أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس ضرورة تطبيع العلاقات بين لبنان وسورية"بأسرع وقت استناداً الى حد أدنى من الثقة"لتتمكن الحكومة اللبنانية"من العمل بالفعل وتزول تدخلات اجهزة الاستخبارات السورية". وأبدى شيراك الذي تحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عقب جلسة محادثات عقداها في قصر الإليزيه، سروره والملك للحوار الوطني اللبناني الذي قال انه يمثل"تقدماً لا جدال فيه"ورحب بتقدم عمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وقال شيراك ان محادثاته مع الملك عبدالله التي حضرها عن الجانب الأردني وزير الخارجية عبدالإله الخطيب، تناولت ضرورة احترام القرارات الدولية ومنها خصوصاً القرار 1559، وإنشاء ظروف لعلاقات"أكثر طبيعية بين لبنان وسورية". ورداً على سؤال ما اذا كانت فرنسا ستعاود اتصالاتها بسورية في ضوء مضمون التقرير المرحلي لرئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتز، حيا شيراك عمل القاضي البلجيكي وعبّر عن سروره لقبول مجلس الأمن والسلطات اللبنانية فكرة إنشاء محكمة دولية. وأضاف شيراك:"أنا لا أقول ان تقرير براميرتز يشير الى تعاون سوري بل أقول انه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي فعله وأن من الضروري تطبيع العلاقات بين لبنان وسورية بأسرع وقت على اساس حد أدنى من الثقة لتكون الحكومة اللبنانية قادرة على العمل بالفعل وأن تزول تدخلات اجهزة الاستخبارات السورية وتطبق القرارات الدولية ومنها تحديداً القرار 1559". وتابع شيراك:"نحن بعيدون الآن عن ذلك، وأتمنى ان يؤدي الحوار الذي سمح للمرة الأولى للبنانيين بأن يجتمعوا من دون سلطة وصاية اجنبية، إلى ان يتوصلوا تدريجاً الى استعادة وحدتهم الكاملة حول القضايا الأساسية". وعن المساعدات الأوروبية للشعب الفلسطيني، قال شيراك ان لأوروبا موقفاً معروفاً واضحاً مفاده ان أي حكومة فلسطينية بما في ذلك حكومة"حماس"ينبغي ان ترد على ثلاثة متطلبات وهي رفض العنف والاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الدولية. وتابع انه سيكون هناك تعاون يؤدي الى استمرار المساعدات، وپ"اذا تعذر التوصل الى هذه النتيجة فوراً، فعندها ينبغي عدم معاقبة الشعب الفلسطيني، وإيجاد سبيل لمواصلة مساعدته، ولا بد من تحديد افضل الحلول على هذا الصعيد مع الرئيس محمود عباس لكي يستمر الدعم من دون ان يحوّل الى حيث لا ينبغي". وقال الملك عبدالله من جانبه:"نحن في مرحلة ترقب على صعيد مسيرة السلام، فالفلسطينيون يعملون على تشكيل حكومتهم وهناك انتخابات مقبلة في اسرائيل"، داعياً الى التريث لأن غالبية الفلسطينيين والإسرائيليين يريدون السلام ودولتين تتعايشان جنباً الى جنب"فهذا هو المستقبل الوحيد". وكانت المحادثات بين شيراك وعبدالله الثاني تطرقت ايضاً الى الموضوع الإيراني، وأكد شيراك ضرورة اعتماد ايران التعقل في مقابل تلبية حاجتها الى الطاقة بتنفيذ التزاماتها السابقة وعدم المساهمة في انتشار نووي"ليس من مصلحة احد في المنطقة". وبالنسبة الى العراق اشار الملك عبدالله الى ان اوضاعه مصدر قلق بالغ، مؤكداً عزمه على دعم الشعب العراقي لبناء بلد ديموقراطي، مشيراً الى ان الأردن سيستضيف قريباً اجتماعاً للقادة العراقيين. وحول الموضوع العراقي اكد شيراك ضرورة تعزيز مكافحة العنف والإرهاب والتطرف من أين أتى، معتبراً ان هذه"هي المشكلة الأكثر إلحاحاً في عصرنا". وأشاد شيراك بالعلاقات الثنائية الأردنية - الفرنسية التي قال انها"قديمة ومتينة وتغطي كل المجالات"، مؤكداً الرغبة المشتركة في"تعزيز هذا التعاون النموذجي"، مشيداً بمساعي تحديث الدولة الأردنية"المثيرة للإعجاب". ويلتقي الملك عبدالله خلال زيارته باريس برفقة الملكة رانيا رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية جان لوي دوبريه ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان إدوار بالادور.