نعى رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" اللبناني وليد جنبلاط الرئيس الراحل إلياس الهراوي في تصريح استرجع فيه"محطات برفقته"غامزاً من قناة الرئيس الحالي إميل لحود. وقال جنبلاط:"في عام 1981 افتتحنا معاً وبحضور المرحوم سماحة الشيخ محمد أبو شقرا، والمرحوم الشيخ حليم تقي الدين والمرحوم المطران إبراهيم الحلو جسر الدامور، وسميناه يومذاك جسر المحبة. وفي عام 1982 عصفت الحرب في لبنان، ودمّرت غالبية جسور التلاقي والتعايش في الجبل، وبعد انتهائها أرسينا مجدداً والمغفور له الرئيس الهراوي جسوراً للمحبة والتلاقي عبر المصالحات التاريخية التي تمت برعايته في الباروك والمعاصر، ومزرعة الشوف وكم كان رائداً في دعم هذه العودة وتذليل العقبات، ولم يبخل ورفيق دربه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بوضع الإمكانات المتاحة بتصرف وزارة المهجرين لأجل هذه"القضية الوطنية الكبرى". وأضاف جنبلاط:"من جملة المحطات الأساسية أذكر أيضاً انه ورفيق الحريري عملا على بناء الدولة، وأرسيا الاعمار، وكانا شريكين في مرحلة من أدق المراحل، إلا وهي حماية المقاومة من جهة، وتحرير الجنوب من جهة ثانية، وفي الحفاظ على الحد الأدنى من استقلال لبنان ضمن ظروف معقدة وهيمنة شبه مطلقة على المؤسسات ولا سيما الأمنية منها وتحديداً الجيش، والحديث عن هذا الموضوع يجعلنا نسترسل كثيراً كثيراً... وللمناسبة لم أندم على المشاركة في التمديد للرئيس الهراوي على رغم اعتراض الغير على التمديد وهو الأمر المشروع سياسياً ودستورياً، لكنني آنذاك ورفيق الحريري وبعض كبار الاركان السابقين في النظام السوري في دمشق أخّرنا مجيء الرئيس الحالي إميل لحود الذي منذ اللحظة الأولي الى اليوم لم يراع الحد الأدنى من شعور اللبنانيين في الاستقلال والسيادة، ورهن الجيش اللبناني وكرامة الجيش والدولة للإرادة المخابراتية والسياسية السورية". واعتبر جنبلاط ان"الشعب اللبناني اليوم يرى كيف رهن العهد الممدد له أيضاً قصر بعبدا لإرادة النظام السوري على حساب الكرامة الوطنية اللبنانية والسيادية، كما يرى كلفة هذا العهد الباهظة سياسياً واقتصادياً، الى جانب طبعاً مسؤوليته المعنوية على الأقل في الاغتيالات ومحاولات الاغتيال لكبار الساسة ورجال الدولة والإعلاميين الكبار. رحم الله الرئيس الياس الهراوي باني المؤسسات، والمحافظ على الموقع الرسمي الأول، وعلى الدولة والوطن، وبغيابه سنفقد لبنانياً كبيراً من الرعيل الأول".