انتقد مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك، أمس، في شدة قادة"حركة العدل والمساواة"و"حركة تحرير السوادن"- جناح عبدالواحد محمد نور لرفضهم توقيع اتفاق السلام في دارفور، ووصفهم ب"الجبناء"، قائلاً انهم لا يملكون ارادتهم. وأمهلهم حتى الاثنين المقبل للتوقيع، محذراً من انهم سيواجهون عقوبات دولية إذا امتنعوا عن ذلك. فيما أجبر متظاهرون مساعد الأمين العام للأمم للشؤون الإنسانية يان إيغلاند وموظفي الاغاثة على مغادرة مخيم للنازحين في ولاية جنوب دارفور بعدما قتلوا مترجماً سودانياً. وطالب المتظاهرون بنشر قوات دولية لحمايتهم من ميليشيات"الجنجاويد". وأكد برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم ان اتفاق السلام في دارفور الذي وقعته الحكومة السودانية و"حركة تحرير السودان"برئاسة مني أركو ميناوي الجمعة في أبوجا، هو اتفاق نهائي ولن يعدل ولن يفتح النقاش فيه أبداً، ووصفه بأنه"سلام شجعان"، واعتبره اتفاقاً عادلاً وشاملاً ويلبي تطلعات أهل دارفور ويحمل ضمانات كافية ويحظى بدعم الأممالمتحدة. وذكر برونك ان قادة الحركتين اللتين لم توقعا الاتفاق أمامهم فرصة للتوقيع تنتهي في 15 ايار مايو الجاري، وهي المهلة التي حددها الإتحاد الأفريقي، وإلا فإن مجلس الأمن يمكن ان يطبق عليهم قراره الرقم 1591 الذي ينص على فرض عقوبات على معرقلي سلام دارفور، وهي عقوبات تشمل تجميد أرصدتهم المالية وتقييد تحركاتهم ومنعهم من السفر واعتبارهم مجرمي حرب، لافتاً الى أن محمد نور ورئيس"حركة العدل والمساواة"خليل إبراهيم أكثر القادة سفراً الى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وبقية الدول الغربية. وكشف برونك عن تضمين ملحق باتفاق أبوجا يجري التفاوض في شأنه بين طرفي الاتفاق لتعويض المتضررين من حرب دارفور، موضحاً ان الحكومة تعهدت دفع التزامها 300 مليون دولار. ودعا الى تطبيق اتفاق السلام على الأرض لوقف نزيف الدم. وتوقع ان تقع معارك جانبية بين ميليشيات"الجنجاويد"والقوات التشادية، وشدد على ضرورة نزع سلاح المليشيات مؤكداً ان الأممالمتحدة ستساعد الحكومة في ذلك. وأفاد انه سيتوجه الى دارفور خلال أيام لإقناع القادة الميدانيين لمجموعة عبدالواحد محمد نور بالانضمام الى السلام. وأضاف برونك إن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيعقد اجتماعاً الإثنين المقبل في أديس أبابا للاستماع الى كبير مفاوضي الإتحاد الأفريقي في محادثات سلام دارفور سالم أحمد سالم والنظر في توسيع مهمة قوات الاتحاد الأفريقي المنتشرة في دارفور. ودعا الاتحاد الأفريقي الى تعديل تفويض بعثته في الإقليم إذا أراد النجاح في مراقبة اتفاق أبوجا، مشيراً الى انه في انتظار رد رسمي من الحكومة السودانية في شأن نشر قوات دولية في الاقليم الى جانب القوات الأفريقية. وفي السياق ذاته، أجبر متظاهرون مساعد الأمين العام للأمم للشؤون الإنسانية يان إيغلاند وموظفي الإغاثة على مغادرة مخيم"كلمة"للنازحين في ولاية جنوب دارفور أمس. وطالب المتظاهرون بنشر قوات دولية لحمايتهم من ميليشيات"الجنجاويد"المتحالفة مع الخرطوم والمتهمة بارتكاب فظائع في الإقليم. وقال إيغلاند بعد مغادرته معسكر كلمة ان النازحين الغاضبين اجتاحوا مركزاً للشرطة تابعاً للإتحاد الأفريقي في المعسكر وقتلوا أحد المترجمين السودانيين. وأضاف رويترز للصحافيين:"بعدما غادرنا المعسكر تعرض مخفر الشرطة المدنية التابع للاتحاد الأفريقي للاجتياح وقُتل أحد أفراد القوة. كان مترجماً سودانياً". واندلع العنف عندما صرخت نازحة متهمة أحد عمال الإغاثة بأنه عضو في"الجنجاويد"، فما كان من الحشد إلا أن هاجم سيارة للأمم المتحدة بالفؤوس والحجارة محطماً نوافذها. وحاول رجل طعن عامل الإغاثة السوداني الذي يعمل لدى منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية والذي ضُرب وهو يدخل السيارة، في حين سعى آخرون الى إبعاد الجموع الغاضبة. وخرجت تظاهرات في مناطق عدة في دارفور منذ الجمعة، لكن المواطنين منقسمون ازاء اتفاق ابوجا. فبينما يسانده أنصار الحكومة، يعتبره النازحون وقطاع آخر من سكان الإقليم انه لا يلبي طموحاتهم. وقال إيغلاند ان العنف ضد قوات الإتحاد الأفريقي تكرر في مخيمات أخرى في غرب دارفور أمس، وحض على الهدوء قائلا ان على الناس أن يدركوا ان قوات الاتحاد وقوامها سبعة آلاف جندي جاءت لتساعدهم. لكن سكان مخيم كلمة القريب من نيالا، ثاني أكبر مدن الإقليم، يخشون ألا يكون اتفاق السلام الذي وقع في أبوجا كافياً لضمان سلامتهم. وردد الالوف من سكان المخيم هتافات ترحب بالحماية الدولية وأحاطوا بإيغلاند يحملون لافتات كتب عليها"كفى معاناة لشعب دارفور". الى ذلك، اعلنت الحكومة السودانية، أمس، ان قوات تشادية مدعومة بعناصر من ممتمردي دارفور الرافضين لاتفاق أبوجا هاجمت منطقة تلتل قرب بيضا في ولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود التشادية، مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة آخرين، بينما تكبدت القوات المهاجمة 13 قتيلاً قبل انسحابها من المنطقة. ونقل مركز إعلامي حكومي ان القوات التشادية المهاجمة والمدعومة ببعض عناصر متمردي دارفور هاجمت المنطقة بدبابتين ورتل من العربات ذات الدفع الرباعي المحملة برشاشات"الدوشكا"، معتبراً الاعتداء خرقاً واستهدافاً واضحاً لما تم الاتفاق عليه في أبوجا اخيراً. وأضاف ان النظام التشادي فقد الأمل في الدعم الذي كانت تقدمه حركات دارفور المتمردة في مواجهة النشاط العسكري المتصاعد من قبل الفصائل التشادية المعارضة، مشيراً الى ان هذا يعكس مدى يأس الذين نفذوا هذا الهجوم من الوحدات التشادية النظامية والمعارضين لاتفاق أبوجا انتقاماً من"حركة تحرير السودان"جناح مناوي التي وقعت مع الحكومة السودانية اتفاق السلام.