سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سولانا يلتقي لاريجاني في فيينا ... وبوش يحول دون تشدد الكونغرس قبل الرد الإيراني . طهران تحيط بالغموض تصريحاً لوعيد عن عدم ارتباط وقف التخصيب بالمفاوضات
أحاطت طهران بالغموض أمس، تصريحات لنائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للشؤون الدولية جواد وعيدي عن استعداد بلاده تجميد عمليات التخصيب، مؤكدة عبر سفارتها في فيينا أن ذلك"لن يشكل شرطاً مسبقاً ولا نتيجة لأي مفاوضات"تنخرط فيها طهران مع الغرب باعتبارها التخصيب حقاً شرعياً غير قابل للجدل. وكان وعيدي قال في محاضرة ألقاها في فيينا بدعوة من حزب الأحرار النمسوي يميني متشدد أن تعليق التخصيب"يمكن أن يكون نتيجة للمفاوضات"مضيفاً أن البرنامج النووي الإيراني يعد جزءاً من خطة وضعتها بلاده لدفع عجلة النمو الاقتصادي والتطور التقني قدماً، مؤكداً حرص بلاده على التوصل إلى حل سلمي من خلال سحب الملف الإيراني من التداول في مجلس الأمن وإبقاء باب المفاوضات"غير المشروطة"مفتوحاً، الأمر الذي من شأنه تمهيد الطريق لتسوية الأزمة. وأصدرت السفارة الإيرانية في فيينا تصويباً لترجمة كلمة وعيدي، واعتبرت أنه أسيء نقل تصريحاته عبر طرح إمكانية أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم كنتيجة للمفاوضات. ووفقاً للنص المصحّح لكلمته، قال جوادي:"إيران لا تفكر في تعليق تخصيب اليورانيوم لا كشرط مسبق للمحادثات ولا كنتيجة لمثل هذه المحادثات". وترجم المحلل النمسوي المختص في شؤون الأمن النووي فيلهلم بيتيرير تصريحات وعيدي بأنها رسالة واضحة للأسرة الدولية فحواها أن إيران مستعدة لمناقشة نقطة الخلاف الرئيسة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم لقاء حصولها في المقابل على ضمانات تكفل حقوقها الشرعية في الحصول على التقنية المتطورة والموثقة، ضمن أطر قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعن تأخر إيران في الرد على عرض الحوافز، أجاب وعيدي بأن بلاده تنوي درس العرض في شكل مفصل قبل الرد رسمياً، مضيفاً أن الدراسة المتأنية تضاعف من فرص نجاح هذا العرض الرامي إلى احتواء الأزمة. لكنه تحفظ في المقابل عن توضيح النقاط التي وصفتها طهران بالمبهمة في عرض الحوافز، أو التعليق على ماهية"التعديلات"التي تعتزم تضمينها العرض. يذكر أن دعوة حزب الأحرار للمسؤولين الإيرانيين قوبلت باحتجاج الجالية اليهودية في النمسا والموالية لإسرائيل والتي أصدرت بياناً نددت فيه بدعوة"أفراد من دولة تنكر المحرقة وتعادي السامية". وغاب أي حضور رسمي عن المحاضرة التي عقدت بعد يوم واحد من مغادرة الرئيس الأميركي جورج بوش فيينا. جاء ذلك في وقت رجحت مصادر متابعة للملف الإيراني أن يعقد اجتماع منسق الشؤون السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الأسبوع المقبل في فيينا، كما يستخلص من تصريحات القيادة الإيرانية التي تشدد على رغبتها في إبقاء ملفها النووي داخل أطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمسوية. وأفاد المصدر أن الجانب الإيراني سيستعرض نقاط الالتباس وملاحظاته المتعلقة بالعرض الأوروبي في تحرك"أولي"يسبق إعلان ردها النهائي عليه. جاء ذلك بعدما حضّت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الكونغرس على تفادي تشديد العقوبات على الشركات الأجنبية التي تستثمر في قطاع النفط والغاز في إيران، قائلاً إن ذلك قد يضر بالمبادرة الديبلوماسية التي تقوم بها دول كبرى تجاه طهران والتي تمر بمرحلة حرجة، إذ قال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأميركية للجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأميركي:"قد نكون على شفا التفاوض مع إيران حول برنامجها المستقبلي للأسلحة النووية". وعشية اجتماع وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير مع نظيره الإيراني منوشهر متقي في برلين، دعا الناطق الرسمي باسم الوزارة توماس ياغر طهران"إلى الرد قريباً"على العرض الذي قدمته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا لإنهاء الخلاف النووي. وأمل شتاينماير بأن تسمع برلين من الجانب الإيراني"تحديداً أوضح حول المهلة التي تفكر فيها طهران للرد على العرض المقدم".