس لتقويضه من خلال قيامه باصدار قرار يلبي مطالب اسرائيل ووينقذها من ورطتها على حساب لبنان مهيء المناخ الى مزيد من الانقسام وعدم الاستقرار لو عدنا الى قرارات مجلس الامن التي صدرت خلال العامين الماضيين القرار 59 والقرار 1860 والقرار 1701 والقرار ات المتعلقة بدارفور على سبيل المثال وغيرها من القرارات لفهمنا تماما الى اين يتوجه مجلس الامن بادائه طبعا باتجاه التدخل بالشؤون الداخلية للدول وخلق الاضطراب.
البعض يقول مجلس الامن عاجزهذا الكلام غير صحيح مجلس الامن كان عاجزا عندما كان هناك توازن دولي. اما الان فلو كان هذا المجلس عاجزا لما اعتمدت عليه الولايات المتحة لالحاق الاذى والضرر في اماكن مختلفة من هذا العالم. الحقيقة ان بقية العالم او معظم العالم هو الذي اصبح عاجزا امام مجلس الامن نقول مجتمعا دوليا. المجتمع الدولي عبارة عن مجموعة دول. جزء منها هو موجود في مجلس الامن وجزء منها حلفاء لها من خارج مجلس الامن يحاربوننا من خلال قرارات مجلس الامن او من دونها يعني من كل الاحوال سيحاربوننا، لكن قرارت مجلس الامن تعطيهم هامش حركة اكثر وسهولة في هذه الحرب ضعفنا يتجلى في اننا عندما نتحدث عن مجلس الامن يقولون البعض طبعا ليس فقط في العالم العربي بل ربما في مناطق اخرى من العالم يقولون قرار مجلس الامن اوهكذا يريد مجلس الامن كانما مجلس الامن هو مجلس ذو سلطة الاهية وكان قرارات مجلس الامن هو كلام منزل وهذا كلام خطير لذلك الحل يكون. كما قلت في السايق عندما تحدثنا في السابق عن القرار 1559 في خطاب امام مدرج الجامعة دمشق الحل يكون هو بان القرار الوطني هو دائما اعلى من أي قرار دولي حتى لو ادى هذا الموضوع الى القتال والحرب فلا خيار لنا وهذا ما قلناه من خلال اتصالاتنا الاخيرة بكل من اتصل بنا واتصلنا به. الذي كنا التقينا به في هذه المرحلة خلال المعارك كنا نقول أي قرار سيصدر عن مجلس الامن تحت الفصل السابع او أي فصل اخر لا يهم سيكون امامه مصيرين اما عدم التنفيذ او عدم الاستقرار. عندما يحاول تنفيذه بقوة وغصبا عن دول المنطقة وتحديدا هنا خارج الاجماع اللبناني عندها يتغير الوضع بالنسبة الى مجلس الامن عندما تقرر كل الدول ان يكون القرار الوطني هو الاعلى. لا خوف علينا من مجلس الامن لانه يعكس توازن القوى ونحن قررنا ان نكون ضعفاء لاننا عندما نقرر ان نكون اقوياء عندها سنعكس هذا التوازن بقرارت ومن دون قرارات.
