مقديشو، أديس أبابا - رويترز، أ ف ب - خاض مقاتلون إسلاميون موالون للحكومة الصومالية معارك أمس ضد مقاتلي تنظيم حركة «الشباب» المتشددة، على رغم مناشدات من مختلف أرجاء العالم بوقف أسوأ قتال تشهده البلاد منذ شهور. وجاء ذلك في وقت اتهم مبعوث الأممالمتحدة الخاص للصومال أحمد ولد عبدالله، أمس، أحد القادة الإسلاميين الشيخ حسن ضاهر عويس بأنه نفّذ «محاولة انقلاب» في مقديشو خلال الأيام الأخيرة. وصرح ولد عبدالله على هامش اجتماع حول الصومال في مقر الاتحاد الافريقي في أديس أبابا بأن «هجمات الأيام الأخيرة في مقديشو محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة، إنها محاولة انقلاب». وأضاف أن «عويس جاء ليستولي على السلطة وإطاحة النظام الشرعي الذي تصدى لمحاولة الانقلاب». وتدور معارك عنيفة اسفرت عن سقوط عشرات القتلى منذ الخميس الماضي في مقديشو بين القوات الموالية للحكومة والميليشيات الإسلامية الموالية لها من جهة وبين القوات المناهضة للحكومة التي تضم خصوصاً حركة «الشباب» الإسلامية المتطرفة والحزب الإسلامي. وتقود حركة «الشباب» تمرداً في الصومال، وحذرت خلال الشهور الأخيرة من أنها ستواصل هجماتها على القوات الحكومية حتى اطاحة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد، الإسلامي الذي يوصف بأنه «معتدل» وانتخب نهاية كانون الثاني (يناير). وأعلن مبعوث الأممالمتحدة أن «حركة الشباب تحالف غير متجانس كشف عن وجهه الحقيقي: إن المعركة بالنسبة إليهم ليست سياسية أو دينية بل اقتصادية لصيانة مصالحهم في شؤون مشبوهة». وتساءل ولد عبدالله «لو كانوا أقوياء كما يزعمون (...) فلماذا لم يسيطروا على العاصمة؟»، مؤكداً «انها مجرد حركة تمرد تقاتل حكومة شرعية ضعيفة حقاً لكنها تتولى السلطة ويجب مساندتها وتعزيزها». وعاد الشيخ عويس في نيسان (ابريل) إلى الصومال بعد سنتين قضاهما في منفاه في اريتريا. وكان قائداً ل «المحاكم الإسلامية» الصومالية التي سيطرت خلال النصف الثاني من 2006 على معظم انحاء جنوب الصومال ووسطه بما فيها مقديشو قبل أن يهزمها الجيش الإثيوبي مطلع 2007. وكان حينها حليف الرئيس الصومالي الحالي شريف أحمد. من جانبه، أعلن مفوّض السلم والأمن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة انه «تم احباط هجوم الشباب» وان الوضع «تحت السيطرة». وأشار إلى أن «المتمردين الذين يستفيدون من مساعدة خارجية تمكنوا للمرة الأولى من نشر عتاد ثقيل». وأعلن العمامرة تعزيز قوة السلام الافريقية في الصومال قريباً بقوات من بوروندي وسيراليون. وبذلك سيبلغ عديد تلك القوة المنتشرة في مقديشو منذ آذار (مارس) 2007 نحو 5800 رجل. ومنذ ذلك الحين فقدت قوة السلام الافريقية 43 من رجالها إضافة الى مئة جريح، بحسب معلومات الاتحاد الافريقي. وأوردت وكالة «رويترز» أمس أن اشتباكات ضارية وقعت أيضاً بين «الشباب» وميليشيا «أهل السنة» وهي ميليشيا إسلامية أكثر اعتدالاً في وسط وجنوب البلاد. وقال شهود إن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قُتلوا الثلثاء في بلدة مهاس. وقال آدن حسين وهو من السكان المحليين في مكالمة هاتفية: «اقتحم مقاتلو الشباب مسجداً للجوء فيه ولكن السكان ظلّوا يطلقون النار عليهم بقذائف صاروخية». وأضاف أن زعماء قبائل محليين تدخلوا في وقت لاحق وأقنعوا مسلحي «الشباب» بإلقاء أسلحتهم. وقال سكان إن المتمردين وعددهم 126 احتجزوا لفترة وجيزة ثم أطلق سراحهم. وقال أحد زعماء القبائل ل «رويترز» إنهم طلبوا من المقاتلين مراراً ترك البلدة التي تقع الى الجنوب الغربي من البور وهي معقل كبير ل «الشباب» منذ عام 2006. وقال محمد نور الزعيم القبلي: «لم يصغوا... ولكننا مستعدون للقتال إذا هوجمنا». وفر آلاف السكان من أجزاء من شمال مقديشو التي شهدت بعضاً من أسوأ القتال في الأيام القليلة الماضية.