روما - أ ف ب - اختارت المهندسة المعمارية العراقية زها حديد تصميماً معاصراً للمبنى الذي سيستضيف المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين فاتحاً ابوابه امام الجمهور في ربيع العام المقبل. واعتبرت حديد لدى تقديمها التصميم امام الصحافيين «أنه لأمر رمزي جداً أن تستضيف روما متحفاً جديداً للفن المعاصر». وحديد كانت أول امرأة تفوز عام 2004 بجائزة «بريتزكير» وهي بمثابة جائزة نوبل في الهندسة المعمارية. ويشبه المبنى المقام في موقع ثكنة سابقة في شمال المدينة طبقاً طائراً من كوكب آخر حطَّ في روما مع خطوطه المقوسة المنحنية وزواياه الحادة. واوضحت حديد انه سيكون «مجمعاً يضم مشاريع تندمج في نسيج المدينة». ويلعب مشروع المتحف على انعاكسات المباني المجاورة عليه وهي في غالبيتها بنيت في القرن الرابع عشر وتطغى عليها الألوان الصفراء والترابية، وينعكس جرس كنيسة على الواجهة الزجاجية التي تكلل قمة المبنى في مواجهة لافتة وناجحة. وفي الداخل يُذكِّر المسار المتعرج أمام الزائر بالتصميم اللولبي الذي ابتكره فرانك ليد رايت في متحف «غوغينهايم» في نيويورك. خطوط بسيطة وأخرى مقوسة سلسة فيما يختلط النور الطبيعي المتسلل من السطح عبر شباك حديدي مع الإنارة الاصطناعية. وبلغت كلفة المبنى 150 مليون يورو، وهو يمتد على مساحة 21200 متر مربع بينها 10 آلاف متر مخصصة لقاعات العرض. واستمرت الورشة عشر سنوات، بعدما اضطرت حديد للتفاوض مع ست حكومات ايطالية متتالية لتنجز المشروع. وتقتصر مجموعة المتحف حالياً على 350 عملاً فنياً بينها لوحات لاندي وارهول وانيش كابور وغيرهارد ريشتر. كما ان قسم الهندسة المعمارية في المجمع يضم 75 الف وثيقة لا سيما محفوظات ورسوم كارل سكاربا الدو روسي وبييرلويجي نيرفي. وسبق لزها حديد البالغة التاسعة والخمسين ان صممت اوبرا كارديف ومركز روزنتال للفن المعاصر في سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية ومتحف «بي ام دبليو» في لايبزيغ ومتحف «موبايل ارت» لشانيل.