خوض قوات المجلس الانتقالي الليبي معارك شرسة في طريقها إلى وسط مدينة سرت أحد معقلين متبقيين للقوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وارتفعت أعمدة الدخان من المدينه بعد ما شنت قوات المجلس هجوما بالدبابات وقذائف الهاون وخاضت معارك شوارع حتى وصلت إلى مركز واغادوغو للمؤتمرات الذي يتحصن داخله قوات القذافي. وقال أطباء ليبيون إن المعارك أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة 190 آخرين حتى الآن فيما فر آلاف السكان من المدينة وبقى البعض الآخر. وتبادل طرفا القتال القصف بالصواريخ وقذائف الهاون خلال الهجوم الذي وصفته قوات المجلس الانتقالي ب" الهجوم الأخير والأوسع". وتأتي معارك سرت بعد حوالي شهرين من سقوط معظم الأراضي الليبية في أيدي قوات المجلس الانتقالي والإطاحة بالعقيد معمر القذافي. اعرض الملف في مشغل آخر ويقول مراسل بي بي سي في سرت جوناثان هيد إن المجلس الانتقالي لا يستطيع التفكير في المستقبل إلا بعد سقوط المدينة في أيدي قواته. مركز واغادوغو وتدفقت قوات المجلس الانتقالي من مصراته في الغرب وبنغازي في الشرق للمشاركة في الهجوم على سرت. وقد ركزت قوات المجلس قصفها على مركز واغادوغو للمؤتمرات الذي يعتقد أن العديد من الموالين للقذافي قد تجمعوا بداخله. وواجهت هذه القوات مقاومة شرسة من قبل قوات القذافي التي استخدمت القذائف ونيران القناصة لوقف تدفق قوات المجلس. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن فيصل عسكر أحد المشاركين في الهجوم قوله " لقد دخلنا إلى مركز واغادوغو ولكن تراجعنا تحت نيران القناصة وقذائف ار بي جي التي استخدمتها قوات القذافي المتحصنة هناك". في غضون ذلك دعا ايان مارتن مبعوث الاممالمتحدة الخاص لليبيا طرفي القتال باحترام حقوق الإنسان كما دعا قوات المجلس الانتقالي بتجنب العمال الانتقامية. وقال مارتن " الثورة الليبية تقوم على أساس مطلب حقوق الانسان والكرامة. أناشد الجميع احترام النداءات التي يوجهها (المجلس الوطني الانتقالي) بانه يتعين عدم القيام باي اعمال انتقامية حتى ضد المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة الذين ينبغي اعتقالهم لتقديمهم الى العدالة بموجب الاجراءات القانونية اللازمة". نقاط تفتيش من ناحية أخرى، شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل أعداد كبيرة من موقع المعارك إلى مستشفى ميداني غرب سرت. ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن الطبيب احمد محمد طنطون قوله " نتلقى مصابين كثيرين تعرضوا لطلقات نيران قناصة ومعظم الإصابات كانت في الرأس والعنق والصدر". واصطفت عشرات السيارات التي تحمل على متنها السكان الفارين من المدينة أمام نقاط تفتيش أقامتها قوات المجلس الانتقالي. وتتزايد المخاوف بشأن آلاف من المدنيين مازالوا داخل المدينة ولم يتركوها خوفا من قوات المجلس الانتقالي بعد أن حذرتهم قوات القذافي أنها ستقتلهم إذا استسلموا وتركوا المدينة. وكانت المفاوضات بين قوات المجلس الانتقالي والقوات الموالية للقذافي لتسليم سرت قد فشلت. خريطة سيرت