قام رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بزيارة لم يعلن عنها من قبل للعراق السبت الماضي سعيا للبناء على الوضع الأمني المتحسن في البلاد والترويج للاستثمارات . وذكر مسؤولون عراقيون أن براون يجري محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد . ومن المتوقع أن يشيد براون بتراجع أعمال العنف في العراق خاصة في محافظة البصرة الجنوبية التي كانت تحت السيطرة الأمنية للقوات البريطانية قبل أن تسلمها للقوات العراقية في ديسمبر كانون الأول الماضي .وتتزامن زيارة براون مع ثقة الحكومة العراقية المتنامية في قدرتها على تأمين البلاد . وانعكس ذلك في اتفاق بين المالكي والرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع الماضي على تحديد " أفق زمني " لخفض القوات الأمريكية في العراق . وكان هذا الاتفاق هو الأقرب لاعتراف إدارة بوش بالحاجة إلى وضع جدول زمني لخفض القوات الأمريكية في لعراق .وعارض بوش لفترة طويلة وضع جداول زمنية لانسحاب القوات .وقال متحدث باسم براون إن رئيس الوزراء البريطاني يريد أن يركز على " العامل الاقتصادي " خلال الزيارة ويشجع الاستثمار في البصرة الغنية بالنفط ونقطة نقل معظم صادرات النفط خام .وكان المالكي في الشهور الأخيرة أرسل قواته إلى معاقل الميليشيات في بغداد وجنوب العراق وشن حملة قمع ضد متشددي تنظيم القاعدة في الشمال .وقال الرئيس الجديد للهيئة الوطنية للاستثمار الأسبوع الماضي إن تحسن الوضع الأمني أدى إلى تدفق مقترحات بمشروعات تقدر قيمتها بعشرات المليارات من دولارات .وأرسلت بريطانيا 45 ألف جندي للمشاركة في الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة ضد العراق عام 2003 للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين ولكن يتبقى الآن نحو أربعة آلاف جندي بريطاني فقط في مطار قرب مدينة البصرة حيث يدربون القوات العراقية .وأعلنت بريطانيا في أكتوبر تشرين الأول الماضي عزمها خفض عدد قواتها إلى 2500 بحلول إبريل نيسان من العام الحالي لتخفض من مستوى مشاركتها في حرب لا تحظى بشعبية بين كثير من البريطانيين .ولكن الحكومة أرجأت الخطوة بعد أن قاومت ميليشيات شيعية بشدة حملة القمع العسكرية العراقية في البصرة في مارس آذار الماضي .وأشار جوك ستيروب قائد الجيش البريطاني يوم الجمعة الماضي إلى أن الخفض الكبير في القوات في العراق حيث قتل 176 جنديا بريطانيا منذ عام 2003 سيؤجل حتى العام المقبل .وعدم شعبية حرب العراق كان من بين أسباب تنحي توني بلير رئيس الوزراء السابق لبريطانيا عن منصبه في يونيو حزيران من العام الماضي .وتراجع العراق كقضية انتخابية في بريطانيا لكن مستويات التأييد لبراون في استطلاعات الرأي استمرت في التراجع متأثرة بتعثر النمو وارتفاع التضخم .