عندها علينا ان لا نضيع الوقت ونتحدث في ظل هذا التوازن الدولي عن قرار جيد وقرار سيء ونبتعد عن التعددية السياسية التي تستخدمها وزارة الخارجية كما في البيان الاخير ونقول هناك قرار سيئ وقرار أسوأ وقرار اقل سوءاً طالما القرار يخص اسرائيل والعرب واميركا هي الحكم ولا خصم فستكون التقييمات بهذا الشكل لكن هل هذا يعني بأن القرار الاخير لا يوجد فيه ايجابيات على الاطلاق؟ فيه ايجابيات يعني بالنسبة لنا اهم شيء هي ان تتوقف الحرب ويتوقف تدمير لبنان ويتوقف قتل المدنيين الابرياء الاطفال والنساء والشيوخ وغيرهم هذا هدف اساسي لكل العرب في لبنان وفي سورية وكل العرب واعتقد ان الكثير في الدول والشعوب في العالم. لكن التجربة علمتنا ان الايجابيات في الشكل والسلبيات في المضمون هذه المشكلة الوحيدة في هذا القرار هذا القرار حمل المسؤولية للمقاومة. انا لا اريد ان ادخل في تفاصيله ولكن هذه نقطة من الاشياء الصارخة التي لا يمكن ان نقبلها فنتحمل المسؤولية بشكل بديهي انا لا اعطي موقف هنا واسرائيل هي من يتحمل المسؤولية لكن علينا ان نضيف علينا ان من يتحمل المسؤولية هم من شجعوا اسرائيل على الوصول الى لبنان ووقفوا معها ودعموها جماعة 17 ايار هم من يتحملون مسؤولية الدمار والمجازر والحرب من اولها الى اخرها لذلك لاتى هذا القرار كرافقة سياسية لهذه القوى طبعا هدفه انقاذ اسرائيل سياسية مما خسرته عسكريا ايضا اتى كرافعة سياسية دولية لماذا دولية لانه لم يعد هناك رافعة وطنية تستطيع ان تحمل هؤلاء فاضطروا الى ايجاد رافعة دولية ستشكل هذه الرافعة الدولية منصة لهم لكي يبدؤا الهجوم على المقاومة وكلنا راينا مباشرة قبل ان يجف الدم قبل ان يحصل شيء اخر قبل ان يعود اللاجئين الى ديارهم بدؤوا مباشرة بالحديث الى سحب سلاح المقاومة فاذا من مهامهم المستقبلية في الحرب وبعد فشل الحرب هو انقاذ الوضع الداخلي في اسرائيل وفي الحكومة الحالية اما من خلال ايجاد فتنة في لبنان.
وبالتالي نقل المعارك باتجاه آخر من الداخل الاسرائيلي الى الداخل اللبناني او من خلال امكانية تحقيق نزع سلاح مقاومة. لكن انا ابشرهم انهم فشلوا والسقوط لا يبدو لنا بعيداً. ايضاً اثبتت هذه المعارك ان كلمة العرب لا قيمة ولا وزن لها في المحافل الدولية فهي من المرات النادرة نحن كعرب ان نجمع على شيء من الفه إلى يائه وذهب الوفد العربي إلى نيويورك ممثلا كل الدول العربية من دون استثناء وقوبل بالرفض وبالاهمال. طبعا ليس اهمالا للوفد وانما اهمالاً لمن يقف خلفة نحن كدول عربية. الحقيقة ان ما غير الوضع القرار السابق المقترح إلى الوضع الحالي، هو اقل سوءا، هو الوضع الميداني وصمود الشعب اللبناني وصمود المقاومة وليس الاداء السياسي العربي هذه نقطة هامة يجب ان نعرفها. الحقيقة في كل هذه الامور نصل إلى نتيجة بان الاعتماد على الوضع الدولي لا قيمة له ان لم يتم البحث عن معامل القوة كعرب فلا قيمة لنا ولا اداء سياسي ولا كل هذا الكلام هو عبارة عن كلام ان المعركة الحقيقية ابتدأت الان ليست المعركة العسكرية الآن المعركة بعد الكشف عن المواقف والفرز الذي حصل بدات المعركة الحقيقة وبكل تاكيد بدات المعركة من لبنان ونحن سمعنا كلمة الامين العام السيد حسن نصر الله ارسل لهم الجواب. من يقرا الرسائل يفهم المضمون ونعتقد بان ليس فقط في سورية نحن معهم وانما كل الشعب العربي الان موقفهم الوقوف مع المقاومة.
