مقديشو، نيروبي- أ ف ب، رويترز - واصل سكان مقديشو النزوح الجماعي أمس، مذعورين من احتمال استئناف المعارك الدامية إثر الهجوم الذي شنه الإسلاميون المتطرفون على القوات الموالية للحكومة الصومالية وأسفر عن سقوط 103 قتلى و420 جريحاً ونزوح 18 ألف شخص من ديارهم خلال الأسبوع الماضي. وأعلن وزير الإعلام فرحان علي محمد أمس أن الحكومة الصومالية الانتقالية عينت قائداً جديداً للجيش في محاولة للتصدي لهجوم الإسلاميين على العاصمة. وقال إنه تم تعيين العميد المساعد في الشرطة يوسف عثمان دومال قائداً للجيش بدلا من سعيد محمد حرصي. وأوضح أن «دومال سيقود العمليات العسكرية في العاصمة، فيما عين سلفه قائداً للأمن في القصر الرئاسي». وقال إن المعارك بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الإسلاميين أسفرت عن سقوط 103 قتلى و420 جريحاً وتسببت في نزوح 18 ألف شخص من ديارهم منذ بدء هجوم الإسلاميين في السابع من الشهر الجاري. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان سقوط «أكثر من 135 قتيلاً و315 جريحاً» في المعارك الاخيرة. وتحدثت المفوضية عن «مستشفيات مكتظة» و «مدنيين عالقين في منازلهم غير قادرين على الفرار» و «العديد من القتلى بين الأطفال والضعفاء غير القادرين على الفرار». ولم تسمع أي طلقة حتى عصر أمس في العاصمة، لكن السكان ما زالوا يفرون، بعدما انتشر المتمردون أول من أمس قرب القصر الرئاسي والمؤسسات العامة في مواجهة مباشرة مع القوات الحكومية وقوات حفظ السلام الأفريقية التي تعد أربعة آلاف جندي. وتسيطر الحكومة على عدد من الشوارع في مقديشو وبعض النقاط الاستراتيجية مثل الرئاسة والمباني الإدارية والميناء والمطار. وعززت القوة الأفريقية خلال الأيام الماضية مواقعها بالمدفعية في مقديشو، حسب سكان. وشن المتمردون هجوماً غير مسبوق على العاصمة لإطاحة الرئيس الإسلامي المعتدل شريف شيخ أحمد. وغالبية المتمردين من أنصار الشيخ ضاهر عويس وحركة «الشباب المجاهدين» الإسلامية المتطرفة التي اعترفت الأسبوع الماضي لأول مرة بوجود مقاتلين أجانب بين صفوفها. ودعا عويس الرئيس أحمد، حليفه السابق، إلى الاستقالة تفادياً لوقوع مذبحة في العاصمة. وكان عويس وأحمد يقودان «المحاكم الإسلامية» التي سيطرت خلال النصف الثاني من العام 2006 على معظم جنوب ووسط الصومال، بما في ذلك مقديشو قبل أن يهزمها الجيش الإثيوبي مطلع العام 2007. وأكد مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى الصومال احمد ولد عبدالله أمس أن مئات الأجانب من أفريقيا وخارج القارة يقاتلون ضد الحكومة الصومالية في الاشتباكات الأخيرة. وقال خلال مؤتمر صحافي في نيروبي: «ليس هناك شك في وجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب في الصومال من داخل القارة وخارجها وفقاً للكثير من المصادر السرية أو العلنية». وأضاف: «رأيت أرقاماً من وثائق لمجلس الأمن قدمتها الولاياتالمتحدة تقدر عددهم بما يتراوح بين 280 و300». وحذر من أن المتمردين «إذا استولوا على السلطة بالقوة، فلن يحققوا شيئاً. لن يكون هناك أي اعتراف» دولي بهم. وكان عويس أكد في مقابلة بثتها وكالة «رويترز» أن هناك بعض الأجانب في الصومال، لكن أعدادهم مبالغ فيها. واتهم مبعوث الأممالمتحدة «بتدمير» الصومال من خلال دعمه الحكومة الانتقالية. وقال إنه «يدافع في شكل ثابت عن سياسات الحكومة كما لو كان هو رئيس هذا البلد... ولا يقوم بدوره في الاتصال مع كل طرف في الصراع». وقُتل خمسة أشخاص على الأقل وجُرح ثمانية في معارك بين المتمردين والقوات الحكومية أمس على بعد 300 كلم شمال شرقي مقديشو. وقال قائد المسلحين الإسلاميين الشيخ عبدي محمد: «اندلعت المواجهات في المدخل الجنوبي لقرية محاس (وسط) وقتل خمسة أشخاص، بينهم مقاتلون». وأضاف أن ثمانية أشخاص جرحوا في القرية. وأعلنت ميليشيا «الحزب الإسلامي» و «حركة الشباب» السيطرة على القرية بعد اشتباكات مع القوات الموالية للحكومة. وقال محمد: «طردناهم من المنطقة. باتت قواتنا تسيطر على المنطقة بالكامل». وأكد أحد وجهاء القرية كلامه قائلاً: «نرى مقاتلي الشباب مدججين بالسلاح وهم يقومون بدوريات في القرية، فيما يفر الكثير من الناس».