أجرى الرئيس المصري حسنى مبارك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس صباح أمس السبت محادثات في مقر رئاسة الجمهورية المصرية في القاهرة, في ما يعقد مبارك محادثات قمة مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم الأحد في منتجع شرم الشيخ, وقمة ثالثة بعد غد الثلثاء مع الرئيس السوري بشار الأسد. وتناولت محادثات مبارك وعباس أمس الجهود المبذولة لدعم الحوار الفلسطيني والتنسيق بين السلطة والحكومة بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني. وحضر المحادثات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ومن الجانب الفلسطيني رئيس دائرة شؤون المفاوضات صائب عريقات والسفير منذر الدجاني سفير السلطة الفلسطينية في القاهرة ونبيل أبوردينة مستشار الرئيس الفلسطيني. ووصف عباس عقب اللقاء الآلية التي وضعتها اللجنة الرباعية لتحويل المساعدات الى الفلسطينيين من دون المرور عبر الحكومة التي شكلتها"حماس"بأنها"خطوة الى الامام لكنها غير كافية"وقال إنها"لم تعتمد بعد"، معرباً عن اعتقاده بأن المساعدات"يجب ان تصل عبر الحكومة لأن دور الحكومة, الغاء لدور السلطة". وأكد أنه لم يستشر في هذه الآلية وقال:"لم يستشرنا احد، ولكن نحن سنطالب بأن تكون افضل". ورد عباس على اتهامات أوروبية بتهريب أموال مع مسؤولين عبر معبر رفح وقال"إن القانون الفلسطيني لا يمنع ادخال الاموال من خلال المعبر وبالتالي فهي ليست مسألة تهريب, اذ يجري تسجيل هذه الاموال وتذهب الى وزارة المال". وأوضح عباس أنه يحاول علاج المسألة خشية الوصول"إلى مرحلة تجعل الأوروبيين يغادرون المعبر وهو ما لا نريده". وأكد عباس بعد محادثاته مع مبارك ان حركة"حماس"ملتزمة بالهدنة في العمليات العسكرية ضد اهداف اسرائيلية معتبرا اطلاق صواريخ"قسام"الاسبوع الماضي على شمال اسرائيل"خروقات صغيرة". وقال عباس رداً على سؤال حول تراجع"حماس"عن الهدنة بعد مقتل اكثر من عشرين مدنيا فلسطينيا قبل اسبوع في قصف اسرائيلي على غزة:"معلوماتي الرسمية والواقعية ان حماس لم تخرق الهدنة. ربما حصلت بعض الخروقات الصغيرة نتيجة - وربما تكون لها عندهم مبررات - لقتل العائلة على شاطئ غزة، لكن هم كما اعرف ملتزمون بهذا وسنستمر في دعم الهدنة مع كل الاطراف". واضاف:"هذه الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة يجب ان تتوقف سواء في الضفة او غزة وعلينا ان نسحب كل ذريعة يمكن ان يتذرعوا بها من اجل ان يضربوا شعبنا ويعتدوا عليه. قلنا موضوع الصواريخ وغير الصواريخ يجب ان يتوقف حتى نستطيع ان نعيش حياة طبيعية". ورداً على سؤال عن الاستفتاء على وثيقة الأسرى، قال عباس إن الاستفتاء ليس تهديداً ويجب ألا يعطي أحداً مبرراً للاقتتال الداخلي. وصرح السفير سليمان عواد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عباس عبر خلال المحادثات عن شكره وشكر السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لمصر والرئيس مبارك على المساعدات التي امر الرئيس مبارك بإرسالها الى الشعب الفلسطيني. وقال عواد ان الرئيس الفلسطيني ذكر ان لقاء الرئيس مبارك مع رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت اخيراً في شرم الشيخ ادى الى انفراج الموقف وتسهيل عبور 24 ناقلة مصرية تحمل مساعدات طبية من الهلال الاحمر المصري ووزارة الصحة الى الاراضي الفلسطينية وان هناك 30 ناقلة تحمل مواد غذائية في طريقها للعبور. واضاف المتحدث الرسمي ان الرئيس مبارك اكد التزام مصر وتأييدها واستمرار دعمها للقضية الفلسطينية وتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة، وأشار عواد الى ان عباس استعرض مع الرئيس مبارك التصعيد الراهن من جانب اسرائيل والحوار الجاري حالياً في غزة بين الفصائل الفلسطينية، واعرب عباس عن أمله بأن يخلص هذا الحوار الى ما يتفق مع الشرعية الدولية والعربية ويتمسك بالثوابت الفلسطينية ويبرهن للعالم ان هناك شريكاً فلسطينياً قادراً على العودة مع اسرائيل الى طاولة المفاوضات. وقال السفير عواد ان الرئيس مبارك اعرب عن تطلعه لنجاح الحوار الفلسطيني الجاري حالياً في غزة وعن التهدئة من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بما يمهد لفتح الباب للعودة الى طاولة المفاوضات، مشيراً الى ما ذكره خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس وزراء اسرائيل أولمرت من أن التسوية السياسية المتفاوض عليها هي السبيل الى التوصل الى سلام عادل ودائم وشامل بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يفتح الباب لتحريك عملية السلام على باقي مساراتها. ووصل الرئيس الفلسطيني امس الى الاردن، وقال في مؤتمر صحافي عقده في مطار عمان رداً على سؤال عن الاسلحة التي قالت مصادر اسرائيلية ان السلطة زودت بها اخيراً:"لدينا اجهزة امنية كثيرة وهي بحاجة بين الحين والاخر الى سلاح لكن اقول بصراحة الى الآن لم نستلم ولم نأخذ شيئا". واكد عباس تقديره للالية الدولية لدعم الفلسطينيين وقال:"يجب ان ينتهي الامر بأن تأتي المساعدات عبر الحكومة الفلسطينية وينتهي الحصار وتأتي الاموال كما كانت في السابق".