اكدت الحكومة البريطانية تمسكها ب"خريطة الطريق" لتسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، ورفضت الخوض في فحوى الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ونظيره البريطاني توني بلير، والذي اعلنت اسرائيل ان بلير أيد خلاله "خطة الفصل". وكان مكتب شارون افاد في بيان مساء اول من امس ان بلير عبر لشارون عن تأييده "خطة الفصل والتدابير التي تتخذها اسرائيل"، واعدا اياه ب"المساعدة في تأمين دعم المجموعة الدولية". واضاف البيان ان شارون شكر بلير، مؤكدا له ان "شرط اجراء حوار مع الفلسطينيين هو وقف الارهاب والعنف وتطبيق اصلاحات" في السلطة الفلسطينية. من جانبها، رفضت رئاسة الحكومة البريطانية تأكيد الانباء الاسرائيلية، مشيرة الى انها لن تعلق على ما دار في الاتصال الهاتفي، لكنها جددت الموقف البريطاني الذي يعتبر ان اي اجراء يجب ان يكون جزءا من "خريطة الطريق"، وان يرتبط بمفاوضات السلام بين الجانبين. وافاد بيان صادر عن داوننغ ستريت: "سنرحب بأي انسحاب اسرائيلي من الاراضي المحتلة ... طالما انه يتطابق مع خريطة الطريق ويتيح التوصل الى حل دائم يقضي بوجود دولتين". وفي اطار رد الفعل الفلسطيني، اعتبر المفوض الفلسطيني في المملكة المتحدة عفيف صافية ان "الاسرائيليين تعودوا أن ينصبوا انفسهم ناطقين عن الاطراف الاخرى، لكن الموقف الاوروبي كان واضحا منذ شهر وهو الترحيب بالنيات الاسرائيلية بالانسحاب، والتمني ان تكون ضمن خطة خريطة الطريق وليس بديلا لها". واوضح ل"الحياة" ان "الطرف الفلسطيني شرح موقفه خلال زيارة رئيس الحكومة احمد قريع لعواصم اوروبية عدة، ونتمنى ان يكون الانسحاب بالتفاوض وليس احاديا، وان يكون كاملا وليس جزئيا، وان يكون هناك ممر باتجاه الضفة، وانسحابات منها على طريق تطبيق خريطة الطريق". لكن صافية شكك في النيات الاسرائيلية، لافتا الى المقابلة الصحافية التي اجراها شارون مع الكاتب الاسرائيلي ناحوم برنياع اول من امس في صحيفة "يديعوت احرونوت" وقال فيها ان "الانسحاب لن يكون كاملا بل سنحتفظ بشريط فيلادلفيا" على الحدود مع مصر، و"سنواصل هدم منازل الفلسطينيين في رفح" عارضا على اللاجئين ان يحتلوا المستوطنات، كما اعتبر ان "هذه الامور ستؤخر ولادة الدولة" الفلسطينية. وعلق صافية: "هذه هي النيات الحقيقية" لشارون. ويأتي كشف اسرائيل فحوى الاتصال الهاتفي في وقت يستعد شارون لزيارة واشنطن حيث ستكون "خطة الفصل" على بساط البحث. ورأى مراقبون انه يهدف الى احراج بريطانيا التي ترعى مبادرة لتأهيل الاجهزة الامنية الفلسطينية من خلال اقامة غرفة عمليات في كل من الضفة وقطاع غزة يشرف عليها خبراء بريطانيون. واستبعد المراقبون ان يدعم بلير "خطة الفصل" على اعتبار ان ذلك يشكل تراجعا كبيرا على مستوى الموقف البريطاني الذي يتمسك ب"خريطة الطريق"، ويرفض الخطوات الاحادية الجانب التي لا تتم في اطار التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين، وهو الموقف الذي يعارض ايضا الابقاء على المستوطنات، علما ان "خطة الفصل" تقضي بازالة عدد محدود من مستوطنات الضفة الغربية لا يتجاوز اربع مستوطنات.