تطالعون هذا المقال وأنا في مدينة بادناوهايم في ألمانيا، من أجل الاستعداد لتدشين بث فضائي يومي مباشر من هناك لتغطية كل أنشطة المنتخب السعودي لكرة القدم قبل نهائيات كأس العالم التي ستفتتح الجمعة المقبل وخلالها، ومدينة"بادناوهايم"هي ضاحية ليست بعيدة من فرانكفورت إحدى أبرز المدن الاقتصادية في ألمانيا، المنتخب السعودي سيبقى في هذه المدينة حتى 12حزيران يونيو الجاري، قبل أن ينتقل إلى ميونخ لخوض مباراته الأولى أمام منتخب تونس، وخلال هذه الفترة التحضيرية سيلتقي"الأخضر"مع ناديين ألمانيين من أجل إجراء مناورات تدريبية، لتطبيق التكتيك المناسب لتلك المباراة الافتتاحية. هناك من يرى أن ماركوس باكيتا سيضع خطة مباراة تونس من خلال تلك المناورات، وإذا تم إغلاقها وتحويلها إلى سرية فإن هذه المقولة ستتأكد بالنسبة إلي وإلى غيري، وهو ما يعكس أن المدرب البرازيلي يراهن على عنصر المفاجأة لتحقيق نتيجة إيجابية في أول لقاء في المونديال، ولا ينكر أن جميع من هم في المونديال ينظرون إلى الفريق السعودي على أنه الفريق الأضعف في البطولة، وبالتالي الفريق الأضعف في المجموعة، وحتى تحليلات القنوات الألمانية والأوروبية لا تضع منتخب السعودية في حساباتها، على اعتبار أن نتائج الفريق في المونديال الماضي ووجود تونس وإسبانيا وأوكرانيا في المجموعة معه، تجعله صاحب حظوظ ضئيلة جداً في المنافسة على إحدى بطاقتي الدور الثاني، وفي رأيي أن كل هذه عناصر شبيهة بالوضع الذي ذهب به المنتخب السعودي إلى مونديال الولاياتالمتحدة الأميركية عام 1994 حيث أكد مدربو هولندا والمغرب وبلجيكا أن الفريق المغمور القادم من صحراء الشرق الأوسط سيكون هو الحلقة الأضعف في المجموعة، لكنه انتفض وفاجأ الجميع بتأهل قوي إلى الدور الثاني، وحتى وهو يخسر من السويد في ثمن النهائي 3-1 ألا أنه كان خروجاً مشرفاً لا يستحق إلا الإشادة والتصفيق، وربما يكون هذا ما يخطط له باكيتا ولجنة المنتخبات، أقول ربما؟ لا أنكر أن منتخب السعودية حالياً أفضل مما كان عليه في إعداده لمونديال 2002 واثق بسامي الجابر عندما قال بعد مباراة تركيا إن الزمان والمكان مختلفان، وأتمنى أن تكون هذه معلومات حقيقية وألا يكون قائد المنتخب يمنحنا تطمينات فقط، لكن مباراة تونس هي المحك الحقيقي لكل تخطيط للمجموعة، ربما لا أريد أن أطالب المنتخب ولاعبيه بأكبر من طاقتهم، لكنني أظن أن تجاوز تونس في المباراة الأولى سيكون مرحلة تاريخية مهمة، تخرج من خلالها الكرة السعودية من كابوس 2002 وتدخل إلى مرحلة جديدة فيها تفاؤل وأمل وعطاء. إن المتابع لحال الشارع السعودي يجد أنه شارع عاشق لمنتخب بلاده، وأن على اللاعبين فقط أن يعوا جيداً حجم عشق هذا الشارع لمنتخبه، ورغبته الحقيقية في إزالة آثار المونديال السابق، وهذا ما نحلم به وندعو الله أن يتحقق، قولوا يا رب. [email protected]