اعتبرت طهران لقاء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني غداً الاربعاء، جزءاً من الحوار في شأن عرض الحوافز الغربي وليس محاولة للمماطلة، مشددة على ان العرض لم يتضمن مهلة للرد. ورأى المستشار الاستراتيجي لسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي حسيني تاش العضو في الفريق الايراني المفاوض، ضرورة ان تتحلى طهران ب"المرونة"في المفاوضات حول ملفها النووي، على الا يؤدي ذلك الى"تجاوز الخطوط الحمر"، في اشارة الى تمسك الجانب الايراني بتخصيب اليورانيوم لأهداف البحث العلمي. واعتبر حسيني تاش ان قضايا دولية دخلت على خط الملف النووي، وحالت دون التعاطي معه بالشكل التقني المطلوب، في اشارة الى الضغوط الاميركية على بلاده. ونبّه الى ان لقاء لاريجاني وسولانا سيركز على ازالة"غموض متعلق بالحوافز التي تضمنها العرض الغربي"المقدم الى طهران. واعتبر ان الهيكلية العامة للعرض هي"البدء بهدف نهائي يتحدد من خلال المفاوضات وقف التخصيب وحل قضايا مختلفة وليس الموضوع النووي فقط، وذلك للوصول الى التعاون المبني على الاحترام المتبادل"بين الغرب وبلاده. وأوضح ان المواضيع المقترحة للتفاوض في العرض،"معلقة، وتسمح للدول الست التي قدمته بتفسيرها كما تريد". الى ذلك، نفى الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان يكون هدف لقاء لاريجاني - سولانا"المماطلة في تقديم الرد الايراني"على العرض، مشدداً على ان حكومته تتحاور حول الموضوع النووي"بدقة وفي اطار المصالح الوطنية". كما نفى ان تكون طهران وضعت اطاراً زمنياً للمفاوضات، مشدداً على ان بلاده"ليست لديها مشكلة مع المفاوضات بل ترحب بها وتعتقد بأن الملف النووي يجب ان يحل عن طريق الديبلوماسية والعمل الدقيق والمتواصل". وعما تردد عن رغبة ايران في حصر المفاوضات مع الجانب الاوروبي وحده، قال:"لا نحدد المفاوضات وكل من يحترم شروط التفاوض ويحترم عقائدنا ويراعيها، مستعدون للتفاوض معه من دون اي مشكلة واذا ارادات اميركا الدخول في المفاوضات عليها اولاً ان تحترم حقوق الشعب الايراني وان تعترف بالحقوق الايرانية امام المجتمع الدولي"، مضيفاً:"نتوقع ان تقدم اميركا على هذا الأمر انطلاقاً من الاعتراف بالحقوق الايرانية ، والمفاوضات ستكون من اجل الحفاظ على المصالح الوطنية وتقدم ايران". جاء ذلك بعدما نشرت مجلة"نيويوركر"ان مسؤولين عسكريين اميركيين يشككون في"خطة معدة"لتوجيه ضربات جوية الى المنشآت النووية الايرانية، بسبب عدم توافر المعلومات"الجديرة بالثقة"حول تلك المنشآت. وكتب سيمور هيرش المتخصص في المسائل الدفاعية ان مسؤولين في البنتاغون"قالوا لادارة الرئيس بوش ان حملة القصف لن تتوصل على الأرجح الى تدمير البرنامج النووي الايراني". وأشارت الى ان البيت الابيض أيّد إمكان استخدام سلاح نووي لمهاجمة موقع ناتانز لكن المسؤولين العسكريين الاميركيين تمكنوا في نيسان ابريل الماضي، من إقناعه بالتخلي عن هذا الخيار.