أكدت ميليشيات"المحاكم الإسلامية"التي تسيطر على جنوبالصومال، أنها ستبسط سلطة المحاكم الشرعية على انحاء البلاد شتى، في خطوة يُتوقع أن تزيد التوتر بين الإسلاميين والحكومة الموقتة. وتجددت الاشتباكات بين مقاتلي"المحاكم"في العاصمة مقديشو ومجموعة تابعة لأحد زعماء الحرب المهزومين، بعد أيام من سيطرة الميليشيا الإسلامية على نقطة تفتيش تابعة لإحدى القبائل. وقال الزعيم السابق ل"المحاكم"شريف شيخ أحمد للصحافيين أمس:"اعتباراً من اليوم، سيتغير اسم المجلس من مجلس المحاكم الإسلامية في مقديشو، إلى مجلس المحاكم الإسلامية في الصومال". وأكد اختيار الشيخ حسن ضاهر عويس الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بالارتباط بتنظيم"القاعدة"، رئيساً للمجلس الجديد، كما عُين شيخ أحمد رئيساً لمجلس تنفيذي استحدثه الإسلاميون لتطبيق قرارات المجلس الذي سيكون بمثابة برلمان يضم 91 عضواً، معظمهم من وجهاء القبائل ورجال الدين. ولم يضف أحمد مزيداً من التفاصيل، كما رفض الإجابة على أسئلة الصحافيين. ومن شأن هذا الإعلان أن يزيد التوتر في العلاقات المتوترة أساساً بين الحكومة الانتقالية والإسلاميين، كما قد يُنهي اتفاق تهدئة هشاً بين الطرفين، لا سيما أنه يعني أن"المحاكم"ستسعى إلى السيطرة على مزيد من المدن الصومالية. وتأتي هذه الخطوة في وقت قال رئيس الوزراء الموقت علي محمد جدي إن حكومته ستتعامل فقط مع الإسلاميين المعتدلين بين حكام مقديشو الجدد. وعندما سُئل خلال مؤتمر صحافي في نيروبي، عن رد فعله على اختيار عويس، أجاب:"نحن نقوم بحوار مع المعتدلين في المحاكم الاسلامية". وعند الالحاح عليه في السؤال عما إذا كان يعتبر عويس من المعتدلين، قال جدي:"لتبحثوا أنتم عن الرد". واعتبر ديبلوماسيون يتابعون الشأن الصومالي أن الغرب يسعى إلى تقبل الهيمنة الاسلامية الجديدة ويقرر ما إذا كانت العناصر المعتدلة أو المتشددة في صفوف"المحاكم"هي التي ستكون لها الغلبة. وقال الوزير البريطاني للشؤون الافريقية ديفيد ترايزمان للصحافيين في لندن:"من الصعب أن نعرف أين المحور السياسي ... بعض الناس من ذوي المهارات العسكرية والتخطيطية هم من بين أكثر الاسلاميين أصولية. والسؤال سيكون ما هو حجم الاصوات المعتدلة المشاركة". وكان شيخ أحمد رفض اتهامات الحكومة ل"المحاكم"بانتهاك وقف إطلاق النار، على خلفية اشتباكات متقطعة بين مقاتلي الميليشيات الإسلامية ومسلحين تابعين لأحد زعماء الحرب السابقين. وقال:"نحن مسؤولون عن أمن العاصمة. وهؤلاء الذين يقولون إننا خرقنا الاتفاق لا يفهمون مضمونه جيداً".