باشرت القوات الاسترالية مهمة ادارة عمليات الامن في ديلي عاصمة تيمور الشرقية امس، عبر نشر 450 جندياً وتنظيم دوريات باستخدام آليات عسكرية. وأوضح وزير الخارجية جوزيه راموس هورتا ان تجدد المواجهات المسلحة بين الجيش وعسكريين فروا من صفوفه ليل الخميس - الجمعة حتم نشر القوات الاسترالية بسرعة، في وقت امرت السلطات بعودة رجال الشرطة العسكرية والجنود إلى ثكناتهم. وشهدت المواجهات اطلاق نار كثيف في حي بيكورا شرق ديلي، وانفجارات نتجت من سقوط قذائف هاون. ونشرت استراليا قواتها، في اعقاب نداء عاجل اطلقته تيمور الشرقية الى المجتمع الدولي للمساعدة في اخماد أعمال العنف. وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر:"حين يركض الناس في الشوارع ويستخدمون الاسلحة والمناجل وغيرها, فإن مهمة جيشنا هي ضمان عدم استمرار مثل هذه التصرفات". وزاد:"لن يكون الامر سهلاً بالنسبة الى الجيش, لكنهم سيحاولون فرض الامن". اما الجيش الاسترالي فحدد المهمة الرئيسة لقواته بمساعدة طرفي النزاع على التفاوض, الا انه حذر من انه سيرد على اي نيران يمكن ان يتعرض لها. وقال الكولونيل مايكل مومفورد، نائب قائد القوات الاسترالية، انه يخشى احتمال حصول اشتباكات مع المتمردين الذين ساعدت استراليا سابقاً في تدريبهم, الا انه اكد تصميم قواته على استعادة النظام. وكانت الاشتباكات مع المتمردين اسفرت اول من امس عن مقتل تسعة من ضباط الشرطة وجرح 27 آخرين. وبلغت محصلة القتلى في الايام السبعة الاخيرة 23 شخصاً، علماً ان أعمال العنف تصاعدت في البلاد خلال الشهرين الماضيين، في أعقاب فصل نحو 600 جندي من الجيش الذي يضم 1400 عنصر اشتكوا من تعرضهم لتمييز. في غضون ذلك، قررت اندونيسيا اقفال الحدود مع تيمور الشرقية. وأبدى رئيسها سوسيلو بامبانغ يوديونو تفهمه لعدم طلب حكومة تيمور الشرقية مساعدة عسكرية من جاكرتا،"اذ الاكيد ان المجموعة الدولية وشعب تيمور الشرقية لا يرحبان بشرطتنا وجنودنا". وقتل عدد يتراوح بين 100 الى 200 الف تيموري شرقي خلال احتلال اندونيسيا المستعمرة البرتغالية السابقة بين عامي 1975 و1999. وقتلت الميليشيات المدعومة من جاكرتا لدى انسحابها 1400 شخص ودمرت نسبة 80 في المئة من البنى التحتية في البلاد. واتخذت اندونيسيا اجراءات لإجلاء مواطنيها من تيمور الشرقية في حال استمرار تدهور الاوضاع بسبب القتال بين الجنود والحكومة، وأمرت الحكومة بأن تتأهب السفن والطائرات لإجلاء المواطنين، ونقل عشرات الاندونيسيين إلى السفارة في اجراء احترازي.