أعلنت إيران والقوى العظمى أن المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني تسير في الاتجاه الصحيح في الجولة الثالثة التي انتهت أمس الأربعاء في فيينا. وكان عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية في وقت متأخر من الثلاثاء أنه «في بعض المسائل تمكنا من تقليص الخلافات»، وأشاد «بالأجواء الجيدة». واعتبر مسؤول أميركي رفيع المستوى أن اللقاء بين إيران والولايات المتحدة في ختام مفاوضات الثلاثاء كان «مفيداً ومهنياً». ويفترض أن يلي هذه المباحثات اجتماع أخير بحضور كامل الأعضاء ويرأسه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، التي ترأس مجموعة 5+1. وسيشارك المسؤولان في مؤتمر صحافي بعد ذلك. وهذه ثالث جولة مفاوضات تجري بين الطرفين منذ وافقت ايران في نوفمبر على تعليق قسم من نشاطاتها النووية لقاء رفع جزئي للعقوبات التي تشل اقتصادها. ويأمل الجانبان في حصول تقريب بين وجهات النظر بحيث يصبح من الممكن البدء بصياغة مسودة اتفاق نهائي خلال الاجتماع المقبل في مايو. ولهذه الغاية، انضم الى الوفد الايراني في فيينا هذا الاسبوع فريق من الخبراء القانونيين. والمهلة المحددة اساسا للتوصل الى اتفاق نهائي هي 20 يوليو. وسيؤدي التوصل الى اتفاق نهائي الى إلغاء كل العقوبات المفروضة على إيران، لقاء الحصول على ضمانات قوية ويمكن التحقق منها بأن إيران لا تسعى إلى حيازة السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني. وسيتيح هذا الاتفاق لإيران أن تخرج من عزلة تحرم اقتصادها كل أسبوع من مليارات الدولارات من عائدات النفط. ومن النقاط الحساسة حجم برنامج تخصيب اليورانيوم. وعملياً لا يزال من الضروري الاتفاق حول عدد ونوع آلات الطرد المركزي (المستخدمة في التخصيب) التي تستخدمها إيران. كما تتعثر المفاوضات حول مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة، والذي لا يزال قيد الإنشاء، لأنه يستخدم البلوتونيوم الذي يمكن أن يساهم في تصنيع القنبلة النووية. وفي واشنطن، أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء، أنه في حال اخفقت المفاوضات فإن إيران تحتاج فقط إلى شهرين لامتلاك القدرة النووية. وأوضح أن «هذا لا يعني أنهم سيحصلون على رأس نووي أو نظام أو ربما قدرة اختبار». من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي أکبر صالحي» إن بلاده لم تتخل عن حقها بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، وإنما قامت بتعليقه مؤقتاً لعدم حاجتها إليه حالياً. وأبدى صالحي تفاؤله بمسار المفاوضات بين إيران ودول مجموعة (5+1)، موضحا ان هناك العديد من النقاط العالقة، من بينها قضية مفاعل آراك ومسألة التخصيب ، بحسب وكالة الانباء الايرانية. ولفت رئيس هيئة الطاقة الذرية إلى أن إيران قدّمت اقتراحاً بإعادة تصميم قلب المفاعل بحيث تزال الهواجس لدى الطرف الآخر، وان إعادة التصميم ستوصل إلي نتيجة ترضي الطرفين . ورأى صالحي ، أنه، بالنسبة للتخصيب لکل طرف وجهة نظر، وإيران حتى اللحظة ملتزمة بتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمائة لکن هذا لا يعني انها أوقفت التخصيب نهائيا، بحسب إرنا . واشار إلى أنه لدى « ايران مخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة يکفي لعامين او ثلاثة، لکن متى احتجنا سنعمل على تخصيب ما يکفينا تحت إشراف الوکالة الدولية». يشار إلى ان ايران مجموعة 5+1 ( التي تضم بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا اضافة الى المانيا ) تجرى مباحثات حاليا في فيينا بهدف التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الحد من البرنامج النووي الايراني ورفع العقوبات المفروضة على طهران بحلول يوليو المقبل. وقال دبلوماسيون إيرانيون وغربيون: إن إيران ومجموعة 5+1 لم تتفق بعد على القيود التي سيتعين على طهران قبولها بشأن برنامج التخصيب الخاص بها وبالنسبة لمستقبل مفاعل أراك الذي ينتج مادة البلوتونيوم. وتخشى مجموعة «5+1» من أن تستخدم إيران اليورانيوم أو البلوتونيوم المخصب في انتاج اسلحة نووية. فيما يؤكد القادة الايرانيون على أنهم مهتمون فقط بالطاقة النووية والتطبيقات العلمية.