اذاً من الناحية العسكرية حسمت النتيجة لصالح المقاومة واسرائيل هزمت منذ بداية العدوان وليس في نهايته بكل المقاييس العسكرية، لكن الحرب تحمل معها لويلات ولبنان دفع ثمناً كبيراً مادياً وبشرياً، وعلينا ان نقف معهم كعرب لبناء ما تهدم ولكن هل تذهب دماء الشهدار والابرياء مجانا علينا بالحدد الادني ان نحول النصر العسكري إلى ربح سياسي فالنتائج الاولية لهذه المعارك على المستوى السياسي كانت عودة الحديث عن ضرورة انجاز السلام وعودة الاراضي والحقوق وتمت مشاورتنا كعرب بعد زمن طويل وهذا يعني ان جزءا من هذه القضية عاد لايدينا. طبعا جزء بسيط كي لا نبالغ والفضل كله للمقاومة والوقوف معها الان ودعمها هو ما سيمكننا من امتلاك الجزء الاكبر من الملف وبالتالي يجعل الدول المعنية والمهتمة تاخذ راينا ومصالحنا بالاعتبار بمعنى اخر المقاومة والسلام هو محور واحد لا محوران ومن يدعم جزءا منهم عليه ان يدعم الجرا الاخر ومن يدعي الخبرة وامتلاك الرؤية للسلام فليعرض علينا انجازاته غي مجال المقاومة عدا عن ذلك فالخبرة ناقصة كي يؤخذ بها وبما اننا نعيش الان ظرفا استثنائيا ومفصليا فلا مكان للمجاملات والتسويات وعلينا ان نتحدث في صراحة نحن في سورة ولبنان وفلسطين ما يزال لنا اراض لم تحرر هذا يعني اننا نحن المعنيون بالحرب وبالسلم ونحن نريد من اشقائنا الاعرب ان يقفو معنا ونرحب بكل من يريد ان يقف معنا ولكن من خلال رؤيتنا وتقديرنا لمصالحنا فنحن من عانى في الحرب وفي مفاوضات السلام خلال العقود الماضية. ومن لا يقتنع برؤيتنا فلا نطلب منه سوى افساح الطرق لكي نقوم بما يجب علينا ان نقوم به ولا نطلب من احد ان يحارب معنا ولا نيابة عنا لأنه كلما اصبح اضطراب نسمع ان مسؤولا يقول لماذا ورطونا لا ليس هناك من يورط احد الحقيقة كل بلد مسؤول عن نفسها ولم يقولوا لنا هذا الكلام طبعا قالوه للمقاومة لا احد يورط احد كل احد مسؤول عن بلده ولكن عليه إلى الحد الادنى ان لا يتبنى رؤية العدو إلى قضايانا وان لا يكون دوره على حساب مصالحنا فكل من لم يختبر الحرب لا يحق ان يكون معلما ومرشد سلام. والمقاومة اليوم هي التي ستحدد الاتجاه السياسي للغد والموقف منها اليوم هو من سيحدد الادوار التي ستلعب في الغد بمعنى آخر زمن الاسترزاق السياسي والتطفل السياسي على القضايا انتهى خاصة بعد هذه المعارك هذا الظرف الجليل انتهى من يريد ان يلعب دور ولا اعتقد ان الفلسطينيين وبعد اوسلو وواي بلينتيشن كل هذه التسميات قرروا ان يبيعوا القضية ولا نرى هذا الشيء في لبنان.
