وصلنا قبل ساعات الى مدينة"بادناوهايم"، وهي ضاحية بالقرب من مدينة فرانكفورت الألمانية، الأجواء باردة للغاية، وأشعر بأنني تورطت بعدد كبير من الملابس الصيفية التي أحضرتها معي من جدة، وبدأ الزميلان عمار باحكيم وعادل قادو، اللذان يرافقانني في رحلة العمل التلفزيونية في التندر عليََّ، بسبب ملابسي المناسبة لرحلة الى شرم الشيخ وليس الى ألمانيا، التي تستمر بها أجواء البرد حتى نهاية كأس العالم في مطلع تموز يوليو المقبل. زرت معسكر المنتخب، ووجدت هناك أجواء جميلة، وتحدثت مع المنسق الإعلامي الصديق إبراهيم القوبع، وعلمت منه أن المرحلة الماضية كانت مهمة على صعيد تقارب اللاعبين وهذا أمر مهم، لا أخفيكم أنني استطيع أن"أشم"رائحة الانقسام بين لاعبي أي فريق من نظرة الى طريقة جلوسهم مع بعضهم في بهو الفندق، أو حتى على طاولة الطعام، وما شاهدته في"بادناوهايم"كان مختلفاً تماماً عن أجواء مونديال 2002، فأستطيع أن أقول إنني شاهدت فريقاً سعودياً وطنياً، يسهر فيه سامي مع نور، وسعد الحارثي لا يمزح إلا مع ياسر القحطاني، وهي أجواء نحتاجها ونطالب باستمرارها في معسكر المنتخب السعودي، حتى موعد التحدي الأول والمهم مع تونس يوم الأربعاء بعد المقبل. تورطت في قيادة سيارة في شوارع مدينة"بادناوهايم"، وفوجئت بأن أهالي هذه البلدة ودودون تماماً، ولديهم ترحيب كبير بكل من له علاقة بالمنتخب السعودي، حيث تنتشر في شوارعها لافتات باللغة العربية ترحب بالفريق السعودي، أما الجالية التركية فحرصت على وضع العلم السعودي على واجهات محالهم بسبب كلمة التوحيد التي على العلم. بادناوهايم مدينة صغيرة ومخصصة لكبار السن، الذين يودون الاستجمام وتجديد الشباب، وأصغر من شاهدته من السياح في هذه المدينة هم في سن الخمسين، وبهذه المقاييس فإنني من الرضع! ترحيب كبير بالفريق السعودي من الأهالي هنا، أما بالنسبة إلى اللاعبين فإنني ألمس أن لديهم إصراراً غير طبيعي على إزالة كل آثار مباراة ألمانيا في مونديال 2002، ولوحظ هذا الأمر عندما شوهد لاعبو المنتخب السعودي وهم يشاهدون إحدى مباريات منتخب تونس في دورة ودية دولية في سويسرا بكل ترقب واهتمام عبر شاشة تلفزيون"دبي"، التي تبث عبر قمر"الهوتبيرد"، لقد تحادث اللاعبون كثيراً حول المباراة وتقسيم الأدوار وفق خطة باكيتا، وبصرف النظر عن النتيجة المقبلة في مباراة ميونخ الأربعاء بعد المقبل، إلا أن الأمر يعني أننا سنشاهد منتخباً مشرفاً في الأراضي الألمانية، قولوا يارب. [email protected]