قالت مصادر فلسطينية مطلعة ان الرئيس محمود عباس قرر ايفاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد ورئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني عبدالله الحوراني الى دمشق لاجراء محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل وقادة في الحركة ومسؤولين سوريين، تتعلق بقضية الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت. ويأتي هذا التطور في وقت شهدت فيه الجهود في قضية الجندي تراجعا في اعقاب تصميم اسرائيل من جهة، وحركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية وجيش الاسلام من جهة اخرى، على مواقفهم وعدم التنازل عنها. وترفض اسرائيل حتى الآن اجراء عملية تبادل اسرى مع الفلسطينيين تفرج بموجبها عن الف معتقل من بينهم الاسرى القادة والمرضى وذوي الاحكام العالية الذين امضوا سنوات طويلة جدا في الاسر والاطفال والنساء في مقابل معلومات عن الجندي او حتى اطلاقه. وعلمت"الحياة"ان اسرائيل وافقت اثناء المفاوضات غير المباشرة التي تجريها مصر مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، على سحب قواتها من القطاع ورفع الحصار عنه ووقف الاغتيالات والاجتياحات والاعتقالات واطلاق الوزراء والنواب فوراً، واطلاق مئات من الاسرى لاحقاً في مقابل اطلاق الجندي ووقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع على اهداف اسرائيلية. كما علمت"الحياة"ان خيار تسليم الجندي الى فرنسا التي يحمل جنسيتها استبعد بعد رفض الاخيرة تسلمه في اطار صفقة يتم التفاوض عليها منذ مدة من الوقت، فيما تجدد الحديث عن خيار تسليمه الى دولة عربية يرجح ان تكون مصر. في هذا السياق، قالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان"لجنة الوفاق الوطني"التي شكلتها اللجنة التنفيذية للمنظمة خلال اجتماع عقدته قبل ايام في غزة شكلت لجنة صياغة لوضع مسودة ورقة للخروج من الازمة الراهنة الناجمة عن خطف الجندي والتصعيد العسكري الاسرائيلي. واضافت ان اللجنة المؤلفة من ممثلين عن الرئاسة والحكومة والفصائل والقطاع الخاص وشخصيات وطنية، تسعى الى الخروج برؤية فلسطينية موحدة في شأن الوضع الخطير المتفجر حالياً في القطاع، بالاضافة الى بقية القضايا الملحة على الساحة الفلسطينية.