دور المقاومة في المرحلة المقبلة سيكون اساسيا على الساحة المقبلة ولا اقصد الان المقاومة اللبنانية اقصد المقاومة كفكر بعدما توسع بهذا الشكل الكبير فلنأخذ دورها في لبنان اولاً دورها على سبيل المثال اجتماع وزارء الخارجية العرب الاخير. قبل هذا الاجتماع في بيروت قبل ثلاثة اسابيع كنا مجتمعين في القاهرة وكانت الاجواء في هذا الاجتماع تشبه تماما الاجواء التي سبقت الغزو الاميركي للعراق انقسام شبه مطلق بين الدول العربية فجاة خلال ثلاثة اسابيع لم يتبدل الوزراء والحكومات اصبحنا متفقين. على ماذا؟ او لماذا؟ السبب هو الاجماع اللبناني الجوهر في الاجماع اللبناني هو جوهر المقاومة لو ارادت المقاومة ان تقول لن نقبل بهذه النقاط او نتحفظ على هذه النقاط فلا قيمة لهذا الاجتماع ولن يحصل ولو حصل الافكار مرفوضة فسقطت شرعية الاجتماعات وسقط كل شيء فهذا دور على سبيل المثال نذكره لكن هناك دور اكبر سيكون جزءاً من الوضع الداخلي كلنا كمسؤولون عرب نريد الاستقرار لبلداننا لا يمكن للاستقرار ان يتحقق او ان يستمر في ظل الافتراق المستمر للمواقف بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية وفي هذه المرحلة بلغ هذا الافتراق إلى ذروته الشعب العربي انحاز في شكل واضح وربما في شكل غير مطلق لا يوجد شيء مطلق وإنما بشكل كبير بمعظمه انحاز إلى جانب المواقف وتحدانا كمواقف رسمية تحدى صمت البعض منا وتحدا انحياز البعض منا وقرر الوقفق في هذا الاتنجاه فانا الدعوا كل الرسميين وكل امسوؤل عربي كي ينحاز إلى جانب شعبه، وكي ينحاز بالتالي إلى جانب المقاومة لان هذا الشعب هو اساس الاستقرار الذي نبحث عنه ونتحدث خاصة في هذه الظروف وخاصة بعد الحرب على العراق ومخططات التفتيت المطروحة في المنطقة والتجربة علمتنا ان القوى الدولية المهيمنة التي ربما يركن اليها البعض هذه القوى تستخدم المسؤولين وتستخدم الحكومات لمصالحها الخاصة ضد مصالح هذه الحكومات واحيانا اعداء تلك الحكومات وتلقي هؤلاء في اول هاوية بعد ان ينتهي استخدامهم ويكونوا قد خسروا الخارج بعدما يكونوا قد خسروا الداخل ايها الاخوة لقد احاطت الحرب الاخيرة الكثيرمن الطروحات التي تجاوزت في بعض الاحيان حدود المقبول هي تطابقت مع حضور المحظور قوميا واخلاقيا والذي قد يوحي ويشير اما إلى خلفيات مثيرة للشك او إلى جهل كبير في حقائق الامور فمن الخطا ان نستسلم في تقييمنا في هذه الحرب إلى رؤى ضيقة الافق تفصل هذه المواجهة عن السياق العام في الصراع العربي -الاسرائيلي وعملية السلام وانتكاساتها وتتعامل معها بعيدا عن تقدير مضامين المخططات الاميركية و الغربية وما يحصل في العراق وفلسطين ولبنان خلال السنوات الاخيرة كل ذلك يؤكد التخطيط المسبق للعدوان ويوضح ان العدوان اسرائيليا في ادواته ولكنه اميركي تشاركه بعض الدول الغربية في قراره.
اما ان يعتقد البعض ان رد فعل على خطف جنديين فهذه سذاجه لا مثيل لها اغلب هذه الطروحات وردت في بعض الكتابات والتصريحات كان يقال بان المقاومة يجب ان تأخذ اذنا من الحكومة الحقيقة ان المقاومة تأخذ غطاء وشرعية من الحكومة ومن الشعب، لكنها لا تأخذ اذن من الحكومة ولو افترضنا انها تقوم بهذا الشيء فالجواب سيكون بشكل واضح الظرف لا يسمح الآن يعني لن يكون هناك مقاومة لو ارادت ان تعتمد على الحكومة.
طرحت كلمة"مغامرون"اذا كان المقاومة مغامرين فهل نستطيع ان نقول ان يوسف العظمة وحسن باشا الاطرش وحسن الخراط وابراهيم هنانو هؤلاء هم مغامرون؟ سليمان الحلبي هو سوري وجول جمال الذي فجر نفسه وكان اول استشهادي في المنطقة العربية فجر نفسه في احد السفن الاسرائيلية ايضاً هو من سورية. هل كل هؤلاء مغامرون؟ كان سعد زغلول مغامراً؟ اذا كان الوضع كذلك فلنطلب من وزارات التربية في الوطن العربي ان تغير المناهج ولنطلب ان نغير كل هذه المصطلحات.
