على رغم ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لم يعلن صراحة أمس تأييده المباشر للخطة الاسرائيلية الاحادية الجانب لترسيم حدود اسرائيل والانسحاب من مناطق في الضفة الغربية وضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى الدولة العبرية، إلا انه شدد على ضرورة"عدم استمرار الجمود الحالي"في حال عدم استئناف المفاوضات، معتبراً ان الأوضاع الحالية لا يمكن ان تستمر. وقال بلير في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت بعد محادثاتهما في 10 دواننغ ستريت ان ثمة اتفاقاً دولياً عريضاً على الحاجة الى التفاوض على تسوية سلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ان موقف بريطانيا يستند الى قرارات الأممالمتحدة. ولكنه استدرك قائلاً ان من المهم استئناف المفاوضات اللازمة للتوصل الى التسوية النهائية المطلوبة. وقال انه يعرف ان هناك اموراً شائكة مثل وضع القدس ولكنه شدد على ضرورة الوفاء بالمتطلبات الاساسية الثلاثة اللازمة للتسوية وهي قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وكذلك الاعتراف باسرائيل والتخلي عن العنف الذي يمثل عقبة رئيسية. وشدد بلير ايضاً على ضرورة التمسك بخريطة الطريق موضحاً ان هذه الشروط ليست قابلة للتفاوض حولها أو تغييرها. وقال بلير انه ناقش مع اولمرت الأزمة النووية الايرانية والعلاقات الثنائية الجيدة التي أثنى على تطورها المستمر. أما اولمرت فقد كرر ما ذكره من قبل من انه يفضل التفاوض مع الفلسطينيين، وقال انه سيلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد اسبوعين واعداً بان يعطي الفلسطينيين"فسحة من الوقت"ليرى ما إذا كانت هذه الشروط التي تحدث عنها بلير ستتحقق، ولكن إذا لم يتم ذلك ولم يكن هناك شريك فلسطيني للتفاوض، فإنه سيمضي قدماً في الانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية التي قال عنها في ما بعد ان الانسحاب سيكون بنسبة 90 في المئة من اراضي الضفة وكذلك تفكيك بعض المستوطنات وضمها الى اسرائيل. وأكد اولمرت انه مستعد للمضي الى حد بعيد لاقناع الفلسطينيين بأن من المهم الوفاء بالتزامات خريطة الطريق. ولكنه حذر في الوقت نفسه من استمرار الوضع الراهن"لأنه عدو لكل ما نريده". وأعرب اولمرت عن القلق الاسرائيلي الكبير إزاء الأزمة النووية الايرانية، محذراً من ان اسرائيل لن تقبل بامتلاك ايران السلاح النووي. ورداً على سؤال حول التصعيد الاسرائيلي الأخير ضد المدنيين الفلسطينيين، قال بلير ان"هذه احداث رهيبة ولكن عندما يتم ايضاً قتل المدنيين الابرياء من الاسرائيليين فهذه ايضاً أحداث رهيبة". وكان بلير استهل المؤتمر الصحافي بالتشديد على دعمه لاسرائيل وللجهود الرامية للتوصل الى حل للمشكلة بين الفلسطينيين واسرائيل. وأكد ان مهمة المجتمع الدولي ان يساعد بكل ما هو ممكن لاحراز تقدم في التوصل الى تسوية عن طريق التفاوض. ورداً على سؤال آخر قال بلير انه لو كان مكان اسرائيل فإنه لن يقبل بالتفاوض إلا مع الأطراف التي تقبل بوجودها. وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي التقت نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني، التي ترافق اولمرت قد أعربت عن قلقها الجمعة الماضي من التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين. وقالت بيكيت انها ستثير المسألة مع ليفني. ولكن صحيفة"ذي اندبندانت"لاحظت ان مكتب رئيس الوزراء البريطاني لم يصدر ادانة للعمليات العسكرية الاسرائيلية الأخيرة. وكان اولمرت أعلن في حديث مع شبكة تلفزيون"سكاي"البريطانية انه مستعد لتقديم"تنازلات مؤلمة ومثيرة للانقسام"في اسرائيل من أجل التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين. وقال انه سيطلب من بلير تسهيل العملية مما سيؤدى الى"الأمل بإرغام الفلسطينيين لتغيير وجهات نظرهم حتى يكونوا على استعداد للتفاوض". إلا ان اولمرت أكد اصراره على تنفيذ خطته الاحادية الجانب في حالة عدم وجود شريك في المفاوضات، قائلاً ان السؤال هو"هل ننتظر الىالأبد ولا نفعل شيئاً بحيث يستمر الجمود". أم نفعل شيئاً لتحريك الأمور قدما بحيث نخلق الأجواء التي تؤدى الى تفاهم أفضل. وقال اولمرت انه لا يتوقع أن يمارس بلير ضغوطاً عليه بالنسبة الى التفاوض مع"حماس"لأن بريطانيا لا تتحدث مع حكومة"حماس". ووصف اولمرت بلير بأنه"رجل مثير للاهتمام"وانه"صديق كبير لاسرائيل".