تحتفل"مهرجانات بعلبك"هذا العام، بيوبيلها الذهبي. خمسون عاماً من الذاكرة الفنية والثقافية اللبنانية، تراث عريق يستحق المحافظة عليه ونقله الى الأجيال المقبلة. وها هي لجنة مهرجانات بعلبك، تخطو الخطوة الحاسمة في هذا الاتجاه، إذ أعلنت أمس عن اطلاق متحف يختزن تلك الذاكرة وذلك الجزء الحي من تاريخ مدرج بعلبك الذي احتضن بعض قامات القرن العشرين من أم كلثوم الى هريرت فان كاريان ومن رودولف نورييف الى موريس بيجار من دون ان ننسى طبعاً فيروز والرحابنة. حضر اللقاء مع الاعلام، لاعلان ولادة المشروع تحت اشراف لجنة خاصة، وزير الثقافة طارق متري، ومنى فارس ممثلة وزير السياحة جو سركيس، ومي عريضة رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك إضافة الى أعضاء اللجنة، وأعضاء من لجنة المتحف ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون وعدد من النواب والشخصيات. إنّه الاطلاق"الرسمي"للمشروع، أوضحت منسقته هيام غندور. ولم تحدّد لجنة المتحف موعداً نهائياً لانتهاء المشروع الذي يحمل توقيع المهندسة العراقية زها حديد. تبلغ مساحة المتحف 650 متراً مربعاً، أي بعرض ستة أمتار وارتفاع يصل الى 5.5 أمتار، ومن المرجح أن يشغل جزءاً من النفق الموجود في الجهة الشمالية الغربية من القلعة. أما عن محتويات المتحف، فشرحت غندور أنّها ستضم ثياب الفنانين الذين توالوا على مدينة الشمس منذ عام 1957"حين وقفت السيدة فيروز لتواجه الجمهور في مهرجان أطلق للمرة الأولى هذا النوع من المسرحيات الغنائية". وأضافت منسقة مشروع المتحف:"ان هذا الأخير، جاء ثمرة عمل مضنٍ بدأ عام 2002 واستغرق أربع سنوات من الإعداد والتدقيق في الأرشيف كي لا يضيع حق أي من مصممي الأزياء الفولكلورية والأزياء الأخرى في المسرحيات التي شهدتها أدراج بعلبك". وسيضم المتحف ملخصاً عن أهم المسرحيات الموسيقية التاريخية، وأسماء الفنانين الذين شاركوا في المسرحيات وصوراً وأغاني ومقتطفات من المسرحيات، ومعرضاً للثياب الفولكلورية التي استعملت في المسرحيات، وملصقات قديمة، ومقتطفات من مقالات نقدية نشرت في الصحف، ونسخاً عن البرنامج السنوي للمهرجان، ورسائل شخصية من فنانين عالميين الى لجنة بعلبك، وصوراً لأهم الفنانين العالميين الذين شاركوا في هذه التظاهرة العريقة منذ العام 1956. واعتبر الوزير متري أن"لجنة مهرجانات بعلبك هي في قلب الحيوية الثقافية للبنان، وهي تجعل من قلعة بعلبك جزءاً من التراث العالمي بالمعنى الرمزي، أي أنّها"تجعل من بعلبك قلعة لأهاليها، ولكلّ اللبنانيين، وبطبيعة الحال جزءاً من التراث العالمي". وأضاف أنّ"المتحف لن يكون كغيره من المتاحف، فهذه الأخيرة تعيدنا إلى الأزمنة الغابرة، وهي مفصولة عن التراث الحي، بينما نجد أن هذا المتحف متصل بالتراث الحي يجدده ويتجدد به". وعرضت في المؤتمر شرائح عن تصميمات المهندسة العالميّة زها حديد التي كرمتها أخيراً الجامعة الأميركية في بيروت. وكانت حديد أول إمرأة وأصغر مهندسة تحصل على جائزة"بريتزكير"التي تعرف بصفتها"جائزة نوبل للهندسة المعمارية"2004. وحديد معروفة بأعمالها الإبداعية المجددة التي تراهن على المخيّلة، وبمشاريع مرجعية صممتها في الولاياتالمتحدة واليابان والامارات حيث ينجز قريباً مبنى ضخم للأوبرا في دبي من تصميمها.