طبعاً نلاحظ دائماً في بعض الطروحات الغربية العنصرية التي ما تزال موجودة تجاه العرب يقولون الرد الاسرائيلي غير متكافئ يعني لو ردت اسرائيلي بمقدار معين فعدوانهم مقبول هم ليسوا ضد مبدأ العنوان هم ضد المقدار فلا بد ان ياتي يوم ويضعوا لنا جداول ليحددوا فيه ما هو المقبول بالنسبة لاسرائيل ان تحقق من دمار وقتل لكي لا تعتيبر متجاوزة للجانب السياسي او الحد الانساني او الاخلاقي او المواثيق الدولية المختلفة.
ايضا طرح ان يحق لاسرائيل ان تدافع عن نفسها كرد فعل للاعتداء التي قامت به المقاومة لو طبقنا وهنا نرى ازدواجية المعايير طبقنا هذه الفكرة نفسها بمعادلة رياضية على الفلسطينيين واردوا ان يقوموا برد فعل فكم يحق لهم ان يدمروا في اسرائيل ولو طبقناها من الناحية الفعلية لما بقي شيء في اسرائيل. على كل الاحوال ما اظهرته الوقائع الاخيرة بالنسبة للتحقيقات التي تمت للعملاء شبكة العملاء التي قبضت في لبنان وربطت هذه المعطيات مع مواقف جماعة 17 ايار قبل العدوان وبعده تؤكد ان هذا المخطط كما قلت مخطط مسبقا ونضعه في ثلاثة مسارات: المسار الاول القرار 1559 واغتيال الحريري والضغوط على سورية والمقاومة من اجل الاذعان. والمسار الثاني، هو فشل الاحتلال الاميركي في العراق. والمسار الثالث، هو دفن عملية السلام والانتقال إلى الخيار العسكري واخضاع العرب ومن ثم كنتيجة طبيعية اعفاء اسرائيل من كل التزاماتها تجاه العرب.
امام هذا الواقع المأسوي نشات المقاومات العربية في الساحة العربية كحل وحيد لاستعادة الحقوق المستردة بعد كل هذا الكلام لا بد ان تستنتج اسرائيل شيء ويبدو انهم لا يحللوا لم يحللو وضع المقاومة ولا قوتها وربما ويبدو عندما يصبح الانسان قوي جدا يفقد التوازن لا يستطيع ان يرى جيدا بشكل عقلاني اسرائيل حاولت وما زالت تحاول خلال عقود ان تكون جزء من هذه المنطقة عبر مخطط كان يسمى في السابق"الشرق الاوسط الكبير"لا اعرف ان كان هو نفسه"الشرق الاوسط الجديد"مع بعض التعديلات، لكن هذا الطرح بني على ان تكون اسرائيل هي القوة المهيمنة في المنطقة العربية والعرب هم عبارة عن مال وعبيد واقمار صناعية تدور في الفلك الاسرائلي. اعتمدوا على فكرة اساسية ان كل شيء من الاجيال العربية التي تأتي ستكون اكثر قبولاً لاسرائيل من الجيل الذي سبقه وبالتالي اكثر اذعانا. فإذن، القضية قضية زمن والزمن لمصلحة اسرائيل. لنرى على الواقع: لو افترضنا ان الزمن هو الذي يفصل بين الجيلين هو بين 15 إلى 20 عام فأنا اعتبر نفسي امثل الجيل الثالث الذي اتى بعد اغتصاب فلسطين والان الجيل الرابع موجود منه معنا في هذه القاعة وهو شاب اكتمل وعيه السياسي.
