أعلن محافظ المثنى محمد الحساني أن القوات الأجنبية في المحافظة بدأت انسحابها وبالتالي تسليم القوات الأمنية العراقية مسؤولية الأمن، على أن يستغرق ذلك شهراً فقط. وقال المحافظ خلال مؤتمر صحافي في السماوة إن انسحاب القوات المتعددة الجنسية يبدأ اليوم ويستغرق أكثر من شهر، في حين أكد ناطق عسكري بريطاني في البصرة أن عملية الانسحاب بدأ التحضير لها بالفعل منذ بعض الوقت وستستغرق حوالي ستة اسابيع. وستكون محافظة المثنى الهادئة نسبياً هي الاولى خارج الاقليم الكردي الآمن التي تنتقل الى السيطرة العراقية الكاملة منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003. جاء ذلك في وقت أعلن وزير الدفاع البريطاني ديس براون الذي يزور العراق منذ الاثنين الماضي أن الخطة الأمنية في البصرة بدأت على ما يبدو تعطي نتائجها. وعلى رغم تعزيز قوات الامن العراقية، ازدادت أخيراً عمليات العنف في هذه المدينة الخاضعة لسيطرة القوات البريطانية. وقال براون من البصرة التي وصل اليها أمس في تصريح الى هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي:"بدأ الوضع الامني يتحسن في شوارع البصرة حسب ما تلقيت من شهادات". وأضاف أن"العنف هو في الاساس نتيجة تنافس سياسي، تنافس على النفوذ وعلى السلطة الاقتصادية، وتعاظم لأن تشكيل الحكومة طال كثيراً". وأوضح:"لكن في صلب المشكلة هناك أيضاً عمليات اختراق لاجهزة الشرطة"، مضيفاً أن"ميليشيات وآخرين تسللوا الى الشرطة لأهداف تخريبية". وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعلن في 31 أيار مايو الماضي حالة الطوارئ لمدة شهر في البصرة لمواجهة أعمال العنف. وينتشر حوالي 7200 بريطاني في جنوبالعراق وفي الكويت. وكان الجنرال البريطاني نيك هوغتون أعلن الثلثاء الماضي أمام لجنة الدفاع في مجلس العموم أن مستوى العنف في البصرة"مقلق". وقال:"لا يوجد شك في أن مستوى العنف ارتفع أخيراً بسبب الوقت الذي اتخذه تشكيل الحكومة". وأضاف:"هناك تنافس بين الفصائل ... أدى في شكل عام الى عمليات قتل بين الفصائل الشيعية المتصارعة على النفوذ الاقتصادي والسياسي". وكان وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة آدم انغرام اقر بأن الوضع اصبح اكثر صعوبة بالنسبة الى القوات البريطانية. وقال:"في المرة الاولى التي زرت فيها البصرة، تجولت في الشوارع مع جنود من دون خوذات وسترات واقية من الرصاص. لا اعتقد بأن هذا الامر ممكن الآن". وفي طوكيو، أفاد مصدر رسمي ياباني بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتصل بنظيره الياباني جونيشيرو كويزومي لشكره على المساعدة الانسانية التي قدمتها القوات اليابانية في جنوبالعراق خلال عامين ونصف عام. وكانت طوكيو أعلنت الثلثاء الماضي انهاء انتشار قواتها في العراق، وهو الاول للجيش الياباني في بلاد تشهد حرباً منذ عام 1945. وأفاد ديبلوماسيون يابانيون أن المالكي قال خلال المكالمة الهاتفية التي استمرت عشر دقائق:"آمل في ان نتمكن من تطوير علاقاتنا السياسية والاقتصادية"، داعياً اليابان الى"مواصلة استثماراتها"في العراق. ورد رئيس الوزراء الياباني ان بلاده ستستمر في مساعدة العراق في عملية اعادة البناء. وقال كويزومي الذي تنتهي ولايته في ايلول سبتمبر المقبل:"صحيح ان القوات البرية للدفاع الذاتي الاسم الرسمي للقوات البرية اليابانية ستنسحب من العراق، لكن قواتنا الجوية ستستمر في تقديم المساعدة في مجال النقل". وتعهد كويزومي حليف واشنطن القريب أن تستمر طوكيو في تقديم المساعدة المالية الى العراق عبر هبات وقروض بفوائد مخفضة. وينتشر 600 جندي ياباني في مدينة السماوة جنوب عاصمة ولاية المثنى الشيعية الهادئة نسبياً، منذ كانون الثاني يناير 2004 في اطار مهمة انسانية. ومن المقرر ان ينجز سحب الجنود اليابانيين قبل نهاية تموز يوليو المقبل.