أوصى مجلس الأمن رسمياً أمس، باختيار وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي مون 62 سنة أميناً عاماً للأمم المتحدة خلفاً لكوفي أنان في الأول من كانون الثاني يناير المقبل. وكان بان فاز قبل أسبوع"التصويت التجريبي"في مجلس الأمن، وحصل فيه على الدعم الأساسي للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الصينوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا التي تملك حق النقض الفيتو. وتلا ذلك انسحاب منافسيه الستة الواحد تلو الآخر، وهم الهندي شاشي ثارور، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف شؤون الاتصالات، ونائب رئيس الوزراء المخلوع في تايلاند سوراكيارت ساثيراثاي، ورئيسة لاتفيا فايرا فيكي - فريبيرغا، والسفير الأردني لدى الأممالمتحدة الأمير زيد بن رعد، والأستاذ الجامعي الأفغاني أشرف غني، والديبلوماسي السريلانكي غيانتا دانابالا. وكانت غالبية المرشحين من آسيا، لأن المنصب يجب ان يعود الى شخصية من هذه القارة، بموجب عرف المداورة الجغرافية غير المكتوب، علماً ان إفريقيين شغلا المنصب طيلة السنوات ال 15 الماضية، هم بطرس غالي من مصر لولاية واحدة، وكوفي أنان من غانا لولايتين. وشدد بان كي غداة فوزه بالتصويت الإختباري على"حجم المسؤولية"الملقاة على عاتقه. وفي أوج التوتر الذي أثاره إعلان كوريا الشمالية نيتها إجراء تجربة نووية، وهو ما حصل فجر أمس، أعلن بان كي استعداده لزيارة بيونغيانغ في محاولة لحل الأزمة. ويعتبر بان كي الذي يدير دفة وزارة الخارجية الكورية الجنوبية منذ كانون الثاني يناير 2004 ، ديبلوماسياً محترفاً يعرف بقدرته على صنع التسويات، فضلاً عن كونه أحد وزراء الخارجية القليلين الذين صمدوا في هذا المنصب أطول فترة، بعد أزمات عدة بين الكوريتين. ويشيد العاملون مع بان كي بالحماسة التي يبديها في عمله وترفعه عن الانحياز الحزبي، علماً انه أمضى 36 عاماً في الحقل الديبلوماسي، تخللتها عشر مهمات مرتبطة بالأممالمتحدة. وبدأ بان كي العمل الديبلوماسي عام 1970، بعدما حصل على إجازة من الجامعة الوطنية في سيول، اكملها لاحقاً بدراسات في معهد كينيدي في جامعة"هارفرد"الأميركية. وشغل منصب السكرتير الأول في البعثة الكورية الجنوبية لدى الأممالمتحدة لمدة سنتين 2001-2003 تولى خلالها أيضاً منصب مدير مكتب رئيس الدورة السادسة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ووصفه ديبلوماسي بأنه"وسيط جيد"، مؤكداً براعته في وضع التسويات وتحقيق التوافق، ومعرفته الجيدة بالأممالمتحدة. ورأى الديبلوماسي ان الاهتمام الذي يوليه بان كي للمساعدة على التنمية، يعزز شعبيته في افريقيا. وفي الخارجية، ورث بان كي الملف الكوري الشمالي الحساس في أوج التوتر حول البرنامج النووي لبيونغيانغ. وشارك بان في المحادثات السداسية التي تحاول منذ ثلاث سنوات إقناع الشمال بالتخلي عن برنامجها النووي. وكلف أيضاً تهدئة التوتر بين بلاده وحليفتها الولاياتالمتحدة، وكذلك بين سيول وطوكيو. وقال الناطق باسم الخارجية الكورية الجنوبية كو كي- سيوك ان"بان كي الهادئ والعنيد والذي يملك تصميماً كبيراً، هو قبضة حديد في قفاز حرير"، مشيراً الى انه يعمل بجد. أما معارضوه فيصفوه بأنه"بيروقراطي"، لكنهم يعترفون بقدراته الاستثنائية على العمل. ويعتبر بان كي الأمين العام الثامن للأمم المتحدة منذ تأسيس المنظمة الدولية عام 1945. أما السابقون، فهم: تريغفي لي النروج، داغ هامرشولد السويد، يو ثانت بورما، كورت فالدهايم النمسا، خافيير بيريز دي كويار البيرو، بطرس غالي مصر، كوفي انان غانا. بان كي - مون مجلس الامن يختار بان كي - مون امينا عاما مقبلاً للأمم المتحدة - 13 يونيو 1944 ولد شمال محافظة تشونغشيونغ ، كوريا الشمالية - 1970 نال شهادة في العلاقات الدولية من جامعة سيول الوطنية - 1978-1980 السكرتير الاول في بعثة كوريا الجنوبية لدى الأممالمتحدة - 1983 مدير قسم منظمة االامم المتحدة في وزارة الخارجية - 1985 انهى دراساته العليا في جامعة هارفارد - 2001-2002 رئىس البعثة الكوريا الجنوبية لدى الأممالمتحدة - 2004 اصبح وزير خارجية كوريا الجنوبية.