سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شيراك يدشن نصباً تذكارياً للمقاتلين المسلمين في الحرب العالمية الأولى . الجزائرية جبار تستهل عضويتها في الأكاديمية الفرنسية بخطاب مثير للجدل عن "الاستعمار"
اصبحت الجزائرية آسيا جبار أمس أول عضو من شمال أفريقيا في الأكاديمية الفرنسية التي تعنى بالحفاظ على اللغة الفرنسية، وانتهزت الفرصة لتثير جدلاً في شأن ماضي فرنسا الاستعماري. وانتقدت آسيا جبار، وهي مؤلفة ومخرجة سينمائية كتبت كثيراً عن حياة المسلمات، السياسيين الفرنسيين، لفتحهم باب المناقشة اخيراً للماضي الاستعماري، في محاولة لكسب أصوات في الانتخابات المقررة السنة المقبلة. وواجهت فرنسا تساؤلات جديدة في شأن ماضيها الاستعماري في أعقاب أعمال الشغب التي اندلعت السنة الماضية في ضواحي باريس الفقيرة حيث يغلب المهاجرون على السكان. وتلاها سن قانون جديد متشدد للهجرة وقانون مثير للجدل عن دور فرنسا في الجزائر ابان الاحتلال. وقالت آسيا في كلمة ألقتها في الاحتفال بانضمامها إلى عضوية الأكاديمية ان"الاستعمار الذي عاش فيه أجدادنا يوماً بعد يوم على مدى أربعة أجيال على الأقل، كان جرحاً عميقاً". وتناولت في كلمتها وصفاً ل"الإمبراطورية الفرنسية التي استنزفت موارد الجزائر الطبيعية ومنعت تدريس اللغتين العربية والامازيغية". وغزت فرنساالجزائر عام 1830 وجعلتها مستعمرة لها حتى الاستقلال عام 1962. وأكدت آسيا جبار ضرورة الاعتراف بالكتاب العرب الذين يكتبون بغير اللغة العربية. وأشادت بالجزائريين الذين قتلوا خلال صراع مرير في التسعينات لأنهم كانوا يكتبون باللغة الفرنسية أو يعلمون طلابهم بها. وبدأ الصراع المدني في الجزائر بعدما ألغت السلطات انتخابات كان الإسلاميون المتشددون في طريقهم الى الفوز فيها. وقالت جبار:"الحمد لله بدأت جروح بلادي تلتئم منذ ذلك الحين". وتأسست الأكاديمية الفرنسية التي تضم نخبة من المفكرين والعلماء الفرنسيين عام 1635. وكان فيكتور هوغو وفولتير من أعضائها الذين بلغ عددهم 700، منذ تأسيسها. وسبق أن ضمت الأكاديمية عدداً من الأجانب. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ذكر أن اختيار آسيا جبار لعضوية الأكاديمية التي يغلب الذكور على أعضائها الأربعين من الكتاب والمفكرين، دليل على التزامها بالتنوع. ويوصف أعضاء الأكاديمية ب"الخالدين"ويرتدي كثير منهم معاطف طويلة مطرزة بزهور خضر ويحملون سيوفاً. وحضر كثير منهم الحفلة للترحيب بانضمام جبار إلى الأكاديمية ومقرها في مواجهة متحف اللوفر على الضفة اليسرى لنهر السين. وأصبحت آسيا جبار، وهو اسم مستعار، من ابرز كتاب شمال أفريقيا الذين نالوا الإشادة عن أعمالها، ومنها"السجن الفسيح". ولدت في قرية ساحلية في الجزائر عام 1936 وألفت كتبها باللغة الفرنسية وترجمت أعمالها إلى لغات كثيرة. وأصدرت رواية عام 2003 بعنوان"اختفاء اللغة الفرنسية"تحكي قصة رجل يعود إلى الجزائر بعد قضائه 20 سنة في فرنسا. نصب تذكاري في غضون ذلك، يدشن الرئيس الفرنسي جاك شيراك نصباً تذكارياً للمقاتلين المسلمين في الحرب العالمية الأولى، في وسط ساحة معركة فردان شرق باريس، تكريماً لآلاف الجنود الذين أتوا من المغرب العربي وأفريقيا السوداء ومدغشقر وقتلوا خلال تلك الحرب، دفاعاً عن فرنسا. ورغب المجلس الفرنسي الأعلى للذاكرة الإسلامية، في إقامة النصب الذي يبلغ ارتفاعه 25 متراً وعرضه 19 متراً، بعد 90 سنة على معركة فردان التي دارت بين شباط فبراير وكانون الأول ديسمبر 1916 والتي قتل فيها 300 إلى 500 ألف مقاتل من الطرفين. ومولت الحكومة الفرنسية تكاليف النصب التي بلغت 500 ألف يورو. وتضم فردان أيضاً نصبين: مسيحي ويهودي. وناهز إجمالي عدد الجنود المسلمين ال 600 الف، من القناصة والخيالة والفرسان الذين توافدوا الى فرنسا للدفاع عن"الوطن الأم". ولم يتوجهوا جميعاً إلى جبهات شامبانه والمارن والسوم، لكن وجودهم مع ثمانية ملايين ونصف مليون جندي قاتلوا تحت راية العلم الفرنسي، كان مثالاً للدعم الحاسم الذي قدمته المستعمرات الفرنسية 12 مليون كيلومتر مربع و60 مليون نسمة في المجهود الحربي. كذلك توافد ما يقارب 120 ألف رجل من المغرب العربي للعمل على الطرق وفي مصانع الأسلحة، فشكلوا الموجة الأولى من الهجرة من بلدان المغرب العربي إلى فرنسا. وقال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وإمام مسجد باريس دليل ابو بكر ان"الإسلام في فرنسا ولد في فردان". وزاد:"تجذر في سهول فردان ودومون وفلوري حيث دافع القناصة الجزائريون والتونسيون والسنغاليون والمغربيون عن فرنسا". وأضاف:"اليوم، وفيما الشبان الفرنسيون يتساءلون حول هويتهم، من المهم القول ان ذويهم شاركوا في الدفاع عن البلاد".