سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عرض وضع بلاده وخططها مجدداً الالتزام بالمبادرة العربية للسلام . السنيورة أمام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي : لبنان يستحق رئيساً منتخباً وينظر إلى المستقبل
أكد رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة في كلمة لبنان أمام مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي المنعقد في بروكسيل،"ان نجاح لبنان في مسيرته نحو الحرية والاستقرار والديموقراطية والازدهار الاقتصادي سيكون انتصاراً للاعتدال على التطرف وانتصاراً للتسامح على التعصب والكراهية وانتصاراً للحوار على التصادم وانتصاراً للانفتاح على التقوقع والانعزال"، وقال:"لا نريد ان تستسلم منطقتنا العربية لقوى التطرف واليأس". وشرح السنيورة في كلمته التطورات التي يشهدها لبنان على صعيد الحوار الداخلي وتحركه لعقد مؤتمر بيروت ?1، وقال:" طالب اللبنانيون على مدى عام مضى بالتغيير ورفعوا الصوت عالياً ومن دون لبس بحقهم في الاستقلال والحرية والسيادة. واليوم يتطلعون الى رؤية بلادهم تتقدم على طريق تعزيز ما تم إنجازه على اثر الاغتيال المروع للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا سيما بعد تحقيق الانسحاب السوري من لبنان وتشكيل حكومة جديدة بتفويض قوي من مجلس نيابي تم انتخابه ديموقراطياً. ويتطلع أولئك الناس في لبنان الى مستقبل زاهر وديموقراطي يقوم على حكم القانون وان تصميمهم هذا لم تزعزعه سلسلة الاغتيالات والتفجيرات التي شهدها لبنان خلال السنة الماضية والتي هدفت اساساً الى ترويع اللبنانيين". وشدد على ان لبنان لا يزال"امام تحد اساسي لكننا انجزنا حتى الآن خطوات كبيرة. وفي الوقت نفسه، تجري بلورة توافق وطني حول المواضيع السياسية الوطنية الاساسية. وان المبادرة الى إجراء حوار وطني يستند الى ارادة محلية ومن دون تدخل خارجي تعد سابقة في تاريخ لبنان". وشرح النتائج التي توصل اليها الحوار على صعيد"متابعة العملية القضائية الدولية المتصلة بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإعادة بناء العلاقات اللبنانية - السورية على قاعدة عدم التدخل والاحترام المتبادل وفي اتجاه إرساء علاقات ديبلوماسية كاملة بين البلدين، وتحديد الحدود بين لبنان وسورية في منطقة مزارع شبعا، على ان يعهد الى الحكومة مواصلة كل ما هو مطلوب في هذا المجال وفق ما تقتضيه الاممالمتحدة، وذلك لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لتلك الاراضي اللبنانية، ومعالجة مسألة السلاح الفلسطيني في لبنان من خلال الحوار وبعيداً من التصادم، وذلك على قاعدة تأكيد حصرية سلطة الدولة على كل أراضيها". واوضح ان الحوار سيستأنف في الأيام المقبلة ليعالج مسألتين مهمتين متبقيتين: الاولى تتعلق بإيجاد حل لمشكلة التمديد لرئيس الجمهورية، مؤكداً"ان لبنان يستحق بالفعل رئيساً رؤيوياً قادراً على النظر الى المستقبل، ويكون منتخباً بحرية ووفق الدستور ليرافق ويساعد في توجيه هذه الحقبة التاريخية للتغيير والاصلاح في لبنان ويحافظ على الوحدة الوطنية". وأشار الى ان المسألة الثانية التي سيركز عليها الحوار"تتعلق بالتوصل الى توافق وطني حول دور سلاح المقاومة، في اطار بلورة استراتيجية دفاعية للبنان تضمن الدولة من خلالها السلام والاستقرار على كل اراضيها". وقال:"طبعاً، هاتان مسألتان صعبتان، لكن الطريقة البناءة التي يتناول بها الأفرقاء موضوع الحوار تدفعنا الى التفاؤل بإمكان التوصل الى حلول معقولة وممكنة". وانتقل الى الحديث عن مسألة الاصلاح فذكر ب"ان الاتحاد الاوروبي رافق هذه العملية الاصلاحية في لبنان خلال العام المنصرم، وإن دعمكم يبقى أساسياً"، واكد ان الحكومة"احرزت تقدماً كبيراً على طريق تطوير اجندة الاصلاح الاقتصادي والتي تسير في موازاة الاصلاحات الاجتماعية والادارية والسياسية". وقال:"ان برنامج الاصلاح الاقتصادي سيكون نتيجة نقاشات ومساهمات من مختلف الشركاء المحليين، كما أنه سيكون ثمرة التعاون الوثيق مع المؤسسات المالية الدولية. ويهدف هذا البرنامج الى تحقيق الآتي: أولاً: تحرير الاقتصاد اللبناني وتعزيز نموه وإيجاد فرص العمل بما يعزز الاستقرار الاجتماعي ويساهم في ايصال الاقتصاد اللبناني