الحقيقة انه ما يجب ان تعرفه اسرائيل ان كل جيل يأتي هو اكثر كرها لاسرائيل من الجيل الذي سبقه وكلمة كره ليست كلمه جيدة نحن لا نكره ولا نشجع العالم على الكره ولكن الحقيقة اسرائيل لم تترك مكانا في منطقتنا الا للكره لم تترك مكان على سبيل المثال طبعا نحن نقرأ عن مجازر دير ياسين وغيرها من المجازر التي قامت بها اسرائيل ضد العرب ولكن ما عشته انا وجيلي عاش مجازر صبرا وشاتيلا وعاش مجزرة قانا الاولى. والان يعيش مجزرة قانا الثانية الجيل الرابع يذكر مجزرة قانا الاولى ويذكر مجزرة قانا الثانية .الاطفال الان يسألون: لماذا هؤلاء الاطفال يموتون هم يتكون وعيهم للحياة من مجزرة قانا الثانية. فإذن، يجب ان تعرف اسرائيل ان الزمن ليس من مصلحتها لا، بالعككس يكون اشد تصميما على ضرب اسرائيل وسينتقم من كل ما قامت به في المضي وعندها سوف يدفع الثمن ابناؤكم ايها الاسرائليون. وانا اريد ان اتحدث من الواقع اذا ارادت اسرائيل ان يحللوا الحروب العربية - الاسرائيلية 48 و56 و73 و82 والصدام مع المقاومة 93 و96 والحرب الاخيرة هم لو يحللوها سيلاحظون بأن المقاتل العربي طبعا هذه الحروب تمثل اربعة أجيال، ونلاحظ أن المقاتل العربي ازداد تصميما. هذه المعارك والحروب تعكس الوضع العربي تجاه إسرائيل. إذا نقول لهم لقد ذقتم الذل في المعارك الاخيرة في لبنان، وفي المستقبل أسلحتكم لن تحميكم. لا الطائرات ولا الصواريخ ولا حتى القنابل الذرية، الأجيال تتطور والأجيال المستقبلية في العالم العربي ستممكن من إيجاد الطريقة لهزيمة إسرائيل بشكل أكثر شدة مما رأيناه في المعارك الماضية.
على قياداتهم أن تتخلى عن حماقتها وغرورها وتعرف أنها أمام مفصل تاريخي الآن فأما أن تذهب تجاه السلام وعودة الحقوق وأن تذهب بإتجاه اللاستقرار المستمر حتى يحسم الامر في جيل من الاجيال.
أيها الاخوة،
لقد سطرت المقاومة الوطنية اللبنانية بدمها ودماء ابنائها ملحمة خالدة في حياة الامة وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر ودفنت تحت أقدامها سياسة الاستسلام ولاهوان وبرهنت أن قوة الايمان بالارض والوطن تهزم قوة السلاح مهما عظم وتجبر.
وإنني أتقدم بالتحية والتقدير والإكبار لرجال المقاومة وأقف إجلالا لشهدائها البررة وأحيي الشعب اللبناني الشقيق الذي كان بصموده الحاضن الأساسي لها وأقول لكل من يتهم سورية بأنها تقف مع المقاومة، وهذه تهمة قديمة ليست جديدة أبداً، نقول لكل من يتمهم سورية إذا كانت هذه الوقوف مع المقاومة تهمة وعار فهي بالنسبة للشعب السوري شرف وافتخار. هذه المقاومة هي وسام يعلق على صدر كل مواطن عربي ليس فقط في سورية، مع كل قطرة عرق مع كل قطرة دم مع كل صاروخ يدمر دبابة ومع كل جندي إسرائيلي يهزم في أرض لبنان، فنحن نعتبر أن هناك وسام يعلق على صدر كل مواطن عربي.
أما أنت أيها الشعب العربي السوري، فكلمة فخور أقل من أن تعبر عما يشعر به الإنسان تجاه عظمة وقوفك مع أخوتنا اللبنانيين. لقد كنت كبيراً في حين أرادك البعض صغيراً غارقاً بالأحقاد، والكبير يفاجئ الخصم دائما فيما لا يتوقعه. وجهت صفعة لمن أرادوا خلق شرخ بين سورية ولبنان فكنت رائعا في استيعابك لحجم المؤامرة وقوياً بردك عليها. باختصار كنت قلب العروبة النابض بكل ما تحمله هذه الكلمة من حرارة سترتفع ومعنى سيزداد قوة عندما نحرر الجولان بأيدينا وعزيمتنا وتصميمنا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.