اندلعت أعمال عنف جديدة بين العصابات المتنافسة في ديلي عاصمة تيمور الشرقية أمس، على رغم الجهود التي تبذلها القوات الأجنبية لإعادة الهدوء واستخدامها أسلحة ثقيلة مثل الدبابات ومروحيات"بلاك هوك"في الدوريات التي تسيرها، فيما لم تسفر النقاشات السياسية التي تهدف إلى إخراج البلاد من الأزمة عن أي تقدم. واستخدم جنود أستراليون الغاز المسيل للدموع لتفريق معركة اندلعت بين عصابات مسلحة. وألقيت زجاجات حارقة على منازل قرب جسر كومورو الذي يربط بين العاصمة ومطارها، علماً أن هذه المنطقة التي تحيط بها مدن صفيح تشهد مواجهات منذ أسابيع عدة. وأعلن الجنرال الأسترالي مايك سلاتر الحاجة إلى مزيد من عناصر الشرطة الآسيويين من كوريا الجنوبية وسنغافورة لملاحقة أفراد العصابات في الأزقة الضيقة واعتقالهم، تمهيداً لإحالتهم على القضاء، علماً أن 127 شرطياً برتغالياً وصلوا إلى تيمور الشرقية أول من أمس، وانضموا إلى حوالى 2250 جندياً من استراليا ونيوزيلندا وماليزيا والبرتغال. تزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر أن عصابات الشبان"خصم صعب"للقوات الأجنبية التي وصلت إلى ديلي قبل أسبوعين،"خصوصاً أنها منظمة وتشن غارات منسقة". في المقابل، رأى هوغ هوايت، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأسترالية، أن عناصر قوات الدفاع الأسترالية المدججة بالسلاح التي أرسلت إلى تيمور الشرقية لا تتناسب مع المهمة التي أوكلت إليها. على الصعيد السياسي، رفض رئيس الوزراء ماري الكثيري الذي يحمّله كثيرون مسؤولية أعمال العنف بعد تسريح 600 جندي من الجيش دعوات جديدة إلى الاستقالة، وذلك بعد يومين من تلقيه دعماً غير مباشر من وزير الخارجية الأسترالي الذي صرح، في أعقاب محادثات أجراها في ديلي، بأن استقالة الكثيري"ستزيد حال عدم الاستقرار في البلاد". وعقد البرلمان أمس للمرة الأولى منذ اندلاع الاضطرابات من دون مؤشرات إلى إمكان أن تفضي الجلسات إلى انفراج.