شاركت أمس الأربعاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في إحياء الذكرى الحادية والتسعين لإبرام الهدنة التي كانت وراء نهاية الحرب العالمية الأولى والتي انتهت بهزيمة ألمانيا أمام القوى المتحالفة ضدها . وجرت مراسم إحياء هذه الذكرى تحت قوس النصر في العاصمة الفرنسية . وشارك في هذه المراسم لأول مرة جنود ألمان إلى جانب جنود فرنسيين . بل إنها المرة الأولى التي تشارك فيها شخصية ألمانية تتولى هرم السلطة في البلاد في إحياء مثل هذه الذكرى في فرنسا . ويقف الرئيس الفرنسي وراء هذه المبادرة حرصا منه على تعزيز المحور الفرنسي - الألماني في الاتحاد الأوروبي . ولدى نيكولا ساركوزي رغبة في أن يتحول هذا اليوم في المستقبل إلى ذكرى سنوية تكرس المصالحة بين البلدين لاسيما وأن آخر الجنود الفرنسيين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى قد توفي العام الماضي. وهو ما أكده للمستشارة الألمانية يوم التاسع من الشهر الجاري عندما حضر إلى جانبها مع زعماء أغلبهم من القارة الأوروبية بمشاركة ألمانيا في احتفالات الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين. وكان الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران والمستشار الألماني السابق هيلموت كول قد سعيا عام 1984 إلى تجاوز الصفحات السوداء في تاريخ البلدين المشترك عندما شاركا في إحياء "معركة "فردان " التي جرت في شمال فرنسا الشرقي بين الجيشين الألماني والفرنسي عام 1916 والتي فقدت فيها فرنسا 163 ألف جندي وهلك فيها 143 ألف جندي ألماني . وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الشخصية بين الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية قد تحسنت كثيرا في الأشهر الأخيرة الأمر الذي انعكس إيجابا على مسار العلاقات الفرنسية - الألمانية.