عمرت مفكرة لجنة مهرجانات بعلبك، هذا العام، بكثير من المواعيد التي طلبها فنانون لبنانيون لتقديم مشاريع حفلات خاصة بما اصطلح على تسميته "الليالي اللبنانية" على أدراج قلعة بعلبك حيث أصداء الماضي الفني اللبناني لا تزال حاضرة منذ مرحلة ما قبل حرب لبنان، وما بعدها على امتداد سنوات ثلاث أخيرة، والرابعة في 2000. وبقي الهمّ الأساسي المقيم في ذهن اللجنة، المستوى الرفيع، نظراً لما في ذاكرة المهرجانات من جهة، ولما يُنتظر أن يكون في مستقبلها من جهة ثانية. بين المشاريع المقدّمة، كان تصميم لحفلات موسيقية غنائية راقصة للمسرحي روميو لحود، وأخرى للفنان الياس الرحباني. وكان هناك اتجاه بين أعضاء اللجنة الى استقطاب كبير مطربي لبنان والعرب وديع الصافي الذي طالبت به أقلام صحافية عدة، وجمهور مخضرم اهتزّ وجدانياً بالاعادات الفيروزية الرحبانية عام 1998، وانتابه شعور حميم تجاه الرموز الفنية اللبنانية الكبيرة الأخرى، ووديع الصافي في مقدّمها، فضلاً عن أسماء طرحت أفكاراً وأعمالاً بين أيدي أعضاء اللجنة حباً بالوصول الى تلك الأدراج التاريخية، بالفن، والتجدّد. ويكشف منصور الرحباني، المسرحي والموسيقي والشاعر، ان "اللجنة أرادت أن يكون هو والسيدة فيروز في القلعة، في عمل جديد، هذه السنة، وعندما طرح الأمر على السيدة فيروز، تردّدت أولاً، ثم كان حديث عن مسرحية "أليسا" التي كتبها عاصي الرحباني ومنصور قبل نحو ربع قرن تقريباً وامكان اعادة كتابتها لتقديمها. وبعد تفكير ارتأت السيدة تأجيل الموضوع الى العام المقبل "اذا أعطانا الله عمراً" كما يقول منصور، وكي يتسنى إخراج العمل بما يليق بسيّدة الأغنية اللبنانية. اسم كبير المطربين وديع الصافي طغى على الآخرين وخصوصاً حين جرى التركيز على ضرورة الحفاظ على روح الفولكلور في "الليالي اللبنانية" المدرجة في برنامج مهرجانات قلعة بعلبك. وحين بُحثت مسألة الرقص الفولكلوري المفترض أن يحتل حيّزاً في حفلات "الليالي اللبنانية" برز اسم فهد العبداللّه وفرقته الاستعراضية الفولكلورية المهتمة بالتراث، وتكوّنت فكرة انتصرت أخيراً بأن انسجاماً كبيراً محتملاً بين صوت الصافي، ودبكات فرقة فهد العبداللّه يمكن أن يجعل "الليالي اللبنانية" نموذجاً ابداعياً سواء بالنسبة الى أداء الصافي أغنيات خاصة منفرداً، أو الى أداء فرقة العبداللّه رقصات خاصة منفردة، أو أداء الصافي وفرقة العبداللّه لوحات مشتركة. وكانت هذه الفكرة هي القرار. وعلى الجانب المقابل لحفلات "الليالي اللبنانية" الفولكلورية كان حوار مع الفنان مرسيل خليفة حول إمكان تقديم حفلات مشتركة بينه وبين المطربة فاديا الحاج التي وقفت وغنّت في المهرجانات قبل عام مع فرقة موسيقية المانية كبيرة، ولقيت نجاحاً نقدياً وفنياً. بعد مداولات لم تستمر طويلاً للتنسيق والتنظيم، تمكنت اللجنة من أخذ موافقة مرسيل وفاديا على تبويب تلك الحفلات المنتظرة، وابتكار طريقة اللقاء فنياً بين الطرفين. ويشارك في الحفلة الفنان زاد انطوان ملتقى الذي تولّى تلحين الأناشيد والأغنيات التي ستؤديها فاديا. هذا على صعيد الفنانين اللبنانيين في مهرجانات بعلبك لهذا العام، أمّا بقية الليالي فما زالت عناصرها طي الكتمان، وان تكن ملامحها بدأت بالظهور في ما خصّ أسماء عالمية كبيرة. ومن كواليس مهرجانات بعلبك 2000 أن التغطية التلفزيونية ستنتقل من ال"أل. بي. سي" الى "أم. تي. في" بعد خلافات طرأت بخصوص الاتفاق مع ال"أل.بي.سي" فكان عرض ال"أم. تي. في" هو الأفضل إضافة الى مشاركة محطات تلفزيونية أخرى على هذا الصعيد.