سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ناشد الأطراف الداخلية تحمل مسؤولياتها لتجنيب الشعب المخاطر . إسرائيل ترفض مطالبة خاطفي الجندي بإطلاق ألف أسير قبل ساعات من زيارة سليمان الى غزة وتل أبيب ودمشق
قبل ساعات من وصول مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الى غزة وتل ابيب، رفضت اسرائيل عرضاً تقدمت به المجموعات المسلحة الثلاث التي تحتجز الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليت في مكان سري في قطاع غزة، يقضي باخلاء سبيله في مقابل اطلاق ألف أسير فلسطيني من سجون الاحتلال ووقف العدوان على قطاع غزة، فيما قال ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ان الساعات المقبلة"دقيقة وحساسة وخطيرة". وأعرب الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية ليؤور بن دور أمس عن رفض اسرائيل عرض اطلاق الأسرى في مقابل الجندي، ملوحاً بنية اسرائيل شن عملية عسكرية واسعة النطاق لتحريره من ايدي الخاطفين. وادعى بن دور ان اسرائيل تعرف مكان احتجاز الجندي، قائلاً:"نحن نعرف كيف نتصرف". لكن مصادر في المقاومة وصفت تهديدات بن دور ورفضه العرض في اطار الضغط على الجهات الخاطفة والسلطة الفلسطينية لابتزاز مواقفهم، وترهيبهم لاطلاق الجندي من دون مقابل. وأعربت هذه المصادر ل"الحياة"عن رفضها الابتزاز الاسرائيلي، او الرضوخ للتهديدات واطلاقه بلا ثمن مهما كلف الأمر. وكانت"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"و"ألوية الناصر صلاح الدين"الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"التي تحتجز الجندي قدمت عرضاً لاطلاق الجندي في مقابل اطلاق"جميع الاسيرات والاطفال دون 18 عاماً كبادرة اثبات جدية وحسن نية في مقابل معلومات عن الجندي المفقود"، وهو شرط تضمنه البيان الاول للمجموعات الثلاث. وطالبت هذه المجموعات في بيانها الثاني الذي اصدرته امس باطلاق"ألف من الاسرى الفلسطينيين والعرب والمسلمين من أي جنسية كانوا شاملاً ذلك في الدرجة الاولى جميع قادة الفصائل الفلسطينية، وجميع ذوي الاحكام العالية، وجميع المرضى ذوي الحالات الصحية الصعبة والانسانية"، اضافة الى الاطفال والاسيرات. كما طالبت المجموعات الثلاث ب"وقف كل اشكال العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني". ووجهت المجموعات الثلاث رسالة الى اسرائيل مفادها أن حل الأزمة الراهنة هو انساني سياسي وليس عسكرياً. وقالت:"مرة تلو المرة نقول لقيادة العدو ان تتوقف للحظة واحدة لتستقي العبر والدروس من كل التجارب السابقة، وأن تعي تماماً أن موضوع الجندي المفقود وأسرانا واسيراتنا القابعين خلف القضبان انما هو انساني سياسي الآن وليس عسكرياً، وان التصعيد والاصرار على الاستكبار سيتحمل العدو نفسه جميع عواقبه الوخيمة". ووصفت مطالبها السالفة بأنها"عادلة وانسانية". وفي اشارة الى الوساطة المصرية الحثيثة لمعالجة أزمة الجندي الاسير، قالت:"على رغم وسطاء الخير الذين حاولوا بصمت أن يعجلوا في معالجة هذا الملف الانساني، الا أن القيادة السياسية للعدو ما زالت تحت سطوة قيادته العسكرية والامنية التي لا تعرف سوى لغة الاجتياح والتدمير والقتل". وجاءت هذه المطالب فيما قالت مصادر عسكرية اسرائيلية إن"وحدات خاصة"في الجيش الاسرائيلي تجري تدريبات مكثفة لاقتحام المكان الذي تحتجز فيه الجندي في غزة تحت غطاء جوي. واضافت ان هذه التدريبات تجري داخل قاعدة عسكرية اسرائيلية للجيش في جنوب اسرائيل، حيث تمت اقامة هياكل للمدن الفلسطينية لتتدرب عليها الوحدات الخاصة. في غضون ذلك، وصف ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الساعات المقبلة بأنها"دقيقة وحساسة وخطيرة"، مشيراً الى انه على رغم ذلك فإن"الجهود ما زالت مستمرة". وقال الناطق الذي لم يكشف هويته في بيان اصدره امس انه"بعد اسبوع من الاتصالات المستمرة والطويلة مع كل الاطراف الفلسطينية والعربية والدولية، خصوصاً المصرية، فإن الرئيس محمود عباس ابو مازن لا يزال يبذل المزيد من الجهود من أجل وقف العدوان الاسرائيلي، وتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من الكوارث والمخاطر". واضاف الناطق انه"امام هذا الوضع الصعب والخطير، فإن على جميع القوى والأطراف المعنية تحمل مسؤولياتها من أجل ايجاد حل مرضٍ للجميع، لتجنيب الشعب الفلسطيني مخاطر الاجتياحات والاعتقالات والاغتيالات، ومن أجل فك الحصار الخانق على قطاع غزة ومدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية". وبدت رسالة الرئاسة موجهة للداخل الفلسطيني وليس الى الخارج، بعد الأسبوع الأول من خطف الجندي في العملية الفدائية"الوهم المتبدد"التي نفذها مقاتلون من المجموعات العسكرية الثلاث، والتي اسفرت ايضاً عن مقتل ضابط وجندي اسرائيليين واستشهاد مقاومين فلسطينيين. وجاءت الرسالة في وقت يدور فيه الحديث عن قرب وصول سليمان الى غزة ظهر امس، قبل الحديث عن ارجاء الزيارة الى الاحد، او الغائها. ولم تعرف اسباب الغاء الزيارة في حال الغيت، لكن ارجاء الزيارة تم على ما يبدو في ضوء احتمال توجه سليمان الى دمشق للقاء رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل، ومسؤولين سوريين. وذكرت مصادر ل"الحياة"أن المفترض أن يزور سليمان تل ابيب اضافة الى غزة للبحث في الصفقة التي تسعى مصر الى ابرامها لانهاء أزمة الجندي. لكن مصادر مطلعة تقول ان سليمان يرفض الذهاب الى تل ابيب من دون الحصول على ضمانات اسرائيلية بتنفيذ الصفقة لاحقاً. وترجح المصادر ان يتم تنفيذ الصفقة بعد نحو شهرين في حال وافقت المجموعات الخاطفة عليها وفي اطار حسن النية من جانب اسرائيل وليس كالتزام قانوني او سياسي.