تحرص القنوات الفضائية الرياضية العربية في الفترة الحالية، على استقراء آراء الشارع السعودي بشكل مستمر، من أجل معرفة اتجاهاته وآرائه نحو منتخبه الوطني قبل أيام قليلة من انطلاق المونديال الذي سيفتتح في المانيا يوم الجمعة المقبل. ونظراً إلى ارتباطي بعمل في قنوات رياضية متخصصة فقد سنحت لي الفرصة للاطلاع على عدد كبير من المقابلات التي أجراها المذيع عبدالعزيز الجميعة مع عدد كبير من المواطنين السعوديين قبل وأثناء وبعد مباراتي التشيخ وتركيا الوديتين في ختام برنامج إعداد المونديال، وشدني رأي أحد الشباب السعودي عندما قال:"الذي يثير الاطمئنان في نفسي هو أنْ لا أحد مطمئن على"الأخضر"! ولا أفهم هل هي فلسفة من هذا المتابع السعودي أم أنه أطلق مقولة لا يعرف معناها أم أنها - كما يقول المصريون -"جت كدة"؟ هناك من انتقد الأجواء النقدية التي شهدها الأستوديو الوحيد الذي نقل مباراة السعودية مع تركيا، وانه كان هناك نوع من السوداوية في النقاش الذي كان يدور على الهواء مباشرة، ولا أفهم حقيقة ما هو مطلوب من نقاد كرة قدم شاهدو90 دقيقة من"اللت والعجن والطاخ والطيخ"قبل اقل من عشرة ايام على افتتاح مونديال المانيا؟ هل كان المطلوب منهم ان يتحملوا مسؤولية تضليل الشارع السعودي برمته وإظهار إن ما كان يحدث في ارض الملعب ،هو خطة تمويه من المدير الفني للفريق"الأخضر"؟ إذا كان المطلوب أن نقوم بهذا الأمر فإنه لا أحد لديه الاستعداد لتحمل المسؤولية التاريخية امام الجماهير السعودية للاشتراك في هذا الدور، وأنا شخصياً لست على استعداد لتحمل ردود فعل الجماهير السعودية، بعد مباراة"التشيخ"ظهر تصور معين لي ولغيري أزال التصورات الماضية، لكن مستوى وأداء مباراة تركيا جعل الأيدي على القلوب من ذلك الشكل المتواضع دفاعياً وهجومياً للفريق السعودي. إنني بين تصورين لشكل منتخب السعودية في المونديال، الأول أن يقدم الفريق"الأخضر"شكلاً مفاجئاً امام تونس تلخبط كل اوراق المدرب الفرنسي روجيه لومير وتنهي اول مباراة سعودية بفوز على الفريق التونسي، وبالتالي يبقى امام الفريق تحقيق التعادل او الفوز امام أوكرانيا، وبالتالي يذهب إلى ملاقاة اسبانيا وهو في حال معنوية وذهنية هادئة وعالية، والتصور الثاني ان يصاب الفريق السعودي بصدمة"مزلزلة"مع اول مباراة في المونديال، ولا أظن ان هناك احتمالاً ثالثاً أبداً، وحتى المشاركة الباهتة التي كانت في مونديال فرنسا 1998 لن تكون فرصتها قوية في ان تتكرر، لأن الضغط النفسي الرهيب الذي يتعرض له لاعبو المنتخب السعودي حالياً هو اقوى واكبر من أي ضغط سبق لهم ان تعرضوا له؟ هل يريد أحد أن أطمئنه؟ والله إنني غير مطمئن فكيف أرسل الاطمئنان إليكم؟. [email protected]