اكد الرئيس جورج بوش امس وجود"عامل استعجال"لدى الولاياتالمتحدة لسماع رد ايران على العرض الغربي لحل ازمتها النووية، مشيراً الى ان امام طهران"اسابيع وليس شهوراً لتعليق التخصيب والدخول في المفاوضات". وشدد بوش بعد لقائه رئيس الوزراء الدنماركي أندريه فوغ راسموسن في منتجع كمب ديفيد، على ان تبعات عدم وقف ايران تخصيب اليورانيوم، ستكون التوجه الى مجلس الامن لفرض عقوبات، مجدداً التزامه ب"الاستراتجية الديبلوماسية"في حال التزام ايران. وفي وقت اعلن المستشار النمسوي فولفغانغ شوسل الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ان المهلة معطاة لايران الى موعد قمة مجموعة الثماني في سان بطرسبورغ منتصف تموز يوليو المقبل، تمنى الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير"مخرجاً مشرّفاً للجميع"في الأزمة، فيما قال بلير ان الدول الكبرى"لا تسعى الى مواجهة"راجع ص 8. في المقابل، صعّدت طهران تحديها للغرب، واعترفت بتوسيع تخصيب اليورانيوم، غداة اصدار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريراً يشير الى ذلك. ودعت ايران الوكالة الى"ضبط النفس"وعدم تعريض الجهود الديبلوماسية التي تبذلها الدول الكبرى للخطر. جاء ذلك على لسان سفيرها في فيينا علي اكبر سلطانية، فيما شدد رجل الدين الايراني النافذ احمد جنتي في خطبة الجمعة امس، على"ضرورة قبول الغرب"ان تخصب طهران يورانيوم بنسبة تتراوح بين 3.5 في المئة و5 في المئة. وانتقد الدول الكبرى التي"تريد مجدداً تنازلات منا"، معتبراً ان العرض"ليس جيداً"لأن الغربيين"يريدون حرماننا من امتيازات كثيرة، والحوافز غير مناسبة للشعب الايراني". لكن جنتي لم يسقط من حسابه المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، بل اعتبرها"خياراً دائماً لإزالة غموض محتمل في بعض النقاط". وتجاهلت مصادر الخارجية الأميركية هذا التصعيد، وقالت ل"الحياة"رداً على اعلان ايران توسيع عمليات التخصيب، ان"التصريحات التصعيدية الايرانية لطالما كانت مؤشراً ايجابياً الى قرار بالتفاوض لاحقاً". وأكدت المصادر الأميركية أن موعد قمة الثماني يشكل"مهلة منطقية لسماع رد الجانب الايراني"في شأن برنامج الحوافز والعقوبات، وعرض الولاياتالمتحدة دخول المفاوضات في حال علقت ايران التخصيب، مشددة على ان"المهلة المعطاة لايران ليست مفتوحة زمنياً". في فيينا أ ف ب، افادت مصادر وكالة الطاقة بأن اجتماع مجلس محافظيها الاسبوع المقبل سيكون اقل تشنجاً مما سبقه، واستبعدت اتخاذ قرار حول ايران وخصوصاً ان هذا الموضوع لن يناقش قبل الخميس المقبل. واعتبر ديبلوماسي غربي ان"اي بلد ليس في وارد صب الزيت على النار في هذه المرحلة الدقيقة من العملية السياسية". وفي موسكو، توقع السفير الاميركي وليام بيرنز أن يناقش الرئيس بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الأزمة النووية، لدى وصول الأول للمشاركة في قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في سان بطرسبورغ في 15 تموز. ودرس وزير الخزانة الاميركي جون سنو ونظيره الياباني سدكازو تانيغاكي في سان بطرسبورغ امس، امكان فرض عقوبات مالية على ايران اذا تمسكت ببرنامجها النووي، وذلك على هامش اجتماع وزراء المال في دول مجموعة الثماني. في بروكسيل، دعا هانز بليكس الرئيس السابق للجنة التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق اونسكوم الى"توفير الضمانات الأمنية لطهران في مقابل تعليقها نشاطات التخصيب لفترة طويلة وليس الى الأبد". واستعاد بليكس تجربته في العراق قائلاً:"عندما يتعلق الأمر بخطر انتشار الاسلحة يجب ايضاً فهم القلق الأمني للبلد المعني"، وتطرق الى الوضع الاقليمي والقلق من امتلاك اسرائيل اسلحة دمار شامل. ويتحرك بليكس بصفته رئيساً للجنة الدولية حول اسلحة الدمار الشامل التي قدمت تقريرها الى الأمين العام للامم المتحده كوفي انان مطلع الشهر الجاري، داعية الى تفعيل جهود نزع الاسلحة على الصعيد الدولي.