آثرت حركة "حماس" عدم الاشارة الى اي نقطة ايجابية في خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي اعلن فيه استعداده للانسحاب من "الكثير من الاراضي الفلسطينية"، في حين رأت "فتح" ان هناك "ايجابيات في العموم"، واكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الفلسطينيين على"استعداد كامل"للتفاوض على تسوية سلمية مع اسرائيل. وكان اولمرت صرح امس بأن اسرائيل ستنسحب من الكثير من الاراضي الفلسطينية في مقابل السلام، مبدياً استعداده ايضا لإطلاق العديد من المعتقلين الفلسطينيين والافراج عن اموال فلسطينية مجمدة في مقابل الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت. وقال الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم:"دعونا نرى افعالا ولا نسمع اقولا فقط"، مضيفا:"جاء اولمرت ليخاطب الرأي العام العالمي بعد الانتقادات التي تعرضت لها اسرائيل عقب مجزرة بيت حانون وعقب ظهور مبادرات دولية مثل المبادرة الفرنسية - الاسبانية - الايطالية". ورأى الناطق باسم"فتح"احمد عبد الرحمن ان"من المبكر القول ان كلمات اولمرت تحمل تغييرا على الارض، لكنه يحمل مبادرة". واضاف:"خطاب اولمرت كان ايجابيا عموما، اذ تحدث عن انسحاب واطلاق اسرى، لكنه لم يكن محددا في الارض التي سينسحب منها والاسرى الذين سيطلقهم". من جانبه، قال عريقات لوكالة"فرانس برس":"هناك استعداد فلسطيني كامل لبدء مفاوضات الوضع النهائي على اساس خطة خريطة الطريق وصولا لانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية وفق رؤية الرئيس جورج بوش لإقامة دولتين لشعبين". وشدد على انه"من الضروري ان تبحث هذه المفاوضات قضايا الوضع النهائي مثل مواضيع الحدود والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات". واضاف:"اذا ارادت اسرائيل استمرار المفاوضات النهائية، هناك عنوان للشعب الفلسطيني هو الرئيس محمود عباس الذي هو رئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير التي وقعت كل الاتفاقات السابقة مع اسرائيل". ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور علي الجرباوي:"هناك وضع ضاغط على جميع الاطراف، ادارة بوش وحكومة اسرائيل والفلسطينيين، فإدارة بوش تواجه مشكلات معقدة في العراق ولبنان، ومستقبل اولمرت مهدد لأنه لا يستطيع تطبيق برنامجه ولا يستطيع حل مشكلة الصواريخ، وحماس ايضا تدرك حجم معاناة الناس وهي تعرف ان 500 فلسطيني راحوا هدرا في الاشهر القليلة الماضية وان الصواريخ لا تغير المعادلة". واضاف:"نحن في مثلث ضعف اميركي - اسرائيلي - فلسطيني، فكان لا بد من الاتفاق على الهدنة والبدء في البحث عن مخرج سياسي". وتابع:"اعلان حماس ان سقفها هو الاراضي المحتلة عام 1967 يجعلها شريكا مقبولا من جانب أولمرت، فهو يتحدث عن 90 في المئة من الضفة، وحماس تتحدث عن 100 في المئة، وهنا يمكن البحث عن مخرج". عباس الى عمان من جهة اخرى، قال عريقات ان الرئيس محمود عباس سيتوجه اليوم الى عمان لإجراء محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني عشية زيارة الرئيس جورج بوش للاردن. واوضح ان عباس سيستعرض مع العاهل الاردني الجهود الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتدعيم الهدنة الفلسطينية - الاسرائيلية الهشة في قطاع غزة التي دخلت حيز التنفيذ الاحد. وردا على سؤال عن لقاء محتمل بين عباس وبوش في عمان، اشار عريقات الى ان شيئا لم يتقرر في هذا الصدد، في حين اكدت صحف فلسطينية ان لقاء بين عباس وبوش سيعقد الاربعاء. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن المطلوب من رئيس الوزراء الاسرائيلي"الأفعال وليس الأقوال". واكد في تصريحات صحافية أمس في غزة أن المطلوب الجلوس الى طاولة المفاوضات للشروع في مفاوضات جدية على أساس الشرعية الدولية وتطبيق خطة خريطة الطريق، بما فيها مبادرة السلام العربية، خصوصاً ما يتعلق بقرار عودة اللاجئين الصادر عن اللجنة العامة للأمم المتحدة رقم 194. واضاف أبو ردينة أن"الطريق الوحيدة هي اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران يونيو 67 وتطبيق كل ما ورد في قرارات الشرعية الدولية والعربية". وتابع قائلاً:"قلنا ان المطلوب هو مفاوضات وليس حواراً فقط، ومن ثم قوات فصل دولية حتى يتم تنفيذ هذه الاتفاقات".