عقدت اللجنة العليا المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني اجتماعاً لها في رام الله مساء أمس برئاسة الرئيس محمود عباس، في وقت أُعلن ان الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت سيلتقيان في شرم الشيخ الاحد المقبل. وفيما قالت الرئاسة المصرية ان مبارك سيطرح على أولمرت خطة لتحويل الاموال الى السلطة الفلسطينية ولاستئناف المفاوضات، قالت اوساط قريبة من أولمرت انه سيطلب من مبارك مواصلة الوساطة المصرية بين الفصائل الفلسطينية لمنع التصعيد، إضافة الى الضغط على"حماس"للاعتراف باسرائيل، كما سيعرض عليه"خطة التجميع"لتحديد مستقبل الضفة الغربية. راجع ص 5 وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد ان المحادثات بين مبارك واولمرت ستتناول الوضع على الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية واستكشاف طرق تحريك جهود السلام، مشيرا الى أن المحادثات ستمهد لعقد قمة ثلاثية يحضرها الرئيس عباس على غرار قمة شرم الشيخ بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون في شباط فبراير العام الماضي. وأوضحت مصادر سياسية في القاهرة ل"الحياة"أن مبارك سيعرض على أولمرت خطة من محورين: الأول تحويل الأموال المستحقة للسلطة والسماح للأموال العربية والدولية بالوصول للسلطة الفلسطينية، اذ يرى مبارك أن تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين سيكون له مردود ايجابي على عملية السلام. أما المحور الثاني فهو سياسي اذ سيطلب مبارك من أولمرت التفاوض مباشرة مع الرئيس عباس وإعلان استئناف المفاوضات من خلال لقاء ثلاثي في منتجع شرم الشيخ. وتقول المصادر إنه حسب النظام الأساسي للسلطة، فإن السياسة الخارجية منوطة بالسلطة وليس بالحكومة، ما يعطي الفرصة للبدء بالمفاوضات من دون انتظار موافقة حكومة"حماس"على الالتزامات الدولية التي سبق أن وقعتها السلطة. وكان مبارك أبلغ أعضاء الوفد الإسرائيلي الذين التقاهم على هامش المنتدى الاقتصادي في شرم الشيخ الأسبوع الماضي أهمية تحريك عملية السلام وعدم الاندفاع في إجراءات أحادية يكون من شأنها تعقيد المواقف. وفي اسرائيل، قالت أوساط قريبة من اولمرت انه سيطلب من الرئيس المصري ان تواصل مصر لعب دور الوساطة بين الفصائل الفلسطينية لمنع تصعيد الأوضاع في قطاع غزةوالضفة الغربية، كما سيطلب ان تمارس مصر نفوذها على قادة"حماس"لتقبل بالشروط الاسرائيلية - الدولية: الاعتراف باسرائيل ونبذ الارهاب واحترام الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل. وكتب المعلق العسكري في صحيفة"هآرتس"آلوف بن ان اولمرت سيعرض على الرئيس المصري خطته المذكورة لترسيم الحدود، مشيراً الى ان الجانبين على اتصال هاتفي متواصل، والى ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التقت الرئيس المصري مرتين منذ تسلمها منصبها قبل اربعة شهور.