طغت الاوضاع العربية العامة والعلاقة السورية اللبنانية والملف النووي الايراني، على مواقف أطلقها النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ووزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، بعدما نقل الوزير الفرنسي رسالة من الرئيس جاك شيراك الى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس. وعكست تصريحات الوزيرين توافقا في ملفات عدة، خصوصاً أن الوزير القطري وصف علاقات بلاده بباريس بأنها"وثيقة وخاصة جدا"، مشيرا الى أن المحادثات تناولت العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة والقضية الفلسطينية، لافتا الى أن"المنطقة تمر بوضع خاص جدا". أما الوزير الفرنسي فقال إن"قطر شريك استراتيجي لفرنسا"، مؤكدا التطابق في وجهات النظر بشأن القضايا الاقليمية والدولية التي جرى بحثها. وسألت"الحياة"الوزيرين عن موقف بلديهما مما تردد بشأن عقد مؤتمر اقليمي يضم ايران ودول مجلس التعاون الخليجي لبحث الملف النووي الايراني، فلفت دوست بلازي الى أن"هذا لا يتحقق الا بتكامل مع اصدقائنا في الخليج حسب صيغة وجدول أعمال يتحدد معهم". أما وزير الخارجية القطري فقال إنه"لا مانع لدينا من عقد المؤتمرالاقليمي"، لكنه شدد على ضرورة وجود"وضوح في الرؤية، وما هو المطلوب من المحادثات". وأكد الشيخ حمد في هذا الاطار أن"ايران دولة مهمة في المنطقة، ويجب أن يكون هناك حوار سياسي واقتصادي بين ضفتي الخليج". واتفق الوزيران على أهمية ان تحظى الجهود الديبلوماسية والسياسية بالاولوية في التعامل مع الملف النووي الايراني، وحض دوست بلازي طهران على تحمل مسؤولياتها من خلال التجاوب مع المقترحات التي قدمتها الدول دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا والتي تضمنت جملة من الحوافز، وقال إن ايران ستستفيد منها على نحو ايجابي من خلال حصولها على تكنولوجيا حديثة، خصوصا في ما يتعلق بانتاج الطاقة النووية السلمية. وشدد في هذا الاطار على ضروة ان تقوم ايران بتعليق أنشطتها النووية الحساسة ووقف تخصيب اليورانيوم والتعاون بجدية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورأى ان ذلك من شأنه السماح باستئناف المفاوضات مع الجانب الايراني. وخلص الوزير الفرنسي الى أنه"اذا رفضت ايران العرض فيتعين على مجلس الأمن أن يتصرف". وسألت"الحياة"الوزيرين عن موقف الدوحة وباريس من مدى تنفيذ سورية قرار مجلس الأمن الرقم 1680 فاعلنا تأييدهما القرار الدولي وطالبا بترسيم الحدود بين سورية ولبنان وقيام علاقات ديبلوماسية كاملة وفقا لتعبير الوزيرالفرنسي. وقال الشيخ حمد بن جاسم:"من المهم فصل الموضوع الخاص بالتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريري عن موضوع سورية ولبنان والعلاقات الثنائية بين دمشق وبيروت"، ونبه الى وجود علاقات خاصة وطويلة بين الجانبين، وقال:"نحض الدولتين على أن تكملا ترسيم الحدود والموضوع الديبلوماسي، ونعرف أن الموضوع الديبلوماسي أمر سيادي، والمهم الا يخرج اطار القرار الدولي عن حل القضية الى ادانة طرف او آخر". وسئل الوزير القطري عن موضوع المساعدات الدولية للفلسطينيين في ضوء قرارات الاتحاد الاوروبي بايجاد آلية خاصة بعيدا من الحكومة الفلسطينية، فشدد أولا على ان الحكومة الفلسطينية منتخبة من قبل الشعب الفلسطيني الذي يجب ان تحترم ارادته، ودعا الى الاسراع في تقديم المساعدات في ظل الحاجة الشديدة الى المواد الغذائية والادوية من دون انتظار المناقشات حول هذا الموضوع. ونوه بالموقف الفرنسي في هذا الشأن، وأشار الى أن بلاده قامت بما هو مطلوب منها للجامعة العربية حسب قرار القمة العربية، وأعرب عن اعتقاده بان المساعدات ليست لحركة"حماس"بل للشعب الفلسطيني، واذا اساءت"حماس"استخدامها يكون لكل حادث حديث.