على رغم الظروف النفسية السيئة التي يعيشها أفراد الفريق الوحداوي، وهم يواجهون مساء اليوم الهلال في استاد الملك فهد الدولي في الرياض في ذهاب نصف نهائي كأس ولي العهد، بعد وفاة زميلهم محمد اللحياني نهاية الأسبوع المنصرم، إلا أن عشاق ومحبي"الفرسان"يمنون النفس بأن يتجاوز فريقهم حدود الأحزان، ويعيد لشفاههم الابتسامة من خلال تحقيق نتيجة إيجابية، تزيد من حظوظهم في بلوغ المباراة الختامية بعد غياب تجاوز الثلاثين عاماً، وحاولت الإدارة الوحداوية إبعاد اللاعبين من الأجواء الحزينة بإقامة معسكر قصير في الرياض قبل اللقاء بعدة أيام، فيما تحسنت أوضاع مضيفه الفنية بعد عودة الدوليين وانضمام البرازيلي جيوفاني، ما فتح الباب أمام كاندينو لرسم التكيتك المناسب، فخطوطه أصبحت مكتملة تماماً، ولن تقبل الجماهير أعذاراً أخرى وسط هذه الكوكبة من النجوم، ولن ينسيها الخسارة الماضية أمام الطائي سوى الفوز وبنتيجة مقنعة، تحسم أمر التأهل من محطة الرياض، ولعل الصورة باتت أكثر وضوحاً أما كاندينو بعد إشرافه على الفريق رسمياً في المباراة السابقة، وإدراكه تماماً ضرورة اللعب بأسلوب مواطنه باكيتا، بالاعتماد على لاعبين في محور الارتكاز، وهو ما تعود عليه لاعبو الهلال خلال الموسمين الماضيين، وأثمر عن حصد جميع البطولات المحلية، ولدى المدرب الهلالي خيارات عدة في المراكز كافة، تحتاج إلى الانتقاء السليم والقراءة الصحيحة لأحداث المباراة، فمعظم العناصر تحمل الصفة الدولية، وحتى مشكلة حراسة المرمى انتهت بعودة محمد الدعيع، ولا شك في أن عودة رباعي الوسط نواف التمياط ومحمد الشلهوب وعبداللطيف الغنام ستغير من الشكل الفني، وستمكن"الأزرق"من الهيمنة المطلقة على منطقة المناورة، وهو ما يحتاجه الفريق في مثل هذه المباراة، وتزداد قوة"الأزرق"بوجود صانع اللعب الماهر البرازيلي كماتشو، الذي يعول عليه الهلاليون كثيراً في لقاءات الحسم، ويعود تراجع مستواه في الآونة الأخيرة إلى غياب العناصر الدولية، عموماً، الفرقة"الزرقاء"في كامل عافيتها وجاهزة تماماً لهذا اللقاء، انطلاقاً من حراسة المرمى بوجود محمد الدعيع وانتهاء بالمهاجم ياسر القحطاني، كما أن دكة الاحتياط مليئة بالأوراق الرابحة، التي تملك القدرة الكافية على تحويل مسار اللقاء لمصلحة الفريق الأزرق. ويدرك تماماً المدرب الوحداوي لطفي البنزرتي صعوبة اللقاء، عطفاً على الفوارق الفنية التي تميل لكفة خصمه، وهو مدرب ذكي ويتعامل بواقعية كبيرة في مثل هذه المباريات، خصوصاً أن الفريق يلعب خارج قواعده وبعيداً من انظار محبيه، ولعل الخيار الوحيد أمام البنزرتي قفل مناطقه الخلفية، وفرض رقابة لصيقة على البرازيلي كماتشو، الذي يمثل المفتاح الرئيسي للهجمات الزرقاء مع الاعتماد على الكرات المرتدة السريعة، التي يجيدها أفراد فريقه بوجود عيسى المحياني في خط المقدمة ومن خلفه علاء كويكبي وماجد الهزاني، وتعتبر الجهة اليسرى هي الأكثر نشاطاً بانطلاق المخضرم طلال الخيبري، فهو يقوم بالشق الهجومي على أكمل وجه، وتمتاز الخطوط الوحداوية بالحيوية والنشاط كون معظم العناصر من الوجوه الشابة، باستثناء المخضرم الخيبري، الذي يمثل عامل الخبرة الوحيد في فريق الفرسان، الغياب الطويل للوحداويين عن البطولات والمباريات الختامية، يجعل الفريق يرمي بكل ثقله في لقاء الليلة من مبدأ أكون أو لا أكون، فالفرصة أصبحت مواتية للعودة مجدداً إلى سماء البطولات، وبذلت الإدارة قصارى الجهد لتجهيز الفريق لعبور محطة الهلال الصعبة، ووعدت بمكافأة مجزية في حال تحقيق الفوز في لقاء الليلة، وعلى رغم الترشيحات التي تعطي الأفضلية للفريق"الأزرق"إلا أن الوحداويين لن يكونوا صيداً سهلاً، وستكون لهم كلمة قوية في هذه المسابقة، التي يعقد عليها عشاقه آمالاً عريضة بمعانقة الذهب مجدداً.