اعرب الاتحاد الافريقي عن"بالغ أسفه"امس بعدما رفض فصيلان متمردان في دارفور الانضمام الى اتفاق سلام بين الحكومة السودانية و"حركة تحرير السودان"، جناح مني أركو ميناوي، بعد انتهاء المهلة الممنوحة لهما، وتوعد الاتحاد الجناح الآخر في"حركة تحرير السودان"بقيادة عبدالواحد محمد نور و"حركة العدل والمساواة"بعقوبات و"اجراءات تأديبية". وقال رئيس المفوضية الافريقية الفا عمر كوناري، في بيان امس وزعته البعثة الافريقية في الخرطوم: اعلن"ببالغ الاسف"فشل المساعي التي بُذلت في اللحظات الاخيرة لإقناع الفصيلين بتوقيع الاتفاق. واضاف البيان ان مجلس السلم والامن، التابع للاتحاد، سيُحدد اجراءات عقابية ضد الفصيلين اللذين يقولان ان الاتفاق الذي وقع في ايار"مايو"جائر"لا يلبي مطالبهما الاساسية". وعبر الاتحاد الافريقي عن"القلق من تدهور الوضع الامني في دارفور"خصوصاً في الاسابيع القليلة الماضية. واضاف البيان"لن نتغاضى عن انتهاكات وقف اطلاق النار في المستقبل". وطالب قوة الاتحاد الافريقي المنتشرة في دارفور بان تكون اكثر نشاطاً في الدفاع عن نفسها وحماية المدنيين. ومن المنتظر ان يجري النائب الأول للرئيس السودانى سلفاكير ميارديت محادثات فى مدينة ياي، جنوب السودان اليوم، مع مني أركو مناوي وعبدالواحد نور في خطوة نادرة لردم الهوة بينهما، ودفع الثاني الى التوقيع على اتفاق ابوجا. واعلن نور، من نيروبي امس،"أنا ذاهب لمقابلة سلفاكير لاستمع إليه وأتمنى التوصل الى إضافة تحوي مطالبنا ليتحقق السلام الشامل والعادل في دارفور". واتهم نور حزب المؤتمر الوطني الحاكم ب"الاستهتار بحقوق أهل دارفور"وقال"إن ذلك ينذر بانفجار السودان". وعن انقضاء مهلة مجلس السلم والأمن الافريقي التي انتهت منتصف ليل الاربعاء قال"لا نعرف مواعيد وأن مواقفنا ثابتة وفي غاية الوضوح... لن نوقع إلا بإضافة ملحق مهما كانت النتائج.. ومهما كانت الظروف ونحن مفوضون لنأتي بالحقوق وليس التنازل عنها وهذه الحقوق ليست مضمنة بالاتفاق". وعن المطالب الملحة، التي يتمسك بها، قال عبدالواحد"نريد أن نضمن ضم قوات"حركة جيش تحرير السودان"في وحدة مشتركة مع الجيش وتأمين عودة النازحين إلى قراهم ونزع سلاح"الجنجاويد"والفصائل المسلحة الأخرى لأن هناك من يخشى أن يكون الفاعل الآن المفعول به غداً كما نطالب بمشاركة كل شعب دارفور في السلطة وهو شيء غير موجود بالاتفاق الى جانب إلغاء الحكومات الحالية في ولايات دارفور وتشكيل حكومة يكون حزب المؤتمر الوطني أقلية فيها". من جانبه قال رئيس"حركة العدل والمساواة"الدكتور خليل ابراهيم، عبر الهاتف، لندوة طلاب دارفور في جامعة النيلين في الخرطوم امس، انه لن يوقع اتفاق السلام، الذي وصفه ب"الهزيل". وتابع" لن اوقع مهزلة ابوجا مهما كانت الظروف". وذكرت تقارير في الخرطوم ان"رافضى اتفاق ابوجا يجرون اتصالات مع جهات اميركية واوروبية لاقناعها بتأسيس منبر تفاوضي جديد لقضية دارفور في اوروبا من خلال مبادرة سلوفينيا لاعتقادهم ان الاتحاد الافريقي فشل في اقناع اطراف الازمة باتفاق عادل يلبي مطالب اهل الاقليم. ومن المنتظر أن تصل اليوم إلى السودان بعثة التقويم المشتركة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للبحث في احتياجات نقل تفويض القوة الأفريقية في دارفور إلى المنظمة الدولية. كما يبدأ وفد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الاثنين المقبل زيارة إلى السودان تستمر 10 أيام يتفقد خلالها الأوضاع في مخيمات النازحين فى دارفور وشرق تشاد، وسيسعى الوفد لإقناع الخرطوم بضرورة السماح بنشر القوات الدولية في أقرب وقت.