بدأت اروقة الاممالمتحدة تشهد سباقا خفيا لخلافة الأمين العام الحالي للمنظمة الدولية كوفي أنان الذي تنتهي ولايته نهاية السنة المقبلة. وسارع كل من الهند وسيريلانكا وكوريا الجنوبية وتايلاند الى تقديم مرشح رسمي على أمل الفوز بالمنصب الذي يُفترض ان ينتقل من افريقي الى آسيوي، طبقاً لأعراف المنظمة الخاصة بتدوير المنصب. وقد تتشاور الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، للمرة الأولى، مع باقي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، قبل اجتماعها الشهر المقبل لتسمية خلف لأنان. لكن هوية الأمين العام الثامن في تاريخ المنظمة، تبقى رهن توافق الخمسة الكبار، خصوصاً الصين والولايات المتحدة. وفيما يُنتظر أن تعلن باكستان مرشحها خلال أيام، تحظى دول أوروبا الشرقية التي تتذمر من عدم تمثيلها على رأس الأممالمتحدة، بدعم أميركي لأحد مرشحيها الذين لم يُعلن أي منهم رسمياً، وهو الرئيس البولندي السابق الكسندر كوازنيسكي. غير أن دعم واشنطن لا يكفي، إذ يجب أن يكون الأمين العام محل قبول الصين وروسيا اللتين تصران على قاعدة تدوير المنصب، إضافة إلى عدم اعتراض فرنسا التي ترغبه ملماً بلغتها، وكذلك بريطانيا التي اشترطت أن يكون"مؤهلاً"ديبلوماسياً. كذلك، فإن تحالفاً شكلته 120 من الدول النامية الأعضاء في الجمعية العامة، هدد بعدم التصديق على مرشح المجلس، ما لم تلعب الجمعية العامة دوراً في الاختيار. وحاول أنان أن يبدو بعيداً من الجدل حول خليفته. وقال خلال لقاء مع صحافيين:"لا أملك أي حصان في السباق، وهذا أمر مريح جداً... ويبدو أن حكومات الدول الأعضاء تبحث عن شخص من خارج المنظمة". لكنه لمح إلى المرشح الهندي شاشي ثارور، الذي يشغل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للاتصالات والإعلام. ويبدو ثارور 50 عاماً أكثر المرشحين حظوظاً. وهو بدأ عمله في الأممالمتحدة العام 1978، وترأس الفريق الدولي المسؤول عن عمليات حفظ السلام في يوغوسلافيا السابقة في الفترة من 1991 إلى 1996، كما أنه ألف ست روايات، أحدثها رواية"بلا كتب في بغداد". أما منافسوه، فهم وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي مون 62 عاماً الذي شغل مناصب بارزة في حكومات بلاده المتعاقبة طوال 35 عاماً، إضافة إلى جايانثا دانابالا مستشار رئيس سيريلانكا الذي كان مسؤولاً عن إدارة عملية السلام في بلاده، وهو أيضاً وكيل سابق للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة. ورشحت الحكومة التايلاندية نائب رئيس وزرائها سوراكيات ساتيراتي، بدعم من أعضاء رابطة دول جنوب شرقي آسيا"آسيان". ويُنتظر أن تعلن باكستان مرشحها، وقد يكون رئيس وزرائها شوكت عزيز او سفيرها لدى الأممالمتحدة منير أكرم او وكيلة الأمين العام لشؤون فيروس الايدز في آسيا نفيس صادق. وإلى الباكستانية صادق، يتردد اسم امرأة ثانية مرشحة لشغل المنصب، وهي رئيسة لاتفيا فايرا فايك فرايبرغ. وإذا اختيرت إحداهما، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تصبح فيها امرأة على رأس المنظمة الدولية. وقال أنان إنه"بعد ستين عاماً من وجود الأممالمتحدة، سيكون وصول امرأة إلى الأمانة العامة أمراً عظيماً". وتتداول وسائل الإعلام اسم سفير الأردن لدى الأممالمتحدة الأمير زيد الحسين، مرشحاً محتملاً للمنصب. لكن انتخاب البحرينية الشيخة هيا راشد الخليفة لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد يضعف حظوظ أي مرشحٍ عربي لتولي الأمانة العامة.