تواصلت المعارك في جنوبأفغانستان بين مقاتلي حركة"طالبان"والقوات الحكومية وقوات التحالف الموجودة في المنطقة، والتي تشنّ حملة"عملية اختراق الجبل"وهي الأكبر لها لاستئصال عناصر طالبان منذ الإطاحة بحكم الحركة في كانون الأول ديسمبر2001. وأشار ناطق حكومي في قندهار إلى مقتل شرطي أفغاني إضافة إلى سبعة من مقاتلي طالبان في معارك أمس، ما يرفع عدد قتلى الحركة وفق الروايات الحكومية وقوات التحالف الدولية إلى حوالى مئة قتيل منذ الأربعاء الماضي. وأوضح أن"هذه الحملة تركز على إعادة الإعمار والخدمات الاجتماعية وأجراء تقارب بين الحكومة والسكان"، مشيراً إلى أن الجيش الأفغاني يتولى دوراً أكبر في الحملة للتخفيف من سخط السكان على القوات الأجنبية. وكانت الولاياتالمتحدة قررت بذل جهود خاصة في هذه المنطقة وأعلنت الاثنين عزمها استثمار 103 ملايين دولار في مشاريع تنمية. ويشارك في الحملة أكثر من 11 ألف جندي بهدف القضاء على قوات طالبان في ولايات زابول، قندهار، هلمند وأوروزجان. وقال يوسف ستانزي باسم وزارة الداخلية الأفغانية للمراسلين في قندهار، إن مجموعة من قوات طالبان هاجمت أحد المراكز الحكومية في مديريات تابعة للمحافظة ما أسفر عن مقتل شرطي أفغاني وسبعة من عناصر الحركة وفر الباقون لدى وصول إمدادات حكومية ، غير أن الدكتور محمد حنيف الناطق باسم طالبان أعلن أن اثنين من مقاتلي طالبان قتلا في الاشتباك إضافة إلى ثلاثة من المدنيين ووقعت إصابات في صفوف القوات الأميركية، نافياً صحة المعلومات التي أوردها الناطق باسم القوات الأميركية عن مقتل 45 من عناصر طالبان في الاشتباكات التي شهدتها ولاية أوروزغان. وقتل جنديان من قوات التحالف إثر ارتطام مركبتهما بعبوة ناسفة في إقليم كونار بمقاطعة أسد أباد شرق أفغانستان. وقال ناطق باسم التحالف هو الكولونيل بول فيتزباتريك إن قواته انتظرت حضور أكثر من 50 متمرداً في ولاية أوروزغان قبل أن تباشر الهجوم. وأضاف أن"أضراراً جسيمة لحقت بمكان تجمّعهم ونعتقد بأن معظم الذين كانوا فيه قتلوا". وأشار إلى أن القتلى من حركة طالبان وبينهم خبراء متفجرات وقادة محليون مسؤولون عن عدد من الاعتداءات. وفي حادثة منفصلة، دهمت قوة مشتركة من التحالف والجيش الأفغاني مخبأ لطالبان قرب تارين كوت عاصمة أوزوزغان ما أدى إلى قتل خمسة مسلحين ومصادرة 20 كلغ من الأفيون. استنكار على صعيد آخر، أبدت جهات إعلامية في باكستان استنكارها لمقتل صحافي باكستاني من منطقة القبائل بعد ستة أشهر من اختطافه على أيدي مجهولين في شمال وزيرستان. وكان حيات الله خان 30 سنة الصحافي الباكستاني من بلدة ميرعلي اختطف يوم 5 كانون الأول الماضي أثناء تغطيته تحركات طلابية في مناطق القبائل احتجاجاً على مقتل أحد الطلاب على أيدي القوات الباكستانية. واتهمت عائلة الصحافي المغدور والجهات الإعلامية الباكستانية الأجهزة الأمنية الباكستانية باختطاف خان استياء على تغطيته عمليات للجيش في مناطق القبائل استهدفت، حسب الروايات التي كان ينقلها، مدنيين أكثر مما استهدفت من تقول عنهم حكومة إسلام آباد بأنهم عناصر تابعة لتنظيم"القاعدة"أو أجنبية تسلّلت من أفغانستان. وقبيل خطفه، أكد أن الزعيم المزعوم أبو حمزة ربيعة لقي حتفه بصاروخ أميركي وليس في حادث أثناء تصنيع قنبلة كما زعمت إسلام آباد. ورجّح مسؤولون أمنيون باكستانيون، أن يكون خان قتل نتيجة إطلاق عيار ناري على رأسه من الخلف، وقالوا إن قتله ربما حدث الخميس الماضي، ثم ألقيت جثّته في الجبال. وقال نائب حاكم منطقة وزيرستان الشمالية للصحافيين"يمكننا أن نؤكّد أن خان أصيب بعيار ناري في رأسه من الخلف بينما كان مقيد اليدين"، وقد فقد الكثير من وزنه وأطلقت لحيته. ودعت لحنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، الحكومة الباكستانية إلى البحث عن القتلة"وإجراء تحقيق جدي ومحاكمة المرتكبين". ومنذ اختطاف خان، حظّرت القوات الباكستانية على الصحافيين الإشارة إلى المواجهات بين الجيش والمقاتلين القبليين.