الى تحقيق امكاناته وقدراته التي لم يبلغها في السابق بسبب سوء الادارة والمعوقات السياسية التي كانت تعترض عدداً من القطاعات المهمة. ثانياً: التخفيف من عبء خدمة الدين العام الذي تراكم عبر السنين، وذلك من خلال دعم دولي يضاف الى الجهد والمساهمة المحليين. اننا في صدد الدعوة الى مؤتمر بيروت لدعم لبنان خلال الاشهر القليلة المقبلة، ونأمل ان يدعمنا الاتحاد الاوروبي بما يتلاءم وخطتنا الاصلاحية الطموحة". وأشار السنيورة الى"حدثين مؤسفين شهدناهما خلال الاسابيع المنصرمة يذكران بأهمية قيام حوار صادق وبناء ولا سيما بين الاتحاد الاوروبي والعالم العربي والاسلامي". وقال:"الحدث الاول - والمستنكر في اجزاء منه - كشف كمية الاحباط والاذلال التي يشعر بها العرب والمسلمون. عنيت التظاهرات الغاضبة المستنكرة لرسوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اما الحدث الثاني فتمثل بالهجوم الاسرائيلي على سجن أريحا بعد الانسحاب غير المتوقع للمراقبين الأميركيين والبريطانيين". وقال:"إن أحداث أريحا تأتي لتضيف المزيد من الاذلال المستمر للشعب الفلسطيني والذي يتعرض له العالمان العربي والاسلامي والذي يشكل من دون شك مصدراً اساسياً للتطرف والعنف. إنه من المهم ان نعالج الأسباب الكامنة وراء المشكلة بدل التعامل مع أعراضها ونتائجها". وتابع قائلاً:"لا نزال في لبنان نؤمن بأن مبادرة السلام العربية التي أطلقها ولي العهد السعودي آنذاك الامير عبدالله بن عبد العزيز ونلتزمها والتي تبنتها بالاجماع القمة العربية في بيروت عام 2002، تشكل أرضية حقيقية لسلام دائم في منطقتنا. وإننا على يقين أن الحلول العسكرية والتفوق العسكري لن يوصل احداً الى السلام ولن يعطي امناً حقيقياً لأي بلد من بلداننا بما في ذلك اسرائيل". وأضاف:"ان لبنان كان ولا يزال منارة للتسامح والاعتدال، وهو يستطيع ان يؤدي دوراً اساسياً في حوار وشراكة مفيدين بين المنطقة العربية وأوروبا". لقاء وزير الخارجية الفرنسي والتقى السنيورة في مقر مجلس الاتحاد الاوروبي، وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في حضور الوزيرين فوزي صلوخ وسامي حداد. وقال دوست بلازي:"كنت سعيداً جداً للقاء الرئيس السنيورة لأنه صديق ولبنان بلد صديق، ولأن رئيسنا جاك شيراك كما تعلمون، يدعم ويساعد ويحب لبنان. وتحدثنا في مواضيع مهمة ولا سيما الاصلاحات الكبرى التي تحصل اليوم في لبنان من خلال اتفاق التعاون او الشراكة بين لبنان والاتحاد الاوروبي وهو الآن قيد التنفيذ". واذا كان هذا التعاون سيترجم من خلال عقد مؤتمر بيروت - 1، قال:"طبعاً، نحن نريد ان يعقد، فالمجتمع الدولي يلتفت الى لبنان وسيعقد المؤتمر لدعم الاصلاحات ومساعدة هذا البلد الجميل". وعن تقويمه لنتائج الحوار، قال:"نقدر الطريقة التي جرى فيها ونرحب بهذه النتائج الايجابية، ونأمل ان تكون المناقشات المقبلة جيدة لمصلحة لبنان". وعما اذا بحث مع السنيورة في النقطتين الساخنتين المتبقيتين في الحوار لا سيما سلاح"حزب الله"ورئاسة الجمهورية، قال:"تطرقنا الى هذه الامور ولكن تتفهمون اهمية سرية هذا اللقاء، ولكن المهم اليوم في الواقع هو ان يتمكن لبنان من اجراء الاصلاحات الاقتصادية وان يعم الاستقرار في المنطقة، وان تحترم سيادة لبنان من قبل الجميع، وان يقوم مسار سياسي يسهل تحقيق هذه الاصلاحات، لانه من دون تحقيق الاصلاحات الاقتصادية لا يمكن للبنان ان يلقى المساعدة الدولية، ولا يمكن ان تتحقق الاصلاحات الا من خلال رئيس الوزراء الذي يهيئ نوعاً ما اطاراً سياسياً يسمح بتحقيقها". وعن اتهام الرئيس اميل لحود لفرنسا مرة اخرى بالتدخل في شؤون لبنان، قال:"ليس لفرنسا اي اجندة مخفية، فهي الى جانب المجتمع الدولي وتحديداً مجلس الامن الدولي الذي اقر وباجماع قراراً بكل مسؤولية ودعم لجنة التحقيق الدولية التي يترأسها المحقق سيرج براميرتز بعد القاضي ديتليف ميليس، والذي وضع تقريره الاول، وهذه مرحلة اولى فالتحقيق متواصل ومن المهم جداً بالنسبة الينا ان نعرف ماذا حصل في اغتيال الرئيس الحريري، ومن المهم جداً ايضاً ان نعرف ان العدالة اخذت مجراها، والمجتمع الدولي لا يمكن ان يقبل فكرة ان مجلس الامن لا يتابع عمل المحقق براميرتز، وفرنسا بالتحديد تعلق اهمية على ذلك".