جنيف - رويترز - أعلن مصدر من الأممالمتحدة في ليبيا أمس أن المجلس الوطني الانتقالي هناك طلب من المنظمة الدولية الحصول على وقود لسيارات الإسعاف لإجلاء الجرحى من مدينة سرت المحاصرة. وقال المصدر الموجود في طرابلس، إن مدنيين كانوا يفرون من المدينة الساحلية التي يسيطر على بعض مناطقها مقاتلون موالون للديكتاتور المخلوع معمر القذافي قبيل الفجر عندما بدأت القوات الموالية للقذافي في حراسة نقاط التفتيش. وأشار إلى أن الأممالمتحدة ترسل صهاريج من مياه الشرب النظيفة بسبب زيادة تدفق المدنيين ممن اكتظت بهم السيارات في الطريق من سرت باتجاه بنغازي غرباً أو مصراتة شرقاً. لكن القتال المحيط بالمدينة، وهي مسقط رأس القذافي، واستمرار زعزعة الأمن حول منطقة بني وليد وهي المعقل الوحيد الآخر للموالين للقذافي، منع الأممالمتحدة من إرسال عمال الإغاثة إليهما. وأضاف: «هناك مكانان نريد حقاً الدخول إليهما هما سرت وبني وليد بسبب القلق من أثر الصراع على المدنيين». وتابع أن لدى الأممالمتحدة مخزونات من الغذاء والماء في كل من بنغازي ومصراتة للنازحين الجدد، لكن قرى ومجالس محلية موجودة في الطريق تأخذ الكثير منها. وقال: «نعلم أن هناك معارك مستعرة ونريد الدخول إلى سرت، لكن ما من أحد تمكن من دخول المدينة... سمعنا أن هناك الكثير من القتلى والجرحى الذين يرسلون في اتجاه مصراتة». وأشار إلى أن الأممالمتحدة تلقت «طلباً بالحصول على وقود لسيارات الإسعاف من المجلس الوطني الانتقالي لنقل الجرحى من خطوط الجبهة غرباً. هذا يعطي مؤشراً على أن الإمدادات ربما لا تكون تصل في شكل فعال كما يرغبون وأننا نحتاج إلى التدخل لندعمهم». وذكر أن مسؤولي الأممالمتحدة ليس لديهم اتصال مباشر بالقوات الموالية للقذافي المتحصنة في سرت حيث يتبادل الجانبان الاتهامات بقطع الماء والكهرباء. ولفت إلى أن «تقارير وردت لدينا قبل يومين عن أن ما يصل إلى 250 سيارة يومياً تتجه غرباً في الصباح الباكر قبل أن تبدأ القوات الموالية للقذافي في حراسة نقاط التفتيش». وأعلنت هيئات إغاثة رئيسية أول من أمس أن آلاف المدنيين يخرجون من البلدة المحاصرة التي تشرف على أن تصبح كارثة إنسانية وسط ارتفاع أعداد القتلى وتقلص إمدادات المياه والكهرباء والغذاء. وأكد المصدر أن الأممالمتحدة «تركز أساساً على النازحين لأن قدرتنا ليست قوية للغاية. التحدي الرئيس هو معرفة أماكنهم وأعدادهم وحاجاتهم». وتابع أنه في الأسبوع الماضي وردت إلى الأممالمتحدة تقارير عن أن ما يصل إلى 35 ألف شخص فروا من بني وليد، أي نحو نصف السكان. وقال: «لا يمكننا الوصول إلى هذين المكانين (سرت وبني وليد)... إنهما خارج نطاق المناطق التي صدرت لنا موافقة أمنية لدخولها... أنهما منطقتان غير آمنتين، كما أننا لدينا قلق إزاء سبها لكننا نحتاج فريقاً إضافياً. نتمنى الوصول إلى هناك في وقت ما من الأسبوع المقبل».