يخيل للشخص الذي يمر ببعض أسواق محافظة خميس مشيط أنه في دولة جنوب آسيوية، فالعمالة تسيطر على غالبية النشاطات في تلك الأسواق من بيع الأسماك إلى الكماليات ومواد البناء. وتجذب محافظة خميس مشيط العمالة لأنها تعتبر رابع منطقة تجارية في السعودية لجهة بيع السلع التجارية والاستثمارات وانتشار المصانع. ويعطي السوق التجارية في المحافظة الذي يعتبر أقدم أسواق منطقة عسير صورة واضحة عن مدى سيطرة العمالة على النشاط التجاري. محمد احمد العرابي أحد المواطنين الذين يؤلمهم ما وصل إليه حال السوق: «على رغم أهمية السوق إلا أنه بات يعاني من تجاوزات العمالة الجنوب آسيوية التي سيطرت على المحال التجارية، نتيجة تزايد ظاهرة التستر غير النظامية، وكل يوم جمعة ترى السوق يكتظ بآلاف العمالة الأجنبية، حتى أن المار لا يجد ملامح عربية بتاتاً». وأضاف ل«الحياة» أن تلك المظاهر السلبية تبرز في التلاعب بالأسعار، حتى أن بعض العمالة غيروا لوحات المحال من العربية إلى لغتهم. أما المواطن محمد الشهراني فأكد أنه فشل في إقامة سوق صغيرة بين العمالة البنغالية لما وجده من مضايقات. وتابع: «العمالة تسيطر على السوق وتدير محلاته لصالحها، من دون أن يستفيد أهالي المحافظة شيئاً». وإضافة إلى هذه المشكلة تبرز ظاهرة العمالة الأفريقية مجهولة الهوية التي تشكل خطراً أمنياً، خصوصاً قرب محرقة ابن هشبل، وترتكب مخالفات كثيرة بينها صناعة الخمور. وكانت الجهات الأمنية عثرت أخيراً على مصنع كبير للخمور في المحافظة وجدت فيه 80 عاملاً مخالفاً. وذكر الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة عسير الرائد عبدالله شعثان ل«الحياة» أن هذه العصابات تشكل خطراً أمنياً، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تقبض يومياً على أفارقة مخالفين، محذراً المواطنين من التعامل معهم أو توفير المأوى لهم.