يواجه الثوار الليبيون مقاومة شرسة من القوات الموالية للقذافي في بني وليد وسرت لكنها في المقابل تواصل مطاردة المقربين من الزعيم الليبي الفار، خصوصا مع التقدم رسميا بطلب اعتقال أحد أبنائه بعد أن لجأ إلى النيجر. وبعد أكثر من شهر على دخولها طرابلس تواجه قوات المجلس الوطني الانتقالي منذ أيام مقاومة شرسة في هاتين المدينتين. وقد يكون اثنان من أبناء القذافي في هاتين المدينتين. وقال المتحدث باسم "وزارة" الدفاع في المجلس الوطني أحمد باني "المعلومات الأكيدة وما نعرفه هو أن سيف الإسلام في بني وليد وشقيقه معتصم في سرت". ودارت معارك ضارية مساء أول من أمس في سرت، وصباح أمس قال مراسل كان على بعد كلم من خط الجبهة في الجهة الشرقية من المدينة إن رشقات متقطعة من رشاشات ثقيلة كانت تسمع. وسيطر الثوار بالكامل على مطار المدينة. وفي الإطار نفسه قال مصدر من الأممالمتحدة في ليبيا إن المجلس الوطني الانتقالي طلب من المنظمة الدولية الحصول على وقود لسيارات الإسعاف لإجلاء الجرحى من مدينة سرت المحاصرة. وأضاف أن مدنيين كانوا يفرون من المدينة الساحلية التي يسيطر على بعض مناطقها مقاتلون موالون للزعيم المخلوع معمر القذافي قبيل الفجر عندما بدأت القوات الموالية للقذافي في حراسة نقاط التفتيش. وتابع أن الأممالمتحدة ترسل صهاريج من مياه الشرب النظيفة بسبب زيادة تدفق المدنيين ممن اكتظت بهم السيارات في الطريق القادم من سرت في اتجاه بنغازي غربا أو مصراتة شرقا. وقال المصدر "هناك مكانان نريد حقا الدخول إليهما هما سرت وبني وليد بسبب القلق من أثر الصراع على المدنيين". وتابع أن لدى الأممالمتحدة مخزونات من الغذاء والماء في كل من بنغازي ومصراتة للنازحين الجدد لكن قرى ومجالس محلية موجودة في الطريق تأخذ الكثير منها. وقال "نعلم أن هناك معارك مستعرة ونريد الدخول إلى سرت، لكن ما من أحد تمكن من دخول المدينة... سمعنا أن هناك الكثير من القتلى والجرحى الذين يرسلون في اتجاه مصراتة". وأضاف "تلقينا طلبا بالحصول على وقود لسيارات الإسعاف من المجلس الانتقالي لنقل الجرحى من خطوط الجبهة غربا. هذا يعطي مؤشرا على أن الإمدادات ربما لا تكون تصل بشكل فعال كما يرغبون وأننا نحتاج إلى التدخل لندعمهم." وذكر أن مسؤولي الأممالمتحدة ليس لديهم اتصال مباشر بالقوات الموالية للقذافي المتحصنة في سرت، حيث يتبادل الجانبان الاتهامات بقطع الماء والكهرباء. وأضاف "وردت لدينا تقارير قبل يومين عن أن ما يصل إلى 250 سيارة يوميا تتجه غربا في الصباح الباكر قبل أن تبدأ القوات الموالية للقذافي في حراسة نقاط التفتيش". وفي موازاة المعارك، تواصل السلطات الجديدة ملاحقة مقربين من القذافي، حيث أصدرت شرطة الإنتربول للمرة الأولى "مذكرة حمراء" بناء على طلب المجلس الوطني لتوقيف الساعدي القذافي الذي لجأ إلى النيجر في 11 سبتمبر. وقال بيان صدر عن مقر الإنتربول في ليون بفرنسا إن "الإنتربول أكد المعلومات التي أفادت أن الساعدي القذافي شوهد آخر مرة في النيجر، وهذه المذكرة الحمراء تشكل تنبيها إقليميا ودوليا للدول المجاورة لليبيا وللنيجر بالمساعدة على تحديد مكان وتوقيف الساعدي القذافي". والساعدي القذافي ملاحق من قبل السلطات الليبية الجديدة التي تتهمه ب"الاستيلاء على أملاك بالقوة والترهيب حين كان يتولى رئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم". وذكر الإنتربول أنه "بصفته قائدا للوحدات العسكرية التي يحتمل أنها كانت ضالعة في قمع تظاهرات المدنيين خلال الانتفاضة الليبية، يخضع الساعدي القذافي أيضا لحظر سفر وتجميد أملاكه بأمر من الأممالمتحدة في مارس".