وصل الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى فردان لتدشين نصب تذكاري تكريماً للمقاتلين المسلمين الذين شاركوا في الحرب العالمية الاولى 1914-1918 في الموقع الذي شهد احدى اكبر المعارك في التاريخ. وكان في استقبال الرئيس وزيرة الدفاع ميشال آليو ماري ووزير الدولة لشؤون المقاتلين القدامى حملاوي مكشرة ورئيسا مجلسي البرلمان الفرنسي ورئيس مجلس مسلمي فرنسا دليل بوبكر. وأقيم النصب قرب المقبرة التي تضم 592 ضريحاً اسلامياً موجهة صوب مكةالمكرمة قبالة مدفن العظام في دوومون الذي يرمز الى معركة فردان حيث سقط حوالى ثلاثمئة الف جندي فرنسي والماني عام 1916. ويضم النصب باحة فسيحة على مساحة 25 متراً ب19 متراً تتوسطها قبة وضعت تحتها شاهدة كتب عليها:"الى الجنود المسلمين الذين سقطوا من أجل فرنسا". وبلغت كلفة النصب نصف مليون يورو وشيد بقرار صادر عن المجلس الأعلى للذاكرة الاسلامية. وجند حوالى 600 الف من الرماة والخيالة من دول المغرب وافريقيا السوداء ومدغشقر في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الاولى، في ما وصف بمساهمة الامبراطورية الاستعمارية في المجهود الحربي. وقدم الرماة المغاربة مساهمة حاسمة في المعركة من اجل استعادة حصن دوومون في تشرين الاول اكتوبر 1916. وبعد مرور تسعين عاماً على المعركة، اضطر خبراء نزع الألغام الى إزالة مئات القذائف والقنابل والقنابل اليدوية التي كانت لا تزال مطمورة في الموقع تمهيداً لإنشاء النصب. وقال شيراك في كلمة بمناسبة الذكرى التسعين لمعركة فردان ان الماريشال بيتان الذي انتصر فيها غطى"بأمجاده خيار الهدنة المشؤوم عام 1940 وعار التعامل مع المحتل النازي"في الحرب العالمية الثانية. ودرج التقليد منذ عهد الجنرال ديغول بأن يضع الرئيس الفرنسي باقة من الزهور كل عشر سنوات على ضريح المنتصر في معركة فردان، غير ان شيراك خالف اسلافه منذ انتخابه عام 1995 وامتنع عن تكريم ذكرى بيتان.