سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس تلقى اتصالات من مبارك ورايس وحواتمة ... والخاطفون يمهلون اسرائيل حتى صباح اليوم الباكر لتلبية شرطهم . مصادر في غزة ل "الحياة" : الفلسطينيون يناقشون صفقة لتسليم شاليت الى مصر او فرنسا مقابل وقف النار وإنهاء العدوان وضمان اطلاق اسرى
كشفت مصادر فلسطينية عليمة ل"الحياة"انه يجري التداول حالياً في صفقة لانهاء ازمة الجندي الاسرائيلي الاسير يتم بموجبها تسليمه الى دولة عربية أو اجنبية في مقابل حصولها على ضمانات مؤكدة لاطلاق اسرى فلسطينيين، وذلك على رغم أن خاطفي الجندي امهلوا اسرائيل حتى السادسة بالتوقيت المحلي من صباح اليوم الثالثة فجراً بتوقيت غرينتش لتلبية شروطهم، والا تم طي ملف الجندي. وفي غضون ذلك، دعت الحكومة الفلسطينية امس المجموعات العسكرية الثلاث المسؤولة عن خطف شاليت الى عدم المساس بحياته، فيما اعلن ناطق باسم لجان المقاومة الشعبية ان المفاوضات التي يجريها الوسطاء"متوقفة"بسبب رفض اسرائيل مطالب الخاطفين. وقالت المصادر ل"الحياة"انه يتم التداول حالياً فلسطينياً في اقتراح أن يتم تسليم الجندي غلعاد شاليت الى مصر أو فرنسا، وهما الدولتان اللتان تبذلان جهود الوساطة لانهاء ازمة اختطافه، في مقابل الحصول على ضمانات من اسرائيل يتم تنفيذها لاحقاً. واضافت المصادر انه في حال الموافقة على هذا الاقتراح من جانب الخاطفين، فانه سيتم تسليم الجندي سليما معافى لمصر أو فرنسا على أن تحصل أي من الدولتين او الاثنتان معاً على ضمانات بأن تطلق اسرائيل اعداداً من الاسرى، وتوقف العدوان على القطاع، وتسحب قوات الاحتلال منه، وترفع الحصار المضروب عليه وتوقف سياسة الاغتيالات، على أن توقف الفصائل ايضا اطلاق الصواريخ على أهداف اسرائيلية انطلاقا من القطاع. واعربت المصادر عن اعتقادها بان مصر موافقة على اقتراح من هذا القبيل، خصوصا وانها تبذل جهودا كبيرة في سبيل الخروج من الازمة سلميا وتجنيب القطاع عملية عسكرية اسرائيلية برية واسعة النطاق قد يذهب ضحيتها كثير من الفلسطينيين. في هذه الاثناء تلقى الرئيس محمود عباس اتصالين هاتفيين من الرئيس المصري حسني مبارك ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في شأن خطف الجندي والاوضاع الامنية في الاراضي الفلسطينية خصوصا في قطاع غزة. كما جرى اتصال هاتفي بين عباس والأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة بحث خلاله الزعيمان سبل الجمع بين صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة في مواجهة العدوان الاسرائيلي، وبين الوسائل السياسية لمبادلة الاسيرات والاسرى المعتقلين الفلسطينيين في مقابل الجندي الاسير. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان رايس شددت في اتصالها مع عباس على دعم الولاياتالمتحدة للجهود التي تبذلها مصر لحل ازمة الجندي الاسير. واضافت ان رايس اوضحت الدور الاميركي في اقناع اسرائيل باعادة فتح معبر المنطار التجاري"كارني"لادخال المحروقات والمواد الغذائية والتموينية الى القطاع بعد حصار دام أكثر من اسبوع منذ خطف الجندي في عملية فدائية نوعية نفذها مقاتلون من حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"في 25 من الشهر الماضي. وكشفت المصادر ان الرئيس عباس طلب منها موافقة الولاياتالمتحدة على تحويل الاموال التي تبرعت بها دول عربية واسلامية للشعب الفلسطيني، والموجودة حاليا في حساب مصرفي تابع لجامعة الدول العربية. وقالت ان رايس وعدت عباس بادخال جزء من هذه الاموال. الى ذلك، امهل خاطفو الجندي الاسرائيلي حتى صباح اليوم الثلثاء لتلبية شروطهم لاطلاقه. وقالت"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"والوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"في بيان لها انه"امام اصرار العدو على اسقاط جميع المعايير الانسانية واصراره واهماً على اجراءاته العسكرية ودوام عدوانه، فاننا نمهل العدو الصهيوني حتى السادسة من صباح غد اليوم الثلثاء". وتوعدت الاجنحة العسكرية الثلاثة بأنه"ما لم يستجب العدو لمطالبنا الانسانية الواردة في بياننا السابق الثاني حول شروط التعامل مع ملف الجندي المفقود، وابتداءً من تنفيذ البند الاول فيه، فإننا نعتبر الملف الحالي طوي باصرار قيادة العدو واستكبارها، وحينها على العدو أن يتحمل كامل النتائج المستقبلية". وكانت الاجنحة الثلاثة طالبت في بيانها السابق باطلاق جميع الاسرى الاطفال والاسيرات وألف آخرين، من بينهم القادة، والمرضى وذوو الاحكام العالية وكل الاسرى من العرب والمسلمين في مقابل الادلاء باي معلومات حول الجندي الاسير. ورفضت اسرائيل هذه المطالب علناً لكنها قبلت ببعضها اثناء المفاوضات التي تجريها مصر لحل الازمة. ولمحت مصادر قيادية في لجان المقاومة في حديث ل"الحياة"الى ان طي ملف الجندي قد يعني انه قد يقتل في حال لم توافق اسرائيل على شروطهم، لكن أحد الاحتمالات الاخرى لطي الملف هو أن يتم تهريبه الى خارج قطاع غزة، كي يتم التفاوض عليه خارجياً. ودعت الحكومة الفلسطينية امس المجموعات العسكرية الثلاث المسؤولة عن خطف الجندي الاسرائيلي الى عدم المساس بحياته فيما اعلن الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية"ابو مجاهد"ان المفاوضات التي يجريها الوسطاء"متوقفة"بسبب رفض اسرائيل مطالب الخاطفين. وقال يوسف رزقة وزير الاعلام في الحكومة التي تقودها حركة"حماس":"نكرر النداءات انه يجب ان يبقى الجندي الاسرائيلي حيا وان تحسن معاملته وعدم المس به". وتابع:"طوال الفترة ونحن في الحكومة نوجه نداءات لفصائل المقاومة للخاطفين". واكد رزقة ان"بقاء الجندي الاسرائيلي على قيد الحياة في مصلحة الشعب الفلسطيني وفي صالح الحلول الديبلوماسية والسياسية